اختتم معهد الإعلام الأردني، الاثنين، مشروع تدريب معلمين وأعضاء هيئات تدريسية في الجامعات على التربية الإعلامية والمعلوماتية، بالتعاون مع وزارة الثقافة وصندوق الحسين للإبداع والتفوق، ضمن الخطة التنفيذية للمبادرة الوطنية لنشر التربية الإعلامية.
وقالت وزيرة الثقافة، هيفاء النجار، خلال رعايتها للحفل، “إن علينا نشر الثقافة في المجتمع ببعدها الأفقي، فهناك تقاطع كبير بين القطاعات الوطنية في هذا المشروع”، مؤكدة تحالف الإعلام مع الثقافة والجهات الداعمة وعملهم كجسم واحد.
وبينت أن المدخل الرئيس لكل ما يتصل بهذا المشروع يحتاج إلى تعميق الفهم للقيم الوطنية الأردنية، ليس فقط على المستوى الأكاديمي والمعرفي فقط، بل على المستوى العاطفي والسلوكي أيضا.
وأكدت النجار أن الجميع شركاء في بناء العقلية النقدية، وطرح السؤال لدى المعلم المُتَعَلّم، كون هذا المشروع من أهم مدخلات التحديث الاقتصادي، وما يتصل بالمشاركة السياسية والحزبية، ورفع سوية القطاع العام، لافتة إلى أهمية الإعلاميين كشركاء بجانب المعلمين، لتعزيز ونشر هذه الثقافة التكاملية بما يسهم في بناء الحضارة الإنسانية، ليبقى الأردن صامدا مستداما من خلال التربية الإعلامية.
بدوره، قال ممثل صندوق الحسين للإبداع والتفوق، فايق حجازين، إن الصندوق موّل هذا المشروع انطلاقا من إيمانه بأهمية دعم التميز والأفكار الريادية، التي ينعكس أثرها الإيجابي على المجتمع والأفراد، الذين يعدون جوهر عملية التنمية المعرفية والعلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، التي يضعها جلالة الملك عبد الله الثاني نصب عينيه، ويوجه الحكومة والمؤسسات المختصة بالعمل على تحقيقها وتحسين مستوى حياة المواطنين.
وأشار إلى أن الصندوق أسس برعاية ملكية عام 1999 وبتمويل من البنوك، كذراع للمسؤولية المجتمعية للقطاع المصرفي، إذ قدم دعما ماليا لهذا المشروع بقرابة ربع مليون دينار، وأسهم في تدريب نخبة من أساتذة الجامعات ومعلمي المدارس على أسس التربية الإعلامية، ورفع مستوى المعرفة حوله ونشره بين أفراد المجتمع.
وبين حجازين أن المدرسة والجامعة هما نواة التربية، ولابد من تدريب المدرسين ليتمكنوا من نشر قواعد المعرفة والثقافة الإعلامية والمعلوماتية، التي نحتاجها كثيرا في ظل الانفتاح على مصادر المعلومات في شبكة الإنترنت، وسرعة تدفقها، وغياب القيود التي تنظمها، مؤكدا أن هذا يتطلب توعية مجتمعية تقود إلى تعزيز المعايير الأخلاقية في عملية النشر، لاسيما عبر وسائل الإعلام الحديثة.
ولفت إلى أن هذه المبادرة تقود إلى تنشئة جيل قادر على تمييز المعلومات، والتحري عن الحقائق، بحيث يكون محصنا ضد عمليات الاحتيال والمعلومات المضللة.
من جهتها، قالت عميدة معهد الإعلام الأردني، ميرنا أبو زيد، إن هدف المشروع إعداد نخبة من المعلمين مسلحين بمهارات وأدوات التربية الإعلامية والمعلوماتية، لنقلها ونشر ثقافتها لطلبة المدارس والجامعات، لتتوافق أهداف التربية مع مخرجات التعليم بتحصين جيل قادر على مجابهة المعلومة الخاطئة ودحضها بالأسس والأساليب العلمية.
وأضافت أن إرساء المعايير الأخلاقية والإبداعية للمهنة، ونشر مفاهيم ومهارات التعامل الإيجابي مع وسائل الإعلام والإعلام الرقمي والحد من أضرارها، هو أبرز شعارات معهد الإعلام الأردني الذي يعد صرحا علميا وإعلاميا من خلال وسائل حديثة تميزه.
وأكدت أبو زيد أن المشروع مصدر فخر للأردن، وأن هذه المبادرة الوطنية مثال يحتذى به، مشيرة إلى أهمية التربية الإعلامية في ظل ما نواجهه من سرعة التكنولوجيا وتطورها، وأهمية معرفة استخدامها، بوصفها أداة للتعلم والتعليم.
وأوضحت أن مخاطر اللغة الرقمية قد تصل لحياة الناس أو لمرحلة الإدمان أو تعلمه في حال عدم معرفة استخدامها بشكل صحيح، مؤكدة الحاجة إلى مبادرة وطنية لنستطيع التعامل معها بشكل إيجابي.
وأشارت أبو زيد إلى أن العالم المفتوح أزاح الحواجز والحدود عن كل الأشخاص، وهذا يفرض تحديا بإيجاد الفكر النقدي والحس الواعي للأجيال، بحيث لا يقبلوا كل ما يعرض عليهم، موضحة أن التكنولوجيا المتطورة تعد مجالا كبيرا للإبداع في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، الذي ينافس المدربين والمعلمين.
وأضافت أن هذا يعني بأن سلم القيم الخاص بالارتقاء وزيادة العلم والوعي في خطر، ولا بد من التربية الإعلامية التي تعد الاستثمار الأول للتربية، من خلال عدم الاكتفاء بتدريس الأطفال بالمدارس والشباب في الجامعات، بل يجب متابعة كيفية الدراسة ونوعيتها في عصر المعلومات.
وأوضحت أبو زيد أهمية تهيئة المدرسين وتمكينهم من الأدوات، حتى لا تكون هناك فجوة بينهم وبين الأجيال الدارسة في العالم الرقمي، مشيرة إلى أن هناك 130 ألف معلم ومعلمة، عمل معهد الإعلام على تدريب 1500 شخص منهم في هذا المجال، كشريك للجهات المعنية في تأهيلهم وتزويدهم بالخبرات اللازمة.
(بترا – هبة العسعس)