الزميل فريحات يكتب :العيد والسفر

انجاز- كتب :الصحفي علي عزبي فريحات

العيد له نكهه خاصة داخل الوطن ومظاهر متعددة في تبادل التهاني  والاحتفال بقدسية هذه الايام من خلال  التواصل الاجتماعي مع العائلة  وزيارة الأرحام وإعطاء العيديات  وذبح الاضحيات واداء الطاعات وزيارة قبور من رحلوا وابراز المعاني السامية والتي علينا كمسلمين استثمارها لتعزيز التكافل والتعاضد والتسامح ونثر بذور المحبة وتجمع القلوب وترميم الاخطاء .

لكن المحزن والغريب بالأمر ترك عدد كبير من ابناء الوطن اعيادهم في مسقط رأسهم للتسابق للحجز وحزم الحقائب والسفر خارج البلاد في اوقات ومواسم اجمل ما فيها الزيارات العائلية والتواصل بين الاهل والاقارب والأصحاب وتبادل الهدايا والاجتماع على مائدة واحدة لان مثل هذه الأعياد  يجب اغتنامها جيدا  الا ان الذين يذهبون الى قضاء اجازة العيد للسفر بقصد السياحة فانهم يفتقدون هذه الاجواء والمشاعر الصادقة .

كان الاجدر القيام برحلات سياحية الى العديد من المواقع والاماكن السياحية والاثرية والطبيعة الخلابه التي يتميز بها الاردن لأن اختيار عطلة العيد للسفر للخارج غير مناسب  لانه ياتي في وقت نحن احوج فيه للزيارات العائلية والتواصل الي تعتبر من ابرز واجمل القيم  والمحبة لان ايام الاعياد محدودة فلا يعقل ان نتركها في مسقط الراس للتسابق للحجز ونحول ايام الاعياد الى ايام سياحية واصطياف .

المسافرين الى الخارج في تلك الايام المباركة منشغلين في حالهم يفتقدون ايضا كل معاني التهنئة وصور وعادات وتقاليد وممارسات في الاعياد حيث اظهرت احصائيات ان هناك اعداد كبيرة من  السياح  قضوا عطلة العيد خارج اوطانهم .

وعلى الرغم من ذلك فقد شهدت الحدائق والمتنزهات اقبالا من قبل ابناء المجتمع وخصوصا في المحافظات لان هذه الغالبية تعتبر العيد فرصة ثمينه لزيارة المناطق المحلية وتشجيع السياحة الداخلية التي تساهم في اظهار الوجه الحضاري لاهمية زيارتها وقضاء اوقات ممتعه وسط اجواء عائلية مليئة بالالفة .

اوقات العيد وما تسبقه شعور جميل واحساس بالحماس واستغلال الوقت في كل شيء وخصوصا الزحمة التي تسبق العيد المصاحبة لاصوات التكبير  لان هذه الايام كل شيء فيها مميز لان اجوائها دينية تدعو دائما للتقرب الى الله .

لذلك يجب ان تكون هذه المناسبات للتواصل والزيارات واللقاء لا ان تربط بسفر وترحال لان وجودك على ارض وطنك بفرح ومواسم الاعياد يمنحك متعة تطبيق الطقوس الدينية والتمتع  بجمال الوطن وطبيعة الحياة الجميلة وتراثه الاصيل وابنائه الطيبين .

كلمات نحتاجها خلال احتفالنا بالاعياد لان المشاغل والارتباطات تبعدنا عن اللقاءات الجميلة وتعيدنا دائما لذكرياتنا في الزمن الجميل .

وتقبل الله طاعتكم وكل عام وانتم بخير

وعيدكم مبارك وعساكم من عواده