الشيخ محمد الحمود الخصاونة رئيساً لأول إدارة محلية منتخبة في
شرق الأردن من عام 1880 إلى 1890م – الجزء الرابع والأخير
■ الشيخ محمد الحمود الخصاونة .. سيرة ذاتية
يعد الشيخ محمد الحمود الصخاونة شيخ مشايخ بني عبيد شخصية وطنية مرموقة من شخصيات الرعيل الأول الذين قضوا حياتهم من أجل خدمة هذا الوطن والدفاع عن حقوقه، فهو من القياديين المرموقين الذين عُرف عنهم الوفاء والولاء للقضايا الوطنية والقومية.
.
وقد عرف عن الشيخ “أبو علي” النزاهة والطيبة والصدق في شرح المواقف، بالاضافة الى وطنيته الصادقة، وعمق اعتزازه بالهوية الاسلامية، حيث كام متدينا صوفيا في عقيدته، ويتميز عن غيره بثقافته الواسعة. قال في ذلك المرحوم الاستاذ ضيف الله الحمود: “لا ينتقص من تاريخه اغفال مؤرخ أو مؤرخة يفترض فيهم التجرد، والحياد والنزاهة بدقة الايضاحات والمعلومات، ومحمد الحمود جاء به الى مشيخة بني عبيد انه كان متعلما، مثقفا ومتدينا”. وقال المرحوم “سامح حجازي” في تشييع جنازة المرحوم قاسم الهنداوي: “كان الخيالة خمسة أو ستة يأتون من حوران ليفك لهم محمد الحمود المكتوب”.
.
■ نشأته
ولد الشيخ محمد بن حمود بن صالح بن موسى بن أحمد بن عبدالله بن علي بن محمد ابو الفيض في قرية الحصن في ناحية بني عبيد عام 1958م. وينسب وعشيرته الى المؤسس الأول “محمد ابو الفيض” من أعقاب “جعفر الصادق”. قدموا من الحجاز وسكنوا أولا في الكرك ثم رحلوا الى قرية “دير غسان” بفلسطين، وبعد زمن عاد قسم منهمالى قرية “كثربا” بجوار الكرك وسموا “بالغساونة” نسبة الى دير غسان وبتوالي الأيام حرفت الغساونة الى “الخصاونة” وهو أسمهم الذي يعرفون به اليوم. وتتواجد عشيرة الخصاونة في بلدتي أيدون والنعيمة، والقليل من شعبنا يعرف أن “الحمود” هم من “الخصاونة” لأن بعضهم اكتفى بنسبه الى الشيخ “حمود بن صالح”، ولكنهم يعتزون بنسبهم “الخصاونة”.
.
■ حياته العملية والوظيفية
عاصر الشيخ “أبو علي” العهود الأربعة: العثماني، والفيصلي، والحكومات المحلية، وبدايات عهد الامارة ولكن معظم حياته العملية والوظيفية كانت في العهد العثماني وبدأت منذ عام 1880م، نذكر منها:
● رئيساً لأول إدارة محلية في شرق الأردن. حيث أصدر والي سورية الصدر الأعظم احمد حمدي باشا فرمانًا عام 1880م بتعيين الشيخ محمد الحمود الخصاونة، حيث شكّل بموجبه أوّل قومسيون “مجلس بلديّ” في شرق الأردن، وبذلك تأسست بلدية اربد “مركز قضاء عجلون العثماني” كأول بلدية أردنية في العهد العثماني، وجرى انتخاب الشيخ محمد الحمود الخصاونه كأول رئيس لبلدية اربد منتخب في 13 ذي الحجة 1300هـ الموافق 16 تشرين أول 1883م واستمر رئيسا لبلدية اربد عبر الانتخابات حتى عام 1990م.
● عيّن عضوا في مجلس ادارة اللواء في 29 تموز 1888م، بقرار من المتصرف، ويحمل القرار رقم 102 بالاضافة الى عمله”مستنطق القضاء”.
● عيّن عضوا في “قمسيون” تحصيل البقايا من الاموال الاميرية في تشرين الثاني 1888م.
● عيّن بموجب القرار رقم 308 عضوا في محكمة بداية اربد في 20 تموز 1889م.
● ورد إليه منصب القائم في عام 1889م.
● عيّن رئيسا لقمسيون انشاء وتعمير دار الحكومة وبناء السجن في اربد، في كانون الثاني 1890م، وقد ورد في اوراقه الخاصة أنه “كان يحاسب حسابات دقيقة رؤساء الورش وعمالها في الصغيرة والكبيرة من مواد البناء التي صرفت، وقد تشكل لهذه الغاية أكتر من لجنة فرعية، تدقق يوميا في العطاءات التي ترد حول توريد الحجارة والحصى، والكلس وغيره، ولايوقع أي مستند أو كشف للمطالبات دون القناعة بصحة القيود والصرفيات”.
● عد ذلك بأربع سنوات صدر قرار المتصرف بقصبة حوران بتعيينه عضواً في مجلس الإدارة.
● عيّن عضواً في لجنة مأموري تحرير النفوس عام 1892م.
● عيّن عضواً في لجنة توزيع إعانات تأسيسات العسكر عام 1892م.
● عيّن مستنطقاً واستمر في تحصيل البقايا من الأموال الأميرية في عام 1894م.
● عيّن مفتشا عاما للمواشي في لواء حوران، في 26 آذار 1895م.
● عيّن رئيساً لقمسيون شعبة المصرف الزراعي في عام 1895م.
● عيّن في قومسيون نقليات العسكر في 26 تموز 1905م.
● عيّن عضوا في كشوفات محصولات قضاء السلط عام 1905م.
● عيّن عضواً في الهيئة التفتيشية وفي كشوفات محصولات قضاء السلط بموجب قرار أحمد قاتيه بيك عام 1905م
● وأخيراً عيّن عضوا في لجنة امتحانات مدرسة اربد في 21 كانون الثاني 1906م.
.
ولقد تدرج الشيخ محمد الحمود في عدة وظائف حكومية وكذلك في كثير من المهام الاجتماعية. ونشير إلى ما ذكره المرحوم ضيف الله الحمود أنه قد وجه للشيخ محمد الحمود أربعة إنذارات وذلك لعدم قبوله وظيفة “عضوا في قمسيون تسجيل العسكر بناء على الإرادة السنية.
.
■ موقفه من التجنيد الاجباري في الجيش العثماني
فرضت الدولة العثمانية التجنيد الإجباري منذ سنة (1256هـ /1840م) بعد خروج المصريين، وقد اتبعت الدولة سياسة التجنيد بطريقة “القرعة الشرعية”، وكانت تتم في الأقضية من خلال اجتماع رجال الحكومة في دار الحكومة وبحضور جميع مشايخ ومخاتير القرى التابعة للقضاء، وبحضور المكلفين بالخدمة أو من ينوب عنهم إذا كانوا من مناطق بعيدة وتعذر حضورهم، وكان مفتي القضاء يتلو المرسوم السلطاني ويتلو دعاء بالمناسبة، ويأتي الشاب المرشح للخدمة ويتناول بطاقة ملفوفة من كيس ويسلمها لضابط يعلن إذا كانت خالية أو عسكرية، ويردد الحاجب ذلك مرة أخرى وبصوت مرتفع أمام الحضور
.
وعندا ساءت الاحوال إلى حد لا يطاق في جميع المناطق العربية من اتباع سياسه ابعاد الشباب العربي والأردني تحديدا في حروب السفربرلك وتجنيدهم وارسالهم الى الحروب العثمانية واخماد الثورات في مناطق سيطرتها وإرسال الضباط العرب الى حرب الدردنيل .
.
وقف الشيخ محمد الحمود في وجه هذه السياسة العثمانية، لتجنيب الشباب الحوراني وأهالي نواحي اربد من التطوع في صفوف العثمانيين، حيث كان “ابو علي” شخصية مهابة، لا يقبل الوظائف والمهمات التي تؤثر سلبا على حياة المواطنين والأمثلة على ذلك كثيرة، ففي 21 حزيران 1892م عين عضوا في تسجيل العسكر ورفض هذا المنصب، ولم يعر انتباها للانذار الذي أرسل اليه بتاريخ 12 تموز 1892م كما رفض مقابلة القائمقام ومقابلة متصرف لواء حوران فجاءه الانذار الثاني لعدم حضوره، وبسبب عدم قبوله المنصب، وفي 28 تموز وللمرة الثالثة ورد اليه الكتاب”استغراب وانذار” وفي 18 آب ورد اليه الانذار الرابع لعدم تلبية الأمر، ويشرح لنا الأستاذ المرحوم ضيف الله الحمود الذي يحتفظ بكثير من أوراقه اسباب رفضه وظيفة “اختيار العساكر” بقوله : “بعض ملامح الصور المشرقة في عهد الشيخ محمد الحمود، الانذارات الأربعة الموجهة الى مترجم له من السلطات العليا، واحدة تنص على تعيينه عضوا في لجنة اختيار من يقع عليه من اختيار للالتحاق بالقوات المسلحة والثانية تسأله عن سبب عدم تلبيته الدعوة في حين أن الثالثة والرابعة تهديد ووعيد وهذا دلالة علة سلامة موقفه في المواقف التي تقتصي قوة ارادة من اسندت اليه وجاهة، أو عرف بزعامة يوقع أو يقبل بأي قرارا حكومي يصدر ولو كان على خطأ وفيه ضرر للصالح العام”.
.
■ اتاتورك في ضيافة الشيخ محمد الحمود الخصاونة، ايدون 23 ايلول 1918م
بعد أن أتم البريطانيون احتلال جنوب فلسطين ووسطها في كانون الأول / ديسمبر 1917م، واحتلوا القدس في 9 كانون الأول / ديسمبر 1917م، وخطب قائد الجيش البريطاني اللنبي في القدس محتفلاً بانتصاره قائلاً : “والآن انتهت الحروب الصليبية “، وفي أيلول / سبتمر 1918م احتل البريطانيون شمال فلسطين، بعد ستة عشر معركة فقط في أيلول / سبتمر 1918م وحده ضمن معارك الحرب العالمية الأولى، كان منها خمسة معارك في شرق الأردن وآخرها معركة اربد وهي الوحيدة التي انتصر فيها الجيش العثماني في سلسلة المعارك هذه.
جاء انسحاب الجيش السابع العثماني من نابلس بقيادة مصطفى كمال باشا “اتاتورك فيما بعد” وبعد ثلاث معارك طاحنة خاضها الجيش السابع بنفس الوقت في شمال فلسطين هي معركة مجدو والتي سميت بالغرب بإسم “أرمجدون” ومعركة نابلس ومعركة شارون ادت إلى هزائم متلاحقة مني بها الجيش العثماني على جبهة القتال في فلسطين، فانسحب الجيش السابع من نابلس بقيادة مصطفى كمال باشا عن طريق مخاضة ام الشرط في غور ابي عبيدة ثم سار الى عجلون مارا بالكورة ووصل بالقرب من أيدون في منطقة بني عبيد يأربد.
بعد وصول مصطفى كمال باشا اتاتورك إلى منطقة قريبة من قرية أيدون ناحية بني عبيد في محافظة إربد، أرسل رسولا إلى الشيخ محمد الحمود الخصاونة شيخ مشايخ بني عبيد ” الذي كان رئيسا لبلدية إربد في العهد العثماني” طلبا للحماية، ومبيته مع ضباطه وجنده، فقبل محمد الحمود حمايته، ووصل مصطفى كمال أيدون ومعه ما يقدر بـ 400 من جنده مساء يوم 23 ايلول / سبتمبر 1918م، وتمت إستضافته في مضافة الشيخ محمد الحمود في حين توزعت باقي قواته في مضافات وبيوت عشيرة الخصاونة في ايدون.
وبعد أربعة أيام وإطمنأن الضيف للطريق المؤدي إلى مدينة درعا السورية والتي تطل أيدون عليها وعلى سهلها الذي هو جزء من سهل حوران، قام ثلاثة من من عشيرة الخصاونة (منهم أثنين من آل الحمود وواحد من آل الناصر) بمرافقته وإيصاله إلى مدينة درعا السورية ومنها تابع شمالا إلى تركيا.
بعد أن تسلم مصطفى كمال أتاتورك الحكم في تركيا أرسل 4 أوسمة عثمانية رفيعة إلى الشيخ محمد الحمود الخصاونة تقديرا منه للضيافة والكرم الذي شارك فيه جميع أهل القرية آنذاك، وإنقطعت الصلة بينهما بعد ذلك.
.
■ دعمه للثورة الجولانية ضد الاحتلال الفرنسي
في العهد الفيصلي: بالرغم من أن الساحة الأردنية كانت أقل قربا من الأحداث التي تجري في دمشق عاصمة الدولة العربية الفيصلية، إلا أن الاتصالات مع زعمائها متيسرة عنطريق اللواء علي خليقي، الحاكم العسكري للجولان، وعن طريق محمد علي العجلوني قائد الحرس الأميري، ففي كانون الثاني 1919م تلقى الشيخ محمد الحمود رسالة من “مجلس قيادة الثورة الجولانية” تطلب منه رفد الثورة بالرجال. وكان أبو علي عند مستوى الثقة فارسل أكثر من ثلاثين فارسا إلى القنيطرة عن طريق اليرموك – مزيريب، وكان لهم الدور الفعال في معارك مرجعيون ضد القوات الفرنسية، كما يذكر اللواء علي خلقي في مذكراته “مخطوط”، ونشير أنه بلغ عدد الشهداء من 21 آب 1920م حتى ايلول 1920م حوالي 900 شهيد، وخسرت العشائر الأردنية أكثر من 170 شهيدا، سقوا بدمائهم تراب الجولان، تعزيزا للتلاحم النضالي بين أبناء السهل الحوراني الواحد منذ فجر التاريخ.
.
■ مشاركته في المؤتمرات الوطنية والقومية
شارك الشيخ ابو علي في جميع المؤتمرات التي عقدت للتنديد بالسياسات البريطانية – الفرنسية، ووقع مع زعماء البلاد على الرسائل و البرقيات التي أرسلت الى أطراف مؤتمر الصلح، كما شارك بالاحتفالات الرسمية و الشعبية التي قامت بدمشق احتفالا بتتويج الأمير فيصل ملكا على سوريا بمناطقها الثلاث (سوريا, لبنان, الاردن) وكانت فلسطين تحت الاحتلال” الانتداب البريطاني”، وقد صرفت اللجنة الوطنية في عجلون لكل منهم 600 قرش ذهب بدل سفر و مصاريف الى دمشق لحضور حفل الافتتاح.
.
■ مشاركته في مؤتمرقـَـمْ أول مؤتمر وطني أردني لنصرة فلسطين
في عام 1920 كثر بيع الأراضي لليهود والهجرة اليهودية لفلسطين فتنبه لهذا الأمر زعامات عجلون وأثناء مقابلتهم الملك فيصل بمناسبة الاحتفالات بتنصيبه ملكا على سوريا في 8 آذار 1920 تحدثوا له عن خطورة ما يحدث من هجرة إلى فلسطين وحالات بيع الأراضي لليهود فـي كثير مـن مناطق فـلسطين، فـقال لـهم جـلالة الملك فـيصل آنـذاك “عجلون وتلك الأماكن كلها أمانة في أعناقكم”، حيث عادوا من دمشق وقرروا عقد لقاء تحضيري في بلدة سما الروسان في منزل الشيخ سليمان باشا السودي لتدارس الوضع فأجمعوا على عقد مؤتمر لمناقشة المؤامرات التي تحاك ضد الدولة العربية الفتية، و شكلت لجنة تحضيرية لإعداد جدول لاعمال المؤتمر، واختيار الاسماء التي توجه اليهم دعوة المشاركة و في 6 نيسان 1920 عقد لمؤتمر في ديوان الشيخ ناجي العزام بقرية “قم” و شارك الشيخ محمد الحمود بهذا المؤتمر و معه عن “بني عبيد” المشايخ: محمود فنيش النصيرات وسالم الهنداوي، وقد تمخـَّـض مؤتمر قـَـمْ عن قرارات تكشف عن النضج والوعي السياسي والوطني الذي كان يتمتع به رجالات تلك المرحلة، وكان في رأس القرارات مناصرة ثورة الشعب الفلسطيني ودعمها بالمال والسلاح وإعلان الثورة ضد الإنجليز في شرقي الأردن.
.
■ الشيخ محمد الحمود ومؤتمر أم قيس 2 أيلول / سبتمبر 1920م
الشيخ محمد الحمود هو من قام بصياغة المطالب في معاهدة أم قيس وكان الأكثر حذرا، ونبه علي خلقي الشرايري من خداع هربرت صموئيل ونائبه سمرست.
.
في عهد الحكومات المحلية: في 20 آب 1920م بعث الملك فيصل من حيفا الى والده الشريف حسين بن علي رسالة قال له فيها: “رجحت العمل في الميدان السياسي على البقاء في القسم الجنوبي من سوريا ، وانني وجهت الشريف محمد علي البدوي الى عمان، وسيكون هذا المحل مركزا لنا ويلتف حوله أهل البلاد”. وبعد فترة قصيرة طلب الملك فيصل من مرافقه علي خلقي الشرايري التوجه الى إربد لتنظيم الأهالي، بعد أن اعلمه المندوب السامي البريطاني”روبرت صموئيل” برغبة بريطانيا في “إنشاء حكم وطني في شرق الأردن”.
.
يقول علي خلقي: “حضرت الى إربد في شهر آب 1920م وقمت بجمع وجهاء اللواء الشمالي من أجل أن نبدأ بتشكيل حكومة وطنية للاحتفاظ بطابع الأردن الوطني. افهمتهم أنني لا أرث جاها ولا ثروة، وأن هدفي بتشكيل حكومة عربية تشمل الأردن وحوران والجولان”.
.
في اليوم الثاني من أيلول 1920م، اجتمع زعماء الشمال الأردني في بلدة أم قيس مع الجنرال “سمرست” لأنهم رفضوا الاجتماع مع المندوب السامي هربرت صموئيل في السلط. وقبل لااجتماع بيوم واحد، كلف الشيخ محمد الحمود في صياغة المطالب التي تؤكد على (إنشاء الحكم الوطني في الأردن). وعندما سئل سمرست عن زعماء عجلون ومطالبهم قال: “وجدتهم على أفضل مستويات الحذر السياسي وسداد أرائهم الاستقلالية”. ولما كان الشيخ الحمود يتمتع بثقافة جيدة ويملك كل مقومات الحس الوطني والقومي، قال للسيدين أيوب ابراهيم وسامح الحجازي: “أدرك الآن أن حكومة الانتداب في فلسطين تعمل على بسط سيطرتها المباشرة على الأردن، وأن البرقية التي أرسلها صموئيل الى الملك فيصل هي الخطوة الأولى، واجتماع السلط الخطوة الثانية وهذه هي الخطوة الثالثة ينفذها معنا سمرست، ذلك علينا أن نكون في منتهى الحذر ونصر على مطالبنا” وقال الشيخ تركي الكايد عبيدات: “كان الشيخ أبو علي أكثرنا حذرا، ونبه أبو حسين (علي خلقي) من خداع صموئيل ونائبه سمرست”
.
■ الشيخ محمد الحمود وزيرا في حكومتين قبل تشكيل الامارة
■ الشيخ محمد الحمود عضوا في المجلس الإداري التشريعي
قي 5 تشرين الأول 1920 تم تشكيل المجلس الإداري التشريعي ليكون مسؤولاً عن تشكيل الحكومة، وقد ضمن المجلس كل من: راشد الخزاعي، سعد العلي البطانية، نجيب فركوح، ناجي العزام، محمد الحمود الخصاونة، تركي الكايد العبيدات،.
وتم عقد اجتماع المجلس التشريعي بعد يومين من تأسيسه في أربد شمال الأردن حيث تقرر تأسيس الحكومة المحلية برئاسة علي خلقي الشرايري.
.
■ الشيخ محمد الحمود وزيرا للمالية في حكومة عجلون العربية “حكومة اربد”
بعد سقوط الحكم العربي الفيصلي، تنادى شيوخُ وزعماءُ شمال الأردن، بعد أن وجدوا أنفسهم أمام فراغ سياسي وإداري وأمني إلى ضرورة تشكيل حكومات ٍ محلية ٍ تأخذ زمامَ الأمور في مناطقهم حتى تقطعَ الطريقَ على المستعمرين الإنجليز من التحكم فيها، وتأسست حكومة إربد المحلية “حكومة عجلون العربية” في 7 تشرين الأول / أكتوبر 1920م، وشغل محمد الحمود الخصاونة وزيراً للمالية كاول وزير مالية في إمارة شرق الأردن، واستمرت حكومة إربد تمارس أعمالها حتى يوم 11 نيسان 1921 عندما تشكلت الإمارة رسميا.
.
■ الشيخ محمد الحمود أول وآخر وزير مالية في الأردن يحقق فائضا في ميزانية الأردن منذ تاسيس إمارة شرق الأردن
وقد أشاد المجاهد السوري تيسير ظبيان بحكومة إربد بقوله: “كانت حكومة إربد التي ترأسها السيد علي خلقي أكثر تلك الحكومات استقرارا، وأحسنها تنظيما، وأبعدها نفوذا، وأقواها مادة، فقد بلغ الوفر الذي كان موجودا في خزانتها في العام الأول من تأسيسها عشرة آلاف دينار (جنيه مصري)، وهو مبلغ جسيم بالنسبة لتلك الظروف والأوضاع”.
.
■ حكومة إربد المحلية نهجت نهجاً عربياً وأخذت على عاتقها مد الثوار العرب في سورية ضد الفرنسيين والثوار الفلسطينيين ضد الانكليز.
كانت ميزانية هذه الحكومة أضخم موازنة في تاريخ الحكومات المحلية الأخرى، وأخذت على عاتقها مد الثوار العرب في سوريا ضد الفرنسيين، والثوار الفلسطينيين ضد الإنجليز، ما أقلق مضاجع الاستعمار الفرنسي والبريطاني من هذا المد البشري والمادي والمعنوي، فلجأت بريطانيا إلى تقسيم المنطقة وتشجع الحكومات الانفصالية في الكرك والسلط وعجلون، وعدم مد العون المادي والعسكري لكل منها، وأخذ الصراع يحتدم بين هذه الحكوماتن وعرف ان حكومة إربد كانت تدفع لأعضاء المجلس التشريعي راتبا شهريا مقداره أربع ليرات.
.
يقول علي خلقي في مذكراته: ولا أبالغ ان هذه الحكومة نهجت نهجاً عربياً، وكانت ميزانيتها أضخم موازنة في تاريخ الحكومات المحلية الأخرى، وأخذت على عاتقها مد الثوار العرب في سورية ضد الفرنسيين والثوار الفلسطينيين ضد الانكليز، ما أقض مضاجع الاستعمار الفرنسي والبريطاني من هذا المد البشري والمادي والمعنوي، وأخذ الاستعمار يخاف هذه الأمور.
.
■ الشيخ محمد الحمود وزيرا حكومة دير يوسف
بعد انتهاء عهد حكومة اربد أصبح الشيخ محمد الحمود عضواً في حكومة دير يوسف وعضوا في المجلس التشريعي.
وحكومة دير يوسف التي تقع بين ناحيتي الكورة وبني عبيد، وتولَى نجيب الشريدة هذه الحكومة عام 1920، وكان أعضاء مجلس هذه الحكومة هم : كليب الشريدة ، ومحمد الحمود، وسالم الهنداوي، وعقلة محمد الصير، والحاج سالم الإبراهيم، ومحمد سعيد الشريدة، وأحمد العلي.
.
■ موقفه من قدوم الأمير الى معان
في عهد الإمارة: رجب بقدوم الأمير عبدالله وأيد تشكيل حكومة مركزية واحدة، وعندما سأله علي خلقي عن موقفه من قدوم الأمير الى معان قال له: “كان شرطنا الأول للانكليز في أم قيس أن تشكل حكومة عربية وطنية مستقلة، وأن يكون لهذه الحكومة أمير عربي.
.
■ العمل الحزبي
برز الوعي السياسي عند الشيخ محمد الحمود لما تحمله من مسؤولية مبكرا ولصفاته المميزة لديه ودرجة ثقافته المغايرة لما هو مهندس له من تجهيل ممنهج للأردنيين، والوعي السياسي واتصالاته مع المفكرين العرب والقيادات السياسية العربية.
.
لم ينتسب الشيخ أبو علي الى الجمعيات العربية السرية الا أن علاقاته مع زعماء الحركة الوطنية كانت جيدة، واعمقها كانت مع الشيخ “سعد الدين خليل المقدادي” نائب حوران عجلون في البرلمان العثماني” وكان يكتب اليه بانتظام محيطا اياه بما يتم في الدورات النيابية في اسطنبول وعنوان تلك الرسائل (نتو تلو محمد افندي الحمود). وكان يضع زعماء عجلون في صورة الأوضاع المشروحة في الرسائل”.
.
وكان الشيخ فواز عضوا في قياده حزب أنصار الحق الذي تأسس في 18 نيسان 1928 وكان نائب الهيئة التنفيذية ومن أبرز الشخصيات في الحزب الذي ضم أيضا كل من علي خلقي الشرايري وعبدالرحيم الخطيب وراشد الخزاعي وصالح بسيسو وشكري شعشاعة وعبدالله الحمود عربيات، طاهر الجقة، محمد الحمود الخصاونة وعادل العظمة وسليمان السودي الروسان وحسين الطراونة وغيرهم من الشخصيات الأردنية الوطنية. والذي كان لهم دور بارز في المؤتمر الوطني الاول وصياغة مقرراته في 25 تموز 1928 .
.
وكان أبرز رموزحزب أنصار الحق: محمد الحمود الخصاونة، راشد الخزاعي الفريحات، تركي الكايد العبيدات، علي خلقي الشرايري، فواز البركات الزعبي، محمد علي العجلوني، سليمان السودي الروسان، عارف العارف، شكري شعشاعة، عبد الرحيم الخطيب، صالح بسيسو، سعيد الخطيب، عبد الله النمرالحمود العربيات، عاصم بسيسو، بهجت طبَّاره، محمد الشريقي، طاهر الجقَّه، حسين الطراونة، عادل العظمة.
.
■ المؤتمر الوطني الأردني الأول والميثاق الوطني
بحسب ما اورد المرحوم زياد أبو غنمة أن قيادة حزب أنصار الحق هي التي وضعت مسودة القرارات والمبادئ والأهداف التي تمخَّض عنها المؤتمر الأردني العام الأول المنعقد في 25 ـ 7 ـ 1928م في مقهى حمدان بعمان، والتي اصطلح على تسميتها بالميثاق الوطني، ومن هنا يمكن اعتبار ما تضمـَّـنه الميثاق الوطني من قرارات وأهداف ومبادئ بمثابة قرارت وأهداف ومبادئ حزب أنصار الحق.
.
■ زعامته في ناحية بني عبيد
هناك وثيقة موقعة بتاريخ 24/02/1921م من قائمقام عجلون، تؤكد على زعامته وهذا نصها:
لحضرة رئيس ناحية بني عبيد محمد الحمود المحترم
فهمنا من مذكرة مأمور المصرف المؤرخة 24 شباط 1921م، رقم 750/14 من أن بعض أهالي قرية ايدون يمتنعون عن تأدية ذممهم للمصرف الزراعي بداعي أنهم لم يعرفوا للآن مربوطتهم بأي حكومة، فالمصرف الزراعي دائرة مخصومة لا علاقة له بمسألة الحكومة وهو يعود لعموم زراع وأهالي القضاء. فعليه أرجوكم تفهيم (المديونين) ذلك والسعي في تحصيل ذمم دائرة المصرف الزراعي مع مساعدة للجابي بهذا الشان، وأنني آمل بأن لا يكون في الأمر تحديد والسلام عليكم.
.
ووثيقة ثانيه موقعة من القائمقام نفسه مؤرخة يوم 03/03/1921م يقول فيها:
لحضرة رئيس ناحية بني عبيد محمد الحمود المحترم
لكم الرجاء بحضوركم الى مركز القضاء نهار الخميس الواقع 03/03/1921م، لأجل مذكرات عمومية تتعلق بالنصح العام، والسلام عليكم.
.
وكان الشيخ محمد الحمود قد أوصى بإبنه الأكبر علي الحمود عضوا في مجلس إدارة اربد لأكثر من اثنتي عشر سنة، وكان ولده قد اكتسب من والده جميع الصفات الخلقية والاجتماعية مثل الالتزام بالنظام، وخدمة المواطنين اقتداءً بوالده الذي أمضى حياته في العمل العام مكتفيا بمحبة ومودة أهالي بلدته أيدون وناحيته بني عبيد.
.
وقد عُرف عن الشيخ محمد الحمود الكثير من الصفات الحسنة كالحلم والتواضع والقناعة ومساعدة الناس والمحتاجين، ومنَّ الله على الشيخ محمد الحمود، بأن اختتم حياته مرضيا عن سلوكه الاجتاعي تاركاً المجال لمتابعة القضايا العامة لأبنائه.
.
تغمد الله الشيخ محمد الحمود بواسع رحمته ورضوانه.
.
■ جلالة الملك عبدالله الثاني يكرم الشيخ محمد الحمود الخصاونة بمناسبة ذكرى نشأة البلديّة
.
تجدر الإشارة أخيرًا بأنّ جلالة الملك عبدالله الثاني في زيارته لاربد بتاريخ 20 حزيران 2006 لوضع حجر الأساس لمشروع حدائق الملك عبد الله الثاني بمناسبة مرور 125 عاما على تأسيس يلدية إربد كرم الملك عبد الله الثاني الشيخ محمد الحمود كأول رئيس للبلدية عام 1880 وتسلم التكريم سمير الرفاعي الحمود۔
.
■ سلسلة رؤساء البلديّة
تعاقب على رئاسة بلدية اربد الكبرى منذ تأسيسها عام 1880 حتى اليوم (27) رئيس بلدية كان أولهم محمد الحمود الذي رأس أول مجلس بلدي استمرمنذ عام (1880) وحتى عام (1890)تلاه سعيد الشراري من عام (1891 ) حتى (1897) ثم احمد سيبراني من عام (1898) وحتى عام (1899) وكان أمين أغا أول رئيس بلدية في اربد في القرن الماضي حيث كان رئيسا للبلدية في الفترة الواقعة ما بين(1899) ولغاية (1903) تلاه مصطفى حجازي ثم عبد القادر التل ومحمد عواد حجازي ومحمود الغرايبة وخلف التل ثم سامح حجازي ومفلح السعد البطاينة وراضي الهنداوي ونعيم التل والدكتور حسن خريس ومحمد البطاينة وحسن المومني والدكتور عبد الرزاق طبيشات والمهندس جميل المومني والمهندس سامي ارشيدات وفايز العبادي وعيد القطارنة والمحامي عبد الرؤوف التل والمهندس نبيل الكوفحي وعبد الكريم الملاحمة وجمال أبو عبيد والمهندس وليد المصري، المهندس احمد الغزوي، المحامي عبدالرؤوف التل، اللواء الركن غازي الكوفحي، وأخيرا المهندس حسين بني هاني.
.