بقلم: الدكتور تحسين شرادقة
في مثل هذا اليوم من كل عام، تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية بذكرى معركة الكرامة الخالدة، التي سطّر فيها الجيش العربي الأردني ملحمة بطولية في الدفاع عن الأرض والكرامة. بهذه المناسبة، نرفع أسمى آيات الولاء إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله، حفظهما الله ورعاهما، ونستذكر بكل فخر تضحيات أبطال جيشنا الباسل الذين سطّروا بدمائهم صفحات مجد لا تُمحى. الهجوم الصهيوني وصمود الجيش الأردني فجر يوم 21 آذار 1968، شنّ العدو الصهيوني هجومًا واسعًا على طول الجبهة الأردنية، مستخدمًا لوائي دروع، ولواء مشاة آلي، ولواء مظليين، وأربع كتائب مدفعية مساندة، إضافة إلى أسراب من الطائرات المقاتلة. تقدمت القوات المهاجمة عبر أربعة محاور رئيسية: 1. محور العارضة: من جسر الأمير محمد (دامية) نحو السلط. 2. محور وادي شعيب: من جسر الملك حسين إلى الشونة الجنوبية، ثم السلط. 3. محور سويمة: من جسر الأمير عبدالله إلى غور الرامة، ثم ناعور وعمان. 4. محور الصافي: من الغور الصافي إلى الكرك. رغم التفوق العددي والتسليحي للعدو، إلا أن الجيش العربي الأردني تصدى للهجوم بكل بسالة، حيث استمرت المعركة 16 ساعة متواصلة، تكبّد خلالها العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. ورغم الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، رفض القائد المغفور له الملك الحسين بن طلال ذلك حتى انسحاب آخر جندي إسرائيلي من شرق النهر. النتائج والدلالات مثّلت معركة الكرامة نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث ألحقت بالعدو أول هزيمة عسكرية بعد نكسة 1967، وأعادت للأمة العربية ثقتها بنفسها. كما أكدت أن الإرادة الصلبة والتنظيم المحكم يمكن أن يتغلبا على التفوق العسكري العددي. الكرامة.. رمز الفداء والبطولة ستبقى معركة الكرامة شاهدة على بطولات الجيش الأردني وتضحياته، وهي ذكرى تجسد قيم الولاء والانتماء والتضحية من أجل الوطن، وترسّخ معاني العزة والكرامة التي سار على نهجها جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية. تحية إجلال وإكبار لشهداء جيشنا الباسل، الذين خطّوا بدمائهم الطاهرة ملحمة الانتصار، وسلامًا للأردن، وطن الكرامة والمجد.