من خضِم جبال عجلون الشامخة ومِن بيت الأبداع الأدبي والثقافي في منطقة عبلين،حيث كان الأبداع يرسم طريقًا واسعًا يحمل نتاجًا أدبيًا سيظل كنزًا ثمينًا وارثًا ثقافيًا عاليًا.
يسرد لنا القاص والشاعر والدكتور الأردني عمار الجنيدي، المولود في عجلون عام 1967 وهو عضوًا في رابطة الكتاب الأردنيين وعضو الأتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب وعضو أتحاد كتّاب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ومؤسس وعضو حركة شعراء العالم للسلام، يسرد لنا رحلته الطويلة الزاخرة بالأدب والعلم والأبداع فبعد أن أنهى المرحلة الثانوية في عام 1986 ذهب لدراسة الطب في روسيا، لكن ولظروف صحيّة لم يستطع إكمال دراسته هناك فعاد للأردن وحصل على الدكتوراة في الإعلام.
يقول الجنيدي بأنه عاد للأردن وبدأ بالكتابة وبالتحديد الكتابة القصصّية والشعرية وذلك لشعوره بالتميز في هذا المجال، فقد صدر له عدد من المؤلفات كان أولها المجموعة الشعرية وهج الأنتظار الأخير، رايات على سفح الشفق، ورماح في خاصرة الوجع، وعن المؤلفات القصصّية صدر له، الموناليزا تلبس الحجاب، خيانات مشروعة، ذكور بائسة وأنزفني مرةً أخرى، والكثير من العناوين الأخرى وهو حاصل على عشرات الجوائز منها، جائزة مديرية ثقافة إربد للقصة القصيرة في عام 1994، والجائزة الأولى في مسابقة رابطة الكتاب الأردنيين للقصة القصيرة عام 1998، و جائزة هيئة الإذاعة البريطانية BBC للقصة القصيرة، وجائزة أديب عباسي للقصة القصيرة عام 2004، وفائز بجائزة ( ثقافة بلا حدود) للقصة القصيرة جدًا على مستوى الوطن العربي عام 2007.
ويضيف بأنه لم يكن واعيًا للجنس الأدبي الذي يكتُبه حيثُ لم يكُن له مُعلم ولا أستاذ يعلمه أو يلقنّه الكتابة. وأكد الجنيدي بأن ما يكتبه كان يلقى صدىً كبيرًا عند الكثيرين ويحظى بشعبية فريدة وهذا ما دفعّه وحفزّه للأستمرار والمضي قدمًا في تكثيف الجهود ليصبح شيئًا مميزًا ويقدم للقارئ زادًا أدبيًا فريدًا.
وأشار إلى تأثره بالأدب الروسي دون غيره وذلك بسبب معرفته باللغة الروسية فكان الأدب الروسي هو أول من أطلعه على الحياة حيث كان ولا يزال الكاتب الروسي أندريه تشيخوف هو المفضل لديه.
ولفت الجنيدي أنه يؤمن بأن الفنان عندما يرسم بالريشة تخرج لوحة تؤثر بالآخرين لكنّه يرسم لوحته بالكلمات لا الألوان فالرسم بالكلمات حياة يقول من خلالها الكثير من الأشياء التي يريد قولها للآخرين فهو يوصل رسائله من خلال الكتاب.
وفسر أسباب تراجع المشهد الثقافي في الشارع العربي وتناقص أعداد المقبلين على القراءة وهواة الكتاب لسهولة وصول المعلومة بسبب ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة لذلك عزف الإنسان العربي عن القراءة، ويتوقع بعد مضى عدّة سنوات أن تكون هناك ضائقةً في الذوق الأدبي والثقافي في العالم العربي.
ويرى الجنيدي بأنه لا يزال في بداية الطريق رغم أنه يكتب من تسعينيات القرن الماضي وهو يسعى لأن يصبح أكثر تميزًّا.