الشبول .. قامة إعلامية وشخصية وطنية تحظى باحترام “الفرقاء”
قد يختلف الوسط الاعلامي عموماً، على اسم أي اعلامي فيما لو طرح في معرض نقاش عام.. آخذاً مساحة من القبول هنا، والجفاء هناك، الا أن هناك إعلامياً أردنياً واحداً من الطراز الرفيع، يكاد يصل الى حالة توافق تام، وفي أوساط أخرى، دون الاختلاف على شخصه، ولا مهنيته أو كفاءته، اضافة لخبراته الاعلامية الواسعة، التي أهلته لتولي مناصب اعلامية هامة اخرها، ادارة دفة وكالة الانباء الاردنية (بترا)، التي ارتقت بفضله الى مرتبة اعلامية محلية واقليمية وعربية، بشكل يحترم الى ابعد حد.
فيصل الشبول.. شخصية اعلامية جذابة، حالما تلتقيه يدخل قلبك، ويفرض احترامه عليك .. حازم حين تتطلب مواطن الامور الحزم، لا يتردد في اتخاذ قرار محسوب محسوم بحكمة وحنكة، ولينٌ الجانب متفهم، لا يَظلم أو يُظلم عنده احد.. زاهد بمنصبه الذي وصل اليه بعد مسيرة اعلامية عريقة بدأها كادحاً كأيما صحافي يسعى لشق طريق مهنة المتاعب، التي كانت مخبأة له لاحقاً !
من الصعوبة بمكان – مهما اجتهدت – ان تطوّع الكلمة، محاولاً ان ترتقي بها لقامة الرجل ومدى احترامك له، ولشخصه الذي لا أروع ..لذا، عندما تكتب عن رمز اعلامي وطني بحجمه، يخونك التعبير أحياناً، وتستشعر بضآلة امكانات قلمك، الذي يحاول هو الاخر جاهداً – علّه – يرتقى لقامة عزّ رحم الساحة الوطنية مؤخراً، عن انجاب أمثاله، وسادت فيها نخب مصنّعة معلّبة، سريعة التحضير، والذوبان كذلك ..
للشبول قصة عشق مع الوطن، والكلمة .. ربما تكون قد ولدت معه من رحم قريته الشمالية الجميلة بطبيعتها واهلها، “الشجرة” .. تلك القرية التي ولد وترعرع فيها، قبل ان يغادرها حين اشتد عوده، ليكمل تعليمه في كلية الاعلام بالجامعة اللبنانية .. ويدخل بعدها معترك الحياة العملية الاعلامية الشائك.
بدأ الشبول صعود سلم حياته المهنية في العام 1984 في عدة صحف ومجلات أردنية وعربية، انخرط فيها بالعمل الصحافي درجة درجة، وبنى خلال سنوات طوال في “مهنة المتاعب”، خبرات تراكمية عديدة لا يمكن حصرها في هذا السياق المحدود من الكلمات، الى أن عيّن بمنصب المدير العام لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، في نهايات القرن الماضي، والتي استطاع خلال ترؤسه تحريرها وادارتها، ان يسجل انجازات استثنائية غير مسبوقة، فعمل على عصرنتها وتحديثها وتطويرها، سبع سنوات من عمره، الى ان عيّن لاحقاً مديراً لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التي ربما تكون قد تركت علامة فارقة في حياة الرجل، سيما, انه خرج منها بمؤامرات ودسائس حيكت ضده، لمواقفه التي لم يكن ليساوم عليها، من متنفذين معلومين حينها، حين حاول بعض اعداء النجاح وخصوم الرافضين للانصياع والتجبر والخنوع، النيل منه، متعرضاً لظلم كبير، فانطوى عن المشهد الاعلامي الذي كان في اسوأ أزمنته، بعد ان عبثت به اياد فاسدة، رافضاً المساومة والمهادنة على مبادئه، إلا ان الحق سرعان ما حصحص، عقب سنوات ابتعاده الثلاث، فعاد بألقه المعتاد، للمكان والمكانة التي ربما تكون اقل مما استحق إنما..كفى الله المؤمنين شر القتال ..
الانجازات التي حققها الشبول في وكالة الانباء الاردنية على سبيل المثال لا الحصر، أكبر من مساحة النص (هنا)، فقد قَدِمَ الرجل الى (بترا) في تسعينيات القرن الماضي، ونشرتها الاخبارية اليومية مقتصرة على اخبار الديوان الملكي العامر، والحكومة، ومجلسي الاعيان والنواب، ونشرة اخرى مقيدة، ولم يكن بها مساحة لكتابة التقرير والتحقيق والتغطيات الاخبارية الشاملة، كتقليد اعلامي ظل متبعا ردحاً من الزمان، اضافة الى أنها كانت تعاني من صعوبات لوجستية وتقنية، طالما أثرّت على ادائها، رغم القامات والكفاءات الاعلامية المتميزة فيها، ليجيء الشاب الوسيم مخبئا في جعبته حماسات متقدة، وافكارا نيرة، ومهنية عالية، وكفاءة اعلامية وادارية ادهشت الوسط الاعلامي والسياسي ..
وضع الشبول صوب عينيه، نقل مؤسسة وطنية اعلامية عريقة كـ (بترا) الى مراتب وكالات الاعلام العربية والعالمية.. فبدأ تطويرًا وتأهيلاً وتحديثاً شاملاً، طال المكان والشخوص والادوات، كلها مجتمعة، صبّت في الارتقاء بوكالة الانباء الاردنية في غضون فترة زمنة وجيزة. واحدثت سياساته الادارية والتحريرية الجديدة، نقلات نوعية للغاية، الى ان وصلت، لما وصلت اليه الان ..
بدأ الشبول فوراً بعصرنة (بترا) عبر حوسبتها، ورفدها بادوات التقنية الحديثة التي مكنّت العاملين فيها من الوصول الى أعلى درجات التميّز، الا ان مبناها القديم على الدوار الرابع، لم يكن على قدر طموح الرجل، فعمل على نقله الى مبناها الجديد الحديث على دوار الداخلية، حيث الفارق بين المبنيين وتجهيزاتهما يكاد يكون غير قابل للمقارنة، اضافة لتطويره الجانب الفني بالوكالة، عبر رفدها بالبرمجيات المتطورة القادرة على تسهيل الاداء الاعلامي والاداري، بكل اريحية وسلاسة، وكذلك دأب على اشراك الزملاء في (بترا) بدورات اعلامية داخلية وخارجية، الى أن افتتح مركزها التدريبي الذي يعد منارة اعلامية حقيقية، اسهمت بتأهيل وتطوير كفاءات اعلامية اردنية وعربية، فخطت بترا في غضون سنوات عدة، نقلات استثنائية، ما انعكس بشكل مباشر على منتجها الاعلامي الذي خلع رداءه التقليدي، وارتدى حلة حداثية جديدة بشكل لم تكن (بترا) لتصل اليه بكل امانة، دون ادارتها الجديدة، وقراراتها الجريئة، التي لا يمكن ثناء الفضل فيها من بعد الله، الا لأبي عمر ..
وكالة الانباء التي اصبحت الرافد الاساس للمعلومة والخبر، وتقدمه على طبق مهني لا أميز، تنهل منها مختلف الوسائل الاعلامية المحلية والعربية والاجنبية انباؤها التي تبنى على المعلومة الصحيحة الدقيقة.. لم تعد ذات وكالة الانباء التقليدية التي كانت تتحرك في مساحات ضيقة، بل تعدت تغطياتها حدود الوطن، لتنشر شبكة من المراسلين الاعلاميين في ارجاء المعمورة، فوصلت الى ما خطط لها قبل قرابة عقدين من الزمن، ذات الاعلامي ، فيصل الشبول، الذي اثمر ما غرسه فيها الان، لتنتقل الى مصاف وكالات الانباء العربية والعالمية العريقة، وتنال ثقة واحترام الاعلاميين والساسة والمتابعين لها جميعهم، حيثما ذكر اسمها .. (بترا) .
جراسا
1 تعليق
عودة الجعافرة
كل التقدير والاحترام لعطوفة الاخ ابو عمر شخصيه اعلاميه اردنيه تحظى بتوافق الجميع