افتتاح مؤتمر “ربط نتائج البحث العلمي بالواقع العملي” باليرموك
مندوبا عن صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن افتتح رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي فعاليات مؤتمر البحث العلمي الثاني بعنوان “ربط نتائج البحث العلمي بالواقع العملي”، والذي تنظمه عمادة البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة اليرموك، بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور خالد العمري، ويستمر يومين.
وأشار كفافي خلال الافتتاح إلى أن البحث العلمي يعد أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الجامعات في إرساء التقدم العلمي، وأنه يكتسب أهمية حيوية باعتباره أحد أبرز مظاهر الرقي الحضاري والثقافي، ويسهم في توسيع آفاق المعرفة النظرية والتطبيقية، ويمكن من خلاله المساهمة في حل مشكلات المجتمع وإعداد كوادر بحثية في كافة مجالات العلوم.
وشدد على أن جامعة اليرموك كما هي الجامعات الأردنية، أولت عناية خاصة بالبحث العلمي، فأصدرت الأنظمة والتشريعات لتشجيعه وتنظيمه، وأولت النشر العلمي عناية حثيثة، فهي تعمل على نشر الكتب والبحوث العلمية لأعضاء الهيئة التدريسية التي تجتاز التحكيم، كما أنها وضعت العناية بخدمة المجتمع وتطويره وحل مشكلاته وتنميته أحد أهم أهدافها الرئيسية، لافتا إلى أن اليرموك تعمل على توفير المرافق العلمية والتجهيزات اللازمة لخلق البيئة البحثية المناسبة، وتبذل الجهود الحثيثة في توجيه البحث العلمي وإعداد الكوادر البحثية، وقد قامت مؤخراً بتطبيق أسس جديدة لدعم مشروعات البحث العلمي، وأولت دعمها للمشاريع البحثية التي تنسجم مع الأهداف الوطنية وترتبط بمشاريع التنمية الشاملة في كافة المجالات من جهة، وللمشاريع البحثية ذات الطابع التطبيقي، الهادفة إلى تطوير الصناعات الوطنية وإكساب أعضاء هيئة التدريس الخبرات في أعمالهم التدريسية والبحثية من جهة أخرى، كما أنها تشجع البحوث والمشاريع التي يشارك بها طلبة الدراسات العليا، والمشاريع المشتركة بين الجامعات على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي.
وأوضح كفافي أن جامعة اليرموك تسعى للأخذ بعين الاعتبار ما جاء من توصيات صادرة عن دراسات سابقة حول واقع البحث العلمي في الجامعات الأردنية وسبل تطويره، وذلك من أجل الارتقاء بمستوى البحث العلمي في الجامعة، ووضع الخطط والاستراتيجيات البحثية اللازمة لتشجيع البحث العلمي المرتبط بعمليات التنمية المستدامة، وتسخيره لتطوير مؤسساتنا الوطنية المختلفة، مشيدا بما تقوم به مدينة الحسن العلمية التي تم تدشينها من قبل صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم خلال العقد الماضي لتكون مدينة علمية تشكل بؤرة للبحث العلمي والتطبيقي يتماشى مع المعايير العالمية.
بدوره أشار عميد البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة الدكتور قاسم الحموري في كلمته إلى أن عقد هذا المؤتمر جاء بهدف مناقشة سبل ربط نتائج البحث العلمي ومخرجاته بالواقع العملي؛ بما يلبي حاجة القطاعين العام والخاص، وخاصة في المجال الصناعي، وذلك انطلاقا من إيمان الجامعة العميق بضرورة مشاركة الجامعات والمؤسسات البحثية المتخصصة في إيجاد حلول ناجحة للتحديات والصعوبات والمشاكل التي تواجه القطاعات المختلفة.
واستعرض الإجراءات التي اتخذتها العمادة من أجل لارتقاء بمسيرة البحث وتطويره في الجامعة، ومنها تخصيص جوائز لأفضل الباحثين في الجامعة على مستوى أعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الدراسات العليا بما يسهم في نشر روح المنافسة الإيجابية بين الباحثين ويعزز المنجز البحثي للجامعة، بالإضافة إلى زيادة عدد مشاريع تخرج الطلبة المدعومة ماليا من موازنة البحث العلمي، بهدف تمكينهم من إنجاز مشاريعهم، ونشر ثقافة البحث العلمي بينهم، وذلك إيمانا من الجامعة بالقدرات العلمية للطلبة، وبدورهم المستقبلي في تقدم الوطن ودوام ازدهاره، لافتا إلى أن العمادة قد بادرت أيضا بوضع مقترح لاستحداث قسم لمساعدة الباحثين في الجامعة لترجمة البحوث في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية إلى اللغة الإنجليزية، وخاصة البحوث المتخصصة في الدراسات الإسلامية الهادفة إلى نقل صورة الإسلام السمحة، ودعوته إلى الاعتدال والوسطية، انطلاقا من دور الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في نقل صورة الإسلام المشرقة إلى العالم، انسجاما مع ما جاء في الأوراق النقاشية لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للباحثين للمشاركة في الحركة الفكرية والمعرفية العالمية، وينعكس إيجابا على تصنيف الجامعة.
وفي نهاية حفل الافتتاح كرم كفافي عددا من الباحثين المتميزين في الجامعة وهم الدكتور عبدالله قطيش، والدكتور عدنان العتوم، والدكتور هيثم بني سلامة، والدكتور ابراهيم جبريل.
وحضر افتتاح المؤتمر عدد من اعضاء مجلس أمناء الجامعة، ونائبا رئيس الجامعة الدكتور أحمد العجلوني، والدكتور أنيس خصاونة، ورئيس جامعة الأميرة سمية الدكتور مشهور الرفاعي، ورئيس جامعة ال البيت الدكتور عدنان العتوم، والعمداء، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة والباحثين من مختلف المؤسسات العلمية والبحثية، وحشد من طلبة الجامعة.
وتضمن برنامج المؤتمر في يومه الأول عقد جلستين حواريتين، الأولى بعنوان “البحث العلمي التطبيقي بين الواقع والطموح”، ترأستها الدكتورة حنان ملكاوي من جامعة اليرموك وشارك فيها كل من الدكتور غاندي انفوقه نائب رئيسجامعة البلقاء التطبيقية، والدكتور ماهر المحروق مدير عام غرفة صناعة الأردن، والدكتور بسام الحايك من الجمعية العلمية الملكية، والدكتورة منال الصعوب من وزارة الصناعة والتجارة، وفالنتينا قسيسية من الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان.
والثانية بعنوان “معوقات ربط نتائج البحث العلمي بالواقع”، والتي ترأستها الدكتورة ربا البطاينة من جامعة اليرموك، وشارك فيها كل من الدكتور وسيم هلسة من صندوق دعم البحث العلمي والابتكار، والدكتور سلطان أبو عرابي الأمين السابق لاتحاد الجامعات العربية، واللواء المتقاعد محمد فرغل مدير عام مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير (كادبي)، والدكتور يوسف العبداللات مدير البرنامج الوطني دكتور لكل مصنع.