اتفاقيات لوقف التوتر في سوريا
في اطار سعيها لوقف حمام الدم في الاراضي السورية، والدخول في حوار سياسي جامع، يمهد لمصالحة سورية، ويخرج البلاد من عنق الزجاجة، اتفقت كل من روسيا وإيران وتركيا امس على اقامة منطقة خفض توتر رابعة في منطقة إدلب السورية في شمال غرب البلاد، على أن تنتشر قوة مراقبين من الدول الثلاث لضمان الامن على حدود هذه المنطقة ومنع الاشتباكات بين قوات النظام وقوات المعارضة.
وذكر بيان مشترك بعد يومين من المحادثات في كازاخستان أن الدول الثلاث اتفقت على نشر “قوات لمراقبة منطقة خفض التوتر” في محافظة ادلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، تعمل على منع “وقوع اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة”.
وسيطرت هيئة تحرير الشام وهي ائتلاف فصائل متطرفة أبرزها فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) على محافظة ادلب المحاذية للحدود التركية العام 2015.
ورحب موفد الكرملين إلى استانا الكسندر لافرنتييف بالاتفاق واعتبره “المرحلة النهائية” نحو إقامة المناطق الاربع لخفض التوتر في سورية، معتبرا انها “ستفتح طريقا فعليا لوقف حمام الدم”، الا ان المسؤول الروسي اقر مع ذلك ببقاء “الكثير من العمل غير المنجز لتعزيز الثقة” بين النظام والمعارضة.
وقال لافرينتيف، إن عدد المراقبين من روسيا وتركيا وإيران في منطقة خفض التوتر بريف إدلب، قد يبلغ 1500 شخص، أي 500 مراقب من كل دولة.
ووصف الدبلوماسي الروسي، في ختام الجولة السادسة من مفاوضات “أستانا 6″، هذا العدد من المراقبين بأنه “غير كبير”، متوقعا أن ترسل روسيا إلى إدلب وحدات غير قتالية من الشرطة العسكرية. وأكد أن المناقشات حول توزيع قوات المراقبين في منطقة إدلب لخفض التوتر، ما تزال مستمرة.
وأضاف: “أما الآلية نفسها والأماكن المعينة لنشر المراقبين، فسيتم تحديدها بتوافق بين الدول الضامنة للهدنة في سياق تنفيذ الاتفاقات على الأرض”.
وأوضح أن نشر المراقبين سيتم في المناطق “الأكثر حساسية”، إذ تكمن مهماتهم في ضمان الاستقرار ومنع وقوع استفزازات من قبل أي من الأطراف المتنازعة. وذكر بأن طلعة طائشة من قبل أحد الطرفين قد تدفع بالطرف الآن إلى الرد، ما يؤدي إلى خسائر بشرية وتبادل الاتهامات.
وأضاف أن موسكو ترحب بإعلان دمشق استعدادها تعليق طلعات الطيران الحربي فوق هذه المناطق، وذكر بأن القوات الجوية الفضائية الروسية علقت عملها فوق هذه الأراضي منذ فترة، ولن تنفذ أي طلعات، إلا في حال رصدت خطوات لزعزعة الاستقرار، ولاسيما محاولات السيطرة على أراض أو مهاجمة مواقع القوات الحكومية في مناطق خفض التوتر.
من جهته دعا موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا أمس الى “استخدام زخم استانا” لتوسيع المحادثات الآيلة للتوصل الى حل سياسي للنزاع. وأضاف “لا يمكن الحفاظ على اي منطقة خفض توتر من دون عملية سياسية موسعة”.
وقال رئيس الوفد السوري الحكومي بشار الجعفري في نهاية الاجتماع “اختتمت اليوم بنجاح الجولة السادسة من اجتماعات استانا حيث جرى الاتفاق على عدد من الوثائق أبرزها الوثيقة المتعلقة بإنشاء منطقة لخفض التوتر في محافظة ادلب”.
وأضاف الجعفري حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية سانا “بعد التشاور مع الحكومة السورية من قبل الجانبين الروسي والإيراني اتفق الضامنون على ترتيبات منطقة ادلب وبذلك تصبح هذه المنطقة ضمن مناطق تخفيف التوتر الأربع”. وتابع الجعفري “نحن في سورية مع أي مبادرة من شأنها حقن دماء السوريين وتخفيف معاناتهم أينما وجدوا”.
من جهته أعلن وفد الفصائل المعارضة في تعليقات نشرها على حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي “تم الاتفاق على إدراج منطقة خفض رابعة تشمل ادلب واجزاء من حلب وحماة واللاذقية (المحرر) دون التوصل الى أي اتفاق حول آلية المراقبة”.
وخلال جولات المحادثات السابقة في استانا تم الاتفاق على اقامة اربع مناطق خفض تصعيد في مناطق ادلب وحمص والغوطة الشرقية قرب دمشق وفي جنوب البلاد قرب درعا.
ونشرت روسيا بالفعل عناصر من شرطتها العسكرية في العديد من هذه المناطق لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار.
وتركز اجتماعات استانا على الأمور العسكرية في حين تركز اجتماعات جنيف بين وفدي المعارضة والنظام على الأمور السياسية.-