تضامن : إلصاق عملية النق بالنساء ما هو إلا شكل آخر من أشكال العنف الممارس ضدهن
صادف يوم الأحد 14/8/2016 يوم النق الدولي (International Nagging Day) وترجمة كلمة (Nag) تعني تذمر، ألح، إلا أنه وبعد عمليات بحث على شبكة الإنترنت لم تتوافر أية معلومات مرجعية حول هذا اليوم وكيف تم تخصيص الـ 14 من آب كيوم للإحتفال به. علماً بأن الكلمة الإنجليزية مشتقة من الكلمة الإسكندنافية (nagga) وتعني النخر أو النهش.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أنه وبغض النظر عن صحة هذا اليوم من عدمه، إلا أنها تجد الفرصة مواتية لكي تدفع عن النساء بشكل خاص ما يشاع عنهن كثرة التذمر والإلحاح.
ورد في معجم المعاني بأن معنى كلمة نقاق وهي صيغة مبالغة من نَقّ وتعني كثير التشكي والتذمر والإحتجاج.
والنق بحسب ويكيبيديا هي طريقة للتواصل بين شخصين بصورة تتخذ طابع التكرار المتواصل وتشكل غطرسة أو مضايقة أو أنها تعبر عن الحث الدائم والمستمر من شخص لآخر لاجل تلبية طلبات تم طلبها سابقاً أو للعمل على مشورة تكرر الطلب بشأنها أكثر من مرة. وقد تحدث عملية النق في المجالين الأسري والمهني.
وتعرف إليزابيث بيرنشتاين مراسلة صحيفة وول ستريت جورنال النق على أنه عملية تفاعلية ما بين شخصين، بحيث يكرر إحدهما طلبه مراراً فيما يتجاهله الآخر مراراً وتكراراً، وأصبح كليهما منزعجاً بشكل متزايد.
كما ويعبر عن النق بإعتباره شكل من أشكال الإقناع المستمرة والمتكررة والتي لا تتخذ الطابع العدواني ويساهم فيه كلا الطرفين، وهو شائع الإستخدام في مختلف نواحي الحياة تجنباً لإستخدام بدائل أشد عنفاً أو تجنباً لإتخاذ إجراءات اكثر عدائية كالتهديدات.
ويرسل النقاق إشارات للطرف الآخر من أجل القيام أو الإمتناع عن تنفيذ أمر ما أو سلوك ما، في حين لا يستجيب الطرف الآخر لطلبات النقاق، ويواصل النقاق بذل مزيداً من الجهد بتكرار طلبه حتى يمتثل الطرف الآخر له، بينما يستمر الطرف الآخر في تعنته وعدم إستجابته لمطالب النقاق.
وتضيف “تضامن” بأن عملية النق أو التذمر أو الالحاح قد تم إلصاقها بالنساء على وجه التحديد، إلا أن الدراسات تفيد بأن كل من الرجال والنساء على حد سواء وبشكل متساو يمارسون عملية النق، وكلا الجنسين يمارسونها من أجل إمتثال الطرف الآخر سواء أكانت المطالب محقة أو غير محقة، كما أن النظرة الدونية للنساء والسلطة الأبوية ساهمتا في إبراز النساء كمتذمرات بإستمرار.
وتزداد الشكوى والإنزعاج من عملية النق من قبل الزوجين على الأخر أو من قبل أحدهما أو كليهما على أطفالهما، فكلاهما يمارسها مع بعض الإختلافات في مضمونها وتشكل الزيارات العائلية وتربية الأولاد وشراء الإحتياجات المنزلية والسلوكيات والتصرفات الشخصية أهم مسبباتها. كما ويمارس الأطفال عملية النق على الآباء والأمهات من أجل تلبية مطالبهم أو لشراء إحتياجات أو ألعاب أو للقيام بنشاطات ترفيهية.
ويتبادل المدراء والموظفين ذكوراً وإناثاً عملية النق فيما يتعلق بتسيير الأعمال وإنجاز المهام الوظيفية، وقد يمارس المدراء ضغوطاً مستمدة من سلطتهم لغايات إمتثال الموظفين لأوامرهم أو تعليماتهم. كما ويمارس الموظفين ذكوراً وإناثاً عملية النق من أجل تحسين أوضاعهم الوظيفية أو للحصول على إمتيازات أو تدريبات أو إجازات.
وتعتقد “تضامن” بأن إلصاق عملية النق بالنساء لوحدهن ما هو إلا شكل آخر من أشكال العنف الممارس ضدهن، وتكريس للسلطة الأبوية والنظرة الدونية للنساء، كما وتعتقد بأن أغلب الحالات التي تمارس فيها النساء عملية النق ما هي إلا نتيجة مباشرة لتقاعس الأطراف الأخرى عن القيام بواجباتها وعلى وجه الخصوص الإلتزامات الأسرية والوظيفية.
منير إدعيبس – المدير التنفيذي
جمعية معهد تضامن النساء الأردني