الحیاة في جبال عجلون وما حولھا» كتاب جدید للمومني
عنوان «الحياة في جبال عجلون وما حولها» صدر حديثاً كتاب جديد عبدالكريم عبداالله المومني، يروي فيه، وعلى مساحة (407 (صفحات من
القطع الكبير، مآسي الحياة العامة، وحياة الأجداد والآباء بخاصة، بدءاً من عام 1831م، الذي احتلّ فيه والي العثمانيين على مصر بلاد الشام..
وحتى العام الحالي 2017م، الذي ما زالت معظم الشعوب العربية تعاني فيه مما سُمّيَ خطأ بالربيع العربي، الذي انطلقت أحداثه الايجابية عام
2011م، لتنتهي بالنتائج الكارثية التي تعاني منها حالياً شعوب آمتنا.
يقول المؤلف: إنه اعتمد مرجعين رئيسيين لمادة كتابه، الأول: تاريخ شفوي، استقاه شفاهة من أفواه الأشخاص الذين عاشوا مرارة تلك الفترة،
ومن ذاكرة أبنائهم وأحفادهم حولها، ثم من ذاكرته الشخصية، وذاكرة بعض من أبناء جيله للسبعين سنة الأخيرة، أي منذ الاستقلال وحتى
اليوم، والثاني: تاريخ مكتوب في مؤلفات قيّمة، لخمسين باحثاً ومؤلفاً موثوقاً.
يصف المؤلف حياة أجيال الأجداد والآباء، بأنها كانت بدائية وقاسية بامتياز في كل شيء، ولا تُصدّق قسوتها بالنسبة لأبناء الجيل الحالي،
الذين ينعمون برغد كماليات الحياة ومباهجها، إذ اجتمعت على تلك الأجيال، صعوبة تضاريس منطقتهم ووعورتها، وقسوة مناخها شتاءً،
يعزّز ذلك ضعف الانتاج الذي كانت تتقاسمه الدولة العثمانية الحاكمة باسم الضريبة الجهادية.
طب علمي صحيح، بل شعوذة وتداوي بالأعشاب والأدعية فقط. ولا بترول ولا كهرباء، وبالتالي لا إنارة صحيحة، ولا راديو ولا تلفزيون ولا هاتف ولا
ثلاجة ولا غسالة ولا فرن غاز ولا ميكرويف، ولا.. ولا.. ولا.. وبذلك فأدواتهم المنزلية جميعها بدائية، محلية المواد الخام والصنع، وتتم بأشغال
يدوية مادتها الآساسية من حجارة المنطقة وترابها وأخشابها، وجلود حيواناتها وأصوافها وشعرها ووبرها.
ملابس رثة وأسمال بالية مع ندرة الأحذية.. مساكنهم الكهوف والمغائر في الشتاء، والعرائش في الصيف وسعيد من تمكن من بناء مسكن
من حجارة الدبش والطين.. كانت الأسرة وحيواناتها تتقاسم الإقامة في تلك المساكن البدائية في فصل الشتاء، كما كان يتسرّب إليها أيضاً
في كثير من الأحيان الثعابين والعقارب وأم أربع وأربعين والفئران.. ومختلف حشرات المنطقة وهوامها.
كانت حياة أرباب الأسر هموماً كبيرة مؤرقة لهم في الليل، وشقاءً متواصلاً وذلاً في النهار.
يزخر الكتاب بكل كبيرة وصغيرة عن تراجيدية الحياة المأساوية لتلك الحياة.. وينتهي في فصله الأخير، الى تفسيرات مقنعة لكيفية وبماذا
واجهت أجيال الأجداد والآباء، وبدايات حياة المعمّرين من الجيل الحالي صعوبات حياتهم تلك.