كتب: الصحفي علي عزبي فريحات
تعتبر التنمية المستدامة والعمل المناخي من أهم التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الحاضرتنمية مستدامة تعني تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها،وتشمل الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية بينما يركز العمل المناخي على مكافحة تغير المناخ والحد من آثاره السلبية على البيئة والاقتصاد والمجتمع.
ويشكل قطاع البيئة قاعدة أساسية للتنمية المستدامة في الاردن حيث تعتمد خطط التنمية على توفر الموارد الطبيعية وعلى نوعيتها واستدامتها لكافة الاستخدامات لذلك فإن الأعباء على الأردن تزداد بسبب آثار التغيرالمناخي السلبية والتي تؤثرعلى مجالات اجتماعية واقتصادية متعددة أبرزها إمدادات المياه وتحقيق الأمن الغذائي والصحي وتهديد التنوع الحيوي وزيادة التصحر وتدمير الأراضي الصالحة للزراعة والتأثير على كمية ونوعية المحاصيل الزراعية.
ان التغير المناخي أحد أبرز التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحالي اضافة الى ارتباطه الوثيق بالتنمية البيئية المستدامة وهناك العديد من الدراسات العلمية التي تظهر تأثيرات التغير المناخي الملموسة بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد في القطبين وارتفاع مستوى سطح البحر وتواتر الظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات والعواصف والتي تؤثر بشكل سلبي على النظم البيئية وتهدد الأمن الغذائي والمائي وتسبب النزوح والهجرة وتفاقم الفقر والظلم الاجتماعي.
ولمواجهة التغير المناخي وتحقيق الاستدامة البيئية يتوجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات منها انتقال الاقتصاد للعمل بمصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية الأرضية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة واستخدام تقنيات أكثر كفاءة في المباني والمصانع والنقل ويمكن أيضا تقليل انبعاثات الغازات في القطاع الزراعي من خلال تطبيق ممارسات زراعية مستدامة مثل الزراعة العضوية والزراعة المحافظة على التربة.
ويلعب المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية دورا حيويا في تعزيز الاستدامة البيئية ومكافحة التغير المناخي، فهي تعمل على رفع الوعي العام وتنفيذ مشاريع بيئية على المستوى المحلي ومراقبة الحكومات والضغط من أجل سياسات بيئية أكثر فعالية وتقديم بدائل عملية وابتكار حلول مستدامة.
لذا يتطلب تعزيز التعليم والتوعية حول الاستدامة البيئية والتغير المناخي لتحفيز التغير الفردي والجماعي ونشر المعلومات العلمية حول أسباب التغير المناخي وآثاره و فهم أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وتشجيع تبنى أساليب حياة صديقة للبيئة لذلك يجب أن يشمل ذلك تعليم الأطفال والشباب في المدارس وتوعية البالغين من خلال حملات إعلامية وورش عمل ومبادرات مجتمعية لتغيير السلوكيات الاستهلاكية ودعم السياسات المناخية وخلق جيل واع قادر على بناء مستقبل مستدام.
وتعتبر جمعية البيئة الاردنية نموذج يحتذى في الاردن لمؤسسات المجتمع المدني من خلال دورها الرائد في تعزيز الوعي بالتغير المناخي من خلال ورش العمل والتدريب والتمكين والدورات كان اخرها دورات تدريب مدربين في مجال البيئة والتغير المناخي لمعلمي المدارس الذي تنفذه بدعم من السفارة الفرنسية بالاضافة الى المبادرات المستمرة التي تطلقها في هذا المجال على امتداد مساحات الوطن .
و تسهم الجمعية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في وضع منهجية علمية متكاملة للتصدي لآثار التغير المناخي ودعم التقدم في مسار الاقتصاد الأخضر وبناء قدرات المجتمعات المحلية والمؤسسات في القطاعين العام والخاص بالمملكة فيما يخص قضايا التغير المناخي.
رئيس مجلس ادارة جمعية البيئة الاردنية
مؤسس الشبكة العربية التنسيقية لمبادرة البيئة تجمعنا
مؤسس مبادرة اعلاميون بيئيون متطوعون .