الاوقاف تكشف تفاصيل “أرض الطاهات” بوثيقة عمرها 71 عاماً
كشف مصدر مسؤول في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية تفاصيل حجة وقف المرحوم صالح ابراهيم الطاهات والموقعة بتاريخ 5/6/1947 من قبل الواقف الطاهات والتي اثير الجدل حولها خلال الايام الماضية بعد ان تبين لدى الورثة ان مجلس الاوقاف بالوزارة وفي شهر كانون الثاني من عام 2015 قرر الموافقة على الاستثمار بهذه الارض بحيث يعود ريعها لصالح مسجد قرية الصريح الشمالي تنفيذا لوصية الواقف.
وجاء في الوثيقة “اوقفت لمسجد قريتنا الصريح الشمالي عشرون دونم ارض من قطعة الارض رقم (1) من حوض المراريط الغربي رقم (54) تاريخ 31/10/940 وكامل حصصي المذكورة التي املك منها ثلاثة وخمسون الفاً وتسع مائة وثمانية وثلاثون حصة من اصل ماية وثلاثة عشر الفاً وخمسماية وعشرون حصة والتي كامل مساحتها (213) دونم و (349) متر”.
وبينت الوثيقة ان الواقف تعهد في وثيقته بعدم التراجع عن الارض التي اوقفها لصالح المسجد “….موصياً جميع الورثة بتقوى الله تعالى وليس لي حق الرجوع بهذه الوقفية فقط وعليه طلب تسجيلها هذه المعاملة حسب الطلب وتصديقها”، مما يؤكد على ان الواقف اعلن عدم الرجوع عن الوقفية مطالبا بتسجيلها” وعليه طلب تسجيلها هذه المعاملة حسب الطلب وتصديقها وحيث التصديق الشرعي… كما افهم بثبوت وقفيته وانه لا يحق له الرجوع بعد استحصال الارادة” بحسب ما جاء بالوثيقة المروسة باسم المحكمة الشرعية.
وتظهر الوثيقة ايضا ان الواقف اوصى بمبلغ عشرين ليرة فلسطينية تصرف على الفقراء والمساكين لوجه الله تعالى، وكذلك اوصى المتوفى بحجة الوقف انه وهب هبة شرعية الى شقيقه منصور ثلاثة قراريط من بل وحصة واحدة على ان تكون من اصل خمسة حصص وذلك باعتبار ان كامل ما يملكه من الحصص في جميع المواقع يعادل خمسة عشر قيراط وان الموصى به الى شقيقه منصور هو ثلاثة قراريط في جميع المواقع التي اشير اليها بمعدل ثلاثة قراريط من جميع الاملاك في الاراضي الاميرية المسجلة باسم الواقف بموجب سندات التعرف.
وتبين الوثيقة ان المتوفى اوصى شقيقه منصور على بناته الثلاثة وهن في اعمار صغير تراوح بين(2-8)سنوات من العمر حيث نصت الوثيقة على ” واقمت اخي منصور المذكور وصياً مختاراً على بناتي القاصرات عيشة البالغ عمرها ثماني سنوات وصبحيه وعمرها خمس سنوات وصبحه وعمرها سنتان لإدارة شؤونهم ومحافظة حقوقهن تحت نظارة جدهن محمد المصطفى الطه وعايد الابراهيم المصطفى موصياً جميع الورثة بتقوى الله…”.
وقال المصدر ان الوزير الدكتور وائل عربيات وجه المعنيين في الوزارة للعمل على دراسة كافة الحيثيات والاتفاقيات المتعلقة بوقفية أرض الطاهات في اربد والتي اثير جدل حولها مؤخرا بعد اعتراض ورثة الواقف على السماح لمستثمر للاستثمار بها بحيث يعود ريعها لصالح مسجد قرية الصريح الشمالي بناء على وصية الواقف باتخاذ كافة الاجراءات وتنفيذ وصية الواقف واحترامها حتى ولو كلف الامر اعادة النظر بالإجراءات القانونية التي تم اتباعها والقرارات التي تم اتخاذها، والاستثمار المباشر من قبل وزارة الاوقاف تنفيذا لرغبة الواقف وتحقيقا لوصيته لصالح مسجد قرية الصريح الشمالي اذا لزم الامر.
واشار المصدر الى ان الوزارة تولي اهتماما كبيرا بجانب الوقف وتعتبره أمرا لا مجال للعبث به، وهي مؤتمنة عليه، وهذا يستوجب القيام بدورها على أكمل وجه وبما يتماشى مع نص الحجة الوقفية للمتوفى، مؤكدة على ان ما تم الاتفاق عليه مع المستثمر هو تنفيذ مشروع استثماري مطابق للأحكام الشريعة الاسلامية، حيث ينوي المستثمر انشاء شقق فندقية للعائلات فقط، ومنتزه للعائلات، ومشروع لتربية الاسماك، ومطعم للعائلات، اضافة الى بناء مسجد على نفقة المستثمر الخاصة.
وبحسب بنود العقد فان المشروع سيؤول بعد (25)سنة لصالح الوقف، مع الزام المستثمر بدفع أجرة سنوية تقدر خلال فترة الاستئجار بـ(566)الف دينار اضافة الى ان المشروع بكامله سيكون ملك للوقف، مع انتهاء المدة الزمنية المتفق عليها، علما ان الاجرة السنوية للأرض قبل توقيع اتفاقية الاستثمار كانت 20دينار للدونم الواحد بالسنة وهو مبلغ زهيد جدا ولا يتناسب مع وصية الواقف وقيمة الوقف الحقيقة، وكان لابد من الاستثمار بالأرض ضمن الاحكام الشرعية وهو ما اتخذه مجلس الاوقاف قبل ثلاث سنوات ماضية.