إنجاز _ رعى مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد فعاليات اليوم العلمي حول أهمية النحل وخصائص العسل، بحضور رئيس مكتب المنظمة العربية للتنمية الزراعية في الأردن المهندسة فداء الروابده و رئيس الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين السيد معاذ كظم ونقيب النحالين الأردنيين الدكتور محمد الربابعة وبمشاركة جمعٍ من النحالين والمهتمين بقطاع تربية النحل في الأردن.
وأشار حداد إلى أنه في الوقت الذي يواجه نحل العسل في يومه العالمي – الذي يصادف ٢٠ أيار من كل عام – تهديدًا وجوديًّا يعرض الأمن الغذائي في العالم للخطر؛ كان الأردن سبّاقاً على مستوى الإقليم في حماية الأصول الوراثية لنحل العسل البلدي، وإنشاء أول بنك وراثي لحمايته من الانقراض. حيث بيَّن حداد أهميَّة حماية النَّحل وسائر الملقِّحات ولا سيّما من خلال ممارسات الإنتاج الزراعي، حيث تعرَّض النَّحل لتهديدٍ كبيرٍ ناجمٍ عن الآثار المشتركة لتغيُّر المناخ والزراعة المكثفة واستخدام المبيدات والتَّلوث وفقدان التَّنوع البيولوجي.
ونوَّه حداد إلى أن نحل العسل يوفر مصدر دخل للعديد من المزارعين في جميع أنحاء العالم، إذ لا يقتصر إنتاجه على العسل وحده كما هو شائع عند البعض، بل يشمل أيضًا الشمع وحبوب اللقاح والغذاء الملكي والعكبر والملكات وسمِّ النحل وحتى النَّحل نفسه؛ حيث تستخدم هذه المنتجات للعلاج، أو في مستحضرات التَّجميل، أو في الأدوية المستخدمة في الطب التَّقليدي.
وثمن نقيب النحالين الدكتور محمد الربابعة الدور الريادي للمركز الوطني للبحوث الزراعية في دعم قطاع النحل وعبَّر عن تطلعهم لمزيد من التعاون والتشبيك لتطوير قطاع النحل وتحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي لافتاً إلى أهمية النحل والقيمة الغذائية والعلاجية له وانعاكس التلقيح على الإنتاجية الزراعية، منوهاً إلى تظافر الجهود من القطاعين الحكومي والخاص لدعم قطاع النحل وخاصة مجابهة العسل المستورد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج المحلي من العسل ، من خلال وقف استيراد العسل.
من جهته، أكد رئيس الاتحاد النّوعي للنحالين الأردنيين المهندس معاذ كظم، الأثر الملموس للتغيُّر المناخي على تربية النحل في الأردن وإنتاجه من العسل.
وأوضح أن قلة هطول الأمطار، وتذبذبها والإزاحات المطريَّة في العديد من المناطق، أدت إلى فقدان موسم الفيض الرحيقي خاصة قطفة الربيع، نتيجة تأخر تكاثر النَّحل، واختلاف مواسم الإزهار، وانحسار الغطاء النباتي، مشيرا إلى أن الإفراط في استخدام المبيدات الحشريَّة لعب دورًا كبيرًا في انخفاض أعداد النَّحل.
بدورها المهندسة بنان الشقور؛مديرة مديرية بحوث النَّحل في المركز، ذكرت أن الاحتفال باليوم العالمي لنحل العسل جرى أول مرة في عام 2018؛ بهدف إذكاء الوعي بأهميَّة الملقّحات، وإبراز مساهمتها في التَّنمية المستدامة، وبيان التهديدات التي تواجهها، وتعزيز تَّدابير حماية النَّحل والملقّحات الأخرى، مما سيسهم بشكلٍ كبيرٍ في حلِّ المشاكل المتعلقة بإمدادات الغذاء العالميَّة. وبيَّنت أن نحل العسل هو الملقّح الرئيس لنباتات عديدة لا تعقد ثمارها بدون وجود الملقّحات الحشريَّة، إذ تتراوح نسبة مشاركته في تلقيح النباتات المزروعة والبريَّة بين 75-90 بالمئة. وعرضت الشقور إنجازات المديريَّة على مدار العشرين عامٍ الماضية ومن أبرزها إنشاء قاعدة بحثيَّة لتطوير تربية النَّحل في الأردن، وإنشاء أول بنك وراثي لحماية النَّحل البلدي من الانقراض، وإنشاء مناحل بحثيَّة تمثل التَّنوع البيئي في الأردن.
وبينت الشقور أن مديريَّة النَّحل تعمل حاليًا على اثنين من المشاريع الدوليَّة الكبرى، بالتَّعاون مع عدة دول وبدعم من الاتحاد الأوروبي: الأول يركز على مراقبة سلالات نحل البحر الأبيض المتوسط ومدى قدرتها على التَّكيف مع تغيُّر المناخ، والثاني يركز على حماية مرونة النُّظم الزراعيَّة من خلال التَّلقيح الفعّال وتربية النَّحل المستدامة بما يضمن تحسين دخل المزارعين والمساهمة في الوصول إلى الأمن الغذائي.
وأشارت الشقور إلى توزيع أكثر من ألفي بيت ملكي من النَّحل البلدي وهجائنه مجانا، على النَّحالين سنويا منذ عام 2003، لما يتمتع به النَّحل البلدي من صفات أهمّها قدرته على مقاومة الأمراض وقدرته على التَّأقلم مع آثار التَّغيُّر المناخي المختلفة.
وعرضت الشقور دراسة لمركز البحوث حول محاصيل زرعت في الأردن والقيمة النقديَّة لخدمات النُّظم البيئيَّة التي تقدمها الحشرات خلال تلقيحها للمحاصيل؛ بيَّنت أنَّ قيمة هذه الخدمات تقدر بـ 91.9 مليون دينار أي ما يعادل 130 مليون دولار، تمثّل 33 بالمئة من القيمة الإجماليَّة لـ 34 محصولا مزروعا في الأردن.
كما بيَّنت الدراسة أنَّ القيمة التقديريَّة لتلقيح نحل العسل إجمالًا بلغت 73.6 مليون دينار، تسهم بنحو 27 بالمئة من القيمة الإجماليَّة لإنتاج هذه المحاصيل، وهي تزيد بما مقداره 26.3 مرة عن قيمة ما يتم إنتاجه من العسل المحلي الأردني