كتب: الصحفي علي عزبي فريحات
العشر الاواخر من شهر رمضان هي ايام عظيمة ولياليها مباركة وهي افضل عشر ليال للعبادة والعمل الصالح تبدأ من 21/رمضان حتى ليلة 30/ رمضان اذا كان الشهر كاملا .
وتعد العشر الأواخر من رمضان هي الأيام التي قال عنها ربنا عز وجل آخره عتق من النار، فأول شهر رمضان رحمة وأوسطه مغفره لذا يستحب لكل مسلم استغلال هذه الأيام المباركة في الدعاء.
تسابقوا في القربات واغتنموها بالطاعات لأنها من اعظم نعم الله أن يمد في عمرك حتى تدرك رمضان وتدرك العشر الأواخر منها ومواسم الطاعات فقد تفضل الله علينا بأن ادركنا رمضان هذا العام ولو احسنا استغلال الاوقات بالطاعات فقد ندرجه درجة الشهيد في سبيل الله.
علينا ان نكثر من الطاعات في العشر الاواخر في رمضان فهي تساوي 83 سنة وأربعة اشهر وعند الله المزيد ولنعلم ان الاعوام والشهور تمضي والساعات تنقضي وهي راس مال الانسان في هذه الحياة الفانية فالسعيد من اغتنمها بالطاعات والشقى من ضيعها في المنكرات .
العشر الاواخر قد خصها ربنا جل وعلا بفضائل جمة وخصائص مشهودة وهذا كرم من الله تعالى وعظم جوده وإحسانه ان جعل خير ليالي الشهر وأخرها ليزداد المحسنون ويستدرك المقصرون .
وان من أعظم أسباب البركة والفضل وأسرار المثوبة والأجر لهذه الليالي العشر أن فيها ليلة القدر التي انزل فيها القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان والتي هي خير من الف شهر في العبادة والذكر والدعاء والقيام .
فشهر رمضان فرصة عظيمة للحاق بركب المستغفرين القائمين القانتين خاصة بالعشر الأواخر في الثلث الأخير من رمضان ثلث العتق من النيران.
وحري بنا أن نجتهد في تحريها وأن نجدّ في طلبها، فهي الغنيمة فاز من ظفر بها وحرم من ضيعها وفرط، فاتقوا الله وتنافسوا على الطاعات واجتهدوا في هذه الليالي المباركة كما اجتهد نبيكم صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وتسابقوا للقربات، فالسابقون هم المقربون، وإياكم والغفلات والملهيات، فإنها تضيع الأعمار وتنقص الآجال، وأقبلوا على ربكم فإنه تعالى يقبل على الطائعين ويقبل التائبين.
يقول المولى عز وجل: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5). «سورة القدر».
ها نحن بدأنا من الأمس بالعشر الأواخر ساجدين قائمين لوجه الله عز وجل في أداء صلاة القيام راجين بدعائنا وتهجدنا أن يكرمنا الكريم ويمنّ علينا بإدراك ليلة القدر داعين المولى عز وجل بدعائنا:
اللهم إنك عفوّ تحب العفو فاعف عني.
ربّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك،عدل فيّ قضائك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه.
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك من أن أُغتال من تحتي.
مسك الختام : اللهم تقبل كل من سألك ودعاك… اللهم ارحم أمواتنا واشف مرضانا.