تتناول نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، حالة التقزم لدى الأطفال، التي قد تكون طبية أو وراثية، موضحة بتفصيل علمي أسبابها وأنواعها.
وتبين نشرة المعهد المضاعفات الأكثر شيوعًا المرتبطة بحالة التقزم، إضافة إلى طرق وإجراءت التشخيص، وأنواع العلاجات التي لا يحل معظمها مشكلة قصر القامة، لكنها قد تخفف من المضاعفات.
ما هي القزامة؟
القزامة حالة طبية أو وراثية تجعل الشخص أقصر بكثير من المرأة أو الرجل متوسط الحجم، ويبلغ متوسط ارتفاع الشخص البالغ المصاب بالتقزم 4 أقدام (123 سم). وبالأرقام يمكن القول إن الشخص البالغ الذي يقل طوله عن 147 سم يمكن أن يطلق عليه قصير القامة، وغالبًا ما يُفضل استعمال مصطلح “قصر القامة” على “القزم”
أسباب القزامة:
عادة ما تندرج أسباب التقزم في الفئات التالية:
– أسباب وراثية: أي قصر القامة العائلي والذي يعرف بانه ميل لاتباع قصر القامة الموروث (قصر القامة) للعائلة.
– تأخر النمو مع تأخر المراهقة أو تأخر النضج ويشمل الطفل الذي يميل إلى أن يكون أقصر من المتوسط ويدخل سن البلوغ متأخرًا عن المتوسط، ولكنه ينمو بمعدل طبيعي. يميل معظم هؤلاء الأطفال في النهاية إلى النمو تقريبًا إلى نفس ارتفاع والديهم.
– الأمراض التي تصيب الجسم كله (وتسمى أيضًا الأمراض الجهازية).
– سوء التغذية، حيث يمنع سوء التغذية المستمر الأطفال من تحقيق إمكانات نموهم الكاملة، إن اتباع نظام غذائي متوازن بشكل عام يمنع أو يصحح هذا الاضطراب. سوء التغذية هو السبب الأكثر شيوعًا لفشل النمو حول العالم.
– تأخر النمو: مشاكل في مراكز النمو في العظام.
– عادات غير صحية للأم الحامل: مثل التدخين، وتناول أدوية ضارة بالجنين.
– أمراض الكلى المزمنة والقلب، ومشكلات بالغدد الصماء.
– الأمراض الجينية مثل متلازمة داون.
– أسباب غير معروفة.
أنواع التقزم:
على الرغم من وجود العديد من الأسباب المختلفة للتقزم، إلا أن هناك نوعين رئيسيين من هذه الحالة: متناسب وغير متناسب.
التقزم المتناسب:
عندما يتناسب كل من الرأس والجذع والأطراف مع بعضها بعضٍ، ولكنها أصغر بكثير من تلك الخاصة بالشخص متوسط الحجم، تُعرف الحالة بالتقزم المتناسب. ويكون معدل نمو الشخص أبطأ بكثير من المعتاد وتتأخر نمو الصفات الجنسية. غالبًا ما يكون هذا النوع من التقزم ناتجًا عن نقص الهرمونات. يمكن علاجها غالبًا بحقن الهرمونات أثناء نمو الطفل. نتيجة لذلك، قد يتمكن الشخص المولود بقزامة متناسبة من الوصول إلى متوسط الطول أو الاقتراب منه.
التقزم غير المتناسب:
هذا النوع من التقزم هو الأكثر شيوعًا. كما يوحي الاسم، يتميز بوجود أجزاء من الجسم لا تتناسب مع بعضها بعضٍ. وفيها تكون بعض أجزاء الجسم أصغر من المعتاد، بينما بعضها الآخر متوسط الحجم أو طبيعي. على سبيل المثال: تؤدي حالة وراثية تسمى الودانة إلى أن تكون الذراعين والساقين أقصر بكثير من تلك الخاصة بشخص متوسط الحجم، ولكن الجذع يشبه حالة شخص غير متأثر بالتقزم. في بعض الحالات، قد يكون رأس الشخص المصاب بالتقزم غير المتناسب أكبر قليلاً من رأس الشخص غير القزم. من النادر أن تسبب حالة التقزم هذه تأخراً عقلياً أو مشاكل في الحركة أو تشوهات خلقية كتشوهات مفصل الفخذ أوانحناء الركبتين أو العمود الفقري.
مضاعفات التقزم الخطيرة:
غالبًا ما يكون التقزم مصحوبًا بمضاعفات صحية. تتراوح هذه من مشاكل الساق والظهر إلى مشاكل وظائف الدماغ والرئة.
المضاعفات الأكثر شيوعًا المرتبطة بالتقزم غير المتناسب هي:
– انحناء الساقين.
– التهاب المفاصل.
– الانحناء التدريجي للظهر.
– وجود قناة ضيقة في الجزء السفلي من العمود الفقري مما يؤدي إلى الضغط على الحبل الشوكي (تضيق القناة الشوكية)
– وجود ضغط في العمود الفقري في قاعدة الجمجمة، وحدوث سائل الدماغ الزائد (استسقاء الرأس).
– توقف التنفس أثناء النوم.
– التأخر في تنمية المهارات الحركية.
– زيادة الوزن التي يمكن أن تضع المزيد من الضغط على العمود الفقري والمفاصل.
– يمكن أن يؤدي الحمل عند المصابات بالتقزم إلى مجموعة أخرى من المضاعفات المحتملة، بما في ذلك مشاكل الجهاز التنفسي. عادةً ما تكون الولادة القيصرية ضرورية، لأن حجم منطقة الحوض لن يسمح بالولادة المهبلية.
– كثرة التهابات الأذن وربما فقدان السمع، ولذلك قد يحتاج المريض وضع أنابيب تصريف لتجنب فقدان السمع
– اعوجاج الأسنان، لذا غالباً يحتاج المريض إلى عمل تقويم للأسنان.
التشخيص:
عند الولادة، قد يكون ظهور المولود كافيًا في بعض الأحيان لتشخيص التقزم. كجزء من اختبارات صحة الطفل، يجب قياس طفلك ووزنه لمعرفة مدى مقارنتها بمتوسطات عدد السكان للطفل في سنِّه. يعد القياس المستمر على مخطط النمو القياسي علامة أخرى يمكن لطبيب الأطفال استخدامها لتشخيص التقزم.
يمكن إجراء تشخيص مبدئي قبل الولادة بينما لا يزال الطفل في الرحم باستخدام الموجات فوق الصوتية. إذا كان مظهر الطفل يشير إلى التقزم، أو إذا كان الوالدان يعلمان أنهما يحملان الجين الخاص بالقزامة، فقد يوصي الطبيب باختبار للسائل الأمنيوسي من الرحم. قد تكون الاختبارات الجينية مفيدة في بعض الحالات. هذا صحيح بشكل خاص عند التمييز بين سبب محتمل للتقزم وآخر. قد يساعد فحص الدم للتحقق من مستويات هرمون النمو أيضًا في تأكيد تشخيص التقزم الناجم عن نقص الهرمونات.
العلاج:
الهدف من العلاج هو زيادة الأداء الوظيفي والاستقلالية. لا تحل معظم علاجات التقزم مشكلة قصر القامة، لكن قد تُصحح المشاكل الناجمة عن المضاعفات وتخفيفها. هناك بعض العلاجات التي قد تساعد في تقليل خطر حدوث مضاعفات وتشمل:
– العلاج بالهرمونات:
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نقص هرمون النمو، قد تكون حقن هرمون النمو البشري الاصطناعي مفيدة. لا يصل الأطفال الذين يتلقون هذا العلاج دائمًا إلى متوسط الطول، ولكن يمكنهم الاقتراب منه. يشمل العلاج الحقن اليومية عندما يكون الطفل صغيرًا، على الرغم من أن الحقن قد تستمر حتى عمر 20 عامًا. يمكن القيام بذلك إذا كانت هناك مخاوف بشأن النضج الكامل للبالغين والعضلات والدهون الكافية. تحتاج الفتيات المصابات بمتلازمة تيرنر إلى العلاج بالإستروجين والهرمونات الأخرى للمساعدة في تحفيز البلوغ والنمو المناسب للإناث. قد يكون العلاج بالإستروجين ضروريًا حتى تبلغ المرأة سن اليأس.
– العلاج الجراحي:
تهدف العلاجات الجراحية في مجملها الى إطالة الطرف القصير بضع سنتيمترات ليقارب الطول الطبيعي قدر المستطاع.
– نمط الحياة والعلاجات المنزلية:
عند اكتشاف حالة الطفل المُصاب بالتقزم مبكراً، تقوم الأم بتوفير البيئة المنزلية المناسبة عن طريق توفير مقعد السيارة المزود بداعم للرقبة والظهر، ووضع الوسائد أسفل ظهر الطفل لتقويمه عند جلوسه، بالإضافة إلى الدعم النفسي لتجنب الآثار النفسية السلبية التي يتركها انتقاد الآخرين لقصره. كما ينبغي الاهتمام بالغذاء السليم واتباع عادات الغذاء الصحي السليمة مبكرًا لتجنُّب المشاكل.