أول متحف عسكري تحت الماء في خليج العقبة
أطلقت العقبة أول متحف عسكري تحت الماء في خليج العقبة يقدم لعشاق المغامرة قطعا حربية قديمة رائعة.
ويهدف المتحف إلى إظهار نوع جديد وفريد من نوعه من تجارب المتاحف، حيث يظهر التفاعل بين الرياضة والبيئة والمعروضات أمام الزائر.
وقد تم تسكين المعدات العسكرية بين الشعاب المرجانية بتشكيل عسكري تكتيكي يحاكي وضعها في ميدان المعركة، كما يشكل إضافة جديدة للمغامرة تحت الماء، ويعتبر عنصراً جاذباً للغواصين والسباحين لاكتشاف المزيد من مواقع الغوص، حيث تلعب المفاجأة عاملاً لا يمكن توقعه لما سيراه لاحقًا وتتركهم مع تجربة فريدة من نوعها.
وبعد اكثر من 30 يومًا من المسح والتصوير والتخطيط لهذا المشروع الهام، أصبح الموقع جاهزا لتسكين القطع العسكرية، وبدأت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة من خلال كوادر متنزه العقبة البحري في في إغراق 19 قطعة عسكريًا في 7 أيام عمل فقط، حيث احتوى التشكيل على دبابات مختلفة الاحجام وسيارة اسعاف ورافعة عسكرية وناقلة جنود ومضاد للطائرات ومدافع وطائرات عامودية مقاتلة.
وتم إغراق 8 قطع على عمق يتراوح ما بين 15 و20 مترا، بينما يمكن العثور على 11 قطعة أخرى على أعماق تتراوح بين 20 إلى 28 مترا مما يسمح للزوار بالاستمتاع بمتحف العقبة العسكري تحت الماء بثلاث طرق مختلفة ومشاهدة المعروضات المختلفة من خلال السباحة بالنظارة وانبوبة التنفس، أو القيام بجولة في القارب الزجاجي أو الغوص.
وقد راعت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والجمعيات البيئية الاثار البيئية المترتبة على إقامة هذا المتحف، وتم اتخاذ جميع التدابير لضمان حماية وسلامة البيئة البحرية، من خلال اختيار الموقع في منطقة فقيرة نسبيا بالتنوع الحيوي ووجود الشعاب المرجانية الكثيفة، حيث سيسمح وجود هذه القطع ببناء حيد مرجاني اصطناعي فريد من نوعه يخفف الضغط على الحيود المرجانية الطبيعية، كما تم الاهتمام باغراق القطع في مساحات رملية دون الاضرار بالشعاب المرجانية الموجودة في الموقع، وتم أيضا تنظيف القطع الحربية وتفريغها من الزيوت والشحوم والملوثات قبل الإغراق.
هذا الجهد الكبير في بناء موقع غوص المتحف العسكري تحت الماء في العقبة ما كان لينجح الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، فقامت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بالتخطيط والتجهيز والاغراق، بينما قامت شركة العقبة للموانئ بتوفير الآليات والارصفة المتنقلة التي تم استخدامها في عملية الإغراق والكوادر البشرية اللازمة، كما قامت شركة ميناء العقبة للخدمات البحرية (APMSCO) بتوفير قوارب القطر والسحب.
الدور المميز في بناء هذا المتحف ما كان ليتم لولا التعاون المستمر مع القوة البحرية الملكية الأردنية التي تركز دورها في تأمين الموقع والحفاظ على السلامة العامة خلال جميع المراحل.
وقام مركز البحر الأحمر للغوص متطوعا بعملية توثيق عمليات الإغراق عبر التصوير الفوتوغرافي تحت الماء.