إنجاز-شخصيات_عجلونية (4)
المرحوم الشيخ الامام محمد السواعي/ أبو علي .1928. . 1992
إمام مسجد #عين_جنا الكبير لأكثر من سبعة و اربعين عاما متواصلة و متصلة
الشيخ الجليل، الإمام القدوة/ محمد عبدالرحمن حسين السواعي/ أبو علي يرحمه الله، إمام المسجد الكبير في عين جنة،هذا المؤمن عاش في ضمير الناس – إنه الصالح التقي في نفسه، المستقيم في سلوكه، القائم بالواجبات، المجتنت للمعاصي والمنكرات.
– إنه شجاع في غير تهور، وعزيز في غير تكبُّر، ومتواضع في غير مهانة، وكريم .على قلة الحال !و ضيق المكان
– إنه رحيم بمن حوله ، لا يتدخل ابدا بشؤون غيره عطــوف رقيق بأهله وولده، دقيق في معاملاته وعلاقاته، لم نشعر منه الا المعاملة الحسنة ً.و لم يصدر منه طيلة حياته خطاءأً مهما قل . كله حسنات
– كثير الحِلْمِ، يصفح ويعفو ويتسامح ، ويتجاوز عن المعسر، ويقبل العذر من المسيء. المحب للخير، المبغض للشر، يسعى بالخير للناس، ويخشى الإساءة إلى أحد.
– إنه الكاره للفخر والخيلاء، لا يحب الكبر ولا المتكبرين، متواضع في مشيته ولباسه، لا يتميَّز عن الناس في المباحات.عاش لله في كل دقائق الاسلام و التزام المسلم الصالح – إنه البارُّ بوالديه، المحسن إليهما ، يصل رَحِمَه، ويبرُّ أقاربه، يحسن للمحسن، ويصبر على المسيء.
– إنه صاحب إرادة قوية، وعزيمة صادقة، لا يَكَلُّ من فعل الخير، ولا يملُّ من الطاعات و عمل الصالحات.
– كريم لا يبخل رغم قلة الحيلة ، – يشارك الناس في أحزانهم، يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، .كله دفئ للاطفال رقيق و رؤوف بالكبار . كنا نصلى عنده و خلفه منذ بداية ستينات القرن الماضي لم نسمع منه نبرة ولا نهرة و لا جفوة ..
– إنه يُحِبُّ في الله ويُبغض في الله، يحبُّ المؤمنين، ويبغضُ الكافرين، يوالي في الله، ويعادي في الله.و كله في صمت دون ضجيج . هادئ الطبع تعلوه السكينة
– يُبغض الظلم والظالمين، ويحب العدل والعادلين، لا يظلم أحداً حتى وإن كان أبغض الناس إليه، ولا يحابي أحداً حتى وإن كان أحبَّ الناس إليه. و لكن دون دعاية و لا اعلان !
– يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في حكمةٍ وصبر، ولا يخاف في الله لومة لائم. و بهدؤ
– يراعي خلاف الفقهاء، ويحترم اجتهادات العلماء، ولا يرضى لنفسه بغير الراجح من الأقوال.
– إن الإنسان الصالح عظيمُ الثقة بالله تعالى ، يتفاءل ولا يتشاءم، يأمل الخير، ولا ييأس من رحمة ربه.احترم نفسه و نائ بها عن الخلافات و تجنب الاختلافات فنال رضى الناس و حبهم و تقديرهم .. كان احد اركان البلدة و مظهرها و يمثل تاريخها و عبقها و سلامة الصدر
– لم نسمع او نألف منه الا ُ شكرفي كل افعاله و اقواله ، َّو صبر على متواليات الحياة ، فهو على خير في كل أحواله لا يقنط أبداً.لم نراه غضبا ابدا هادئ الطبع . لين الجانب
– إذا حدَّث صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا ائتمن وفَّى، وإذا خاصم حَلُمَ.
– إنه حريص على حفظ سمعه و بصره و كف لسانه ِّ لم يعرف الفاحش من القول.
– إذا أذنب استغفر، وإذا أخطأ اعتذر، لا يصرُّ على المعصية، ولا يستكبر عن الاعتذار.
– يحب العمل والاجتهاد، ويكره الكسل والإحباط، يتقي الحرام في مأكله ومشربه، ويتجنَّب الشبهات في معاملاته.
– يحب العلم والعلماء، ولا يشبع من المعرفة، يحترم الوقت ولا يضيِّعه، فهو على خير في كل أحواله.و دائما المقام في المقام . يعيش في المسجد و المسجد عايش فيه
– حريص على صحة جسمه، وطهارة لباسه، في غير هلع، أو تكلُّف، أو إسراف.
– أيها المسلمون: هذا هو الإنسان الصالح كما صوَّره القرآن الكريم، وكما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.و كما قال تعالى – : ” تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ “.. لقد عشنا طيلة وجودنا في بلدنا لم نعرف غيره و لم نألف الا هو . الفناه و الفنا . كان من طرز الاولين الاوابين ! ابا على انه في عليين و لا نزكئ على الله احد .
..كان من مواليد 1928 في قرية (سليخات) التي تتوسط المسافة بين الوهادنة والأغوار، وهي سبعة كيلومترات. ويُروى أن الاسم (السواعي) هو لعائلة تنتمي إلى بني مخزوم، استقرت في فلسطين، وكان جدّها يمتاز بخفة الوزن والرشاقة، فعمل في وظيفة (ساعي البريد) لنقل الرسائل بين القادة المسلمين في الشام والحجاز، وبعد ذلك أُطلق اسم (السواعي) على ذرّيته. وقد درس الشيخ الإمام أبو علي يرحمه الله، لدى الكتاتيب في طفولته، وبعدها انتقل إلى المدارس الشرعية في إربد، حيث تتلمذ على أيدي مشايخها، وخصوصا الشيخ المعروف (جميل البرقاوي)، الذي كان يعلّم الطلبة علوم القرآن الكريم مع التفسير، والحديث النبوي الشريف ومادّة الفِقه….
لدى تخرّج الشيخ الإمام (أبي علي السواعي) يرحمه الله، تم تعيينه إماماً في بلدة عبّين لفترة بسيطة، ثم انتقل إلى بلدة عين جنة في عام 1945 وهو في نحو السابعة عشرة من العمر. وظلّ يخدم كل خدمته إماماً للمسجد الكبير في عين جنة، حيث بقي في البلدة طوال حياته منذ مجيئه إليها (نحو سبع وأربعين سنة)، وتوفي فيها، لكنه دُفن في مسقط رأسه قرية (سليخات) التابعة إداريا للأغوار الشمالية. ويُروى أن الشيخ الإمام أبا علي السواعي يرحمه الله، كان يُرقّي بالقرآن، وصادقَ الرُؤيا ويُؤَوِّلها بتوفيق الله.
في الجانب الديني، كان الشيخ الجليل الإمام القدوة أبو علي السواعي يرحمه الله، يصلّي الفرائض الخمس في المسجد مهما كانت الظروف الصحية والجوّية، وبالتأكيد ساعده في ذلك موقع بيته الذي كان يلاصق المسجد الكبير. كما كان شديد الاهتمام بالأعياد، ويُحْيي المناسبات الدينية، مثل (المولد النبوي، والإسراء والمعراج، والهجرة النبوية). وكان أيضا يولي اهتماما ومتابعة لقراءة القرآن الكريم وحفظه وتفسيره، وحفظ الحديث الشريف وقراءة الكتب بشكل عام. وكان الشيخ الإمام أبو علي السواعي يرحمه الله، يتبع برنامجا أسبوعيا إضافة إلى ممارسة أعماله اليومية العادية؛ فكان هناك النوم حسب حاجته، والصلاة دائما في المسجد، وقراءة القرآن، وقيام الليل والتهجد. وكان كل ليلة جمعة يقرأ سورة الكهف (ويحافظ على ذلك دائما)، ويلبس أحسن الملابس ويذهب للتدريس في المسجد يوم الجمعة، ويخطب على المنبر. وكان الناس يتجاذبون أطراف الحديث بعد الصلاة وهم يكررون عبارات ودروسا مما قاله الشيخ أبو علي؛ وفي ذلك دليل على محبتهم لنهجه ومنطوقه وعِظاته واقتدائهم بأخلاقه الصادقة.
…
وفي الجانب الاجتماعي، كان يرحمه الله يهتمّ بالإرشاد والوعظ والنُصح بين المتخاصمين؛ بما في ذلك بين الزوج وزوجته أو الجيران، وكان لا يفشي سرّاً مما يعرف. ومن الأشياء التي كان يحبها: مجالسة العلماء وزيارة المرضى والدعاء بالخير للناس، بلا تمييز بين أحد وآخر، ويشارك الناس في أفراحهم ويواسيهم في أحزانهم وأتراحهم. وكان يرحمه الله يحب أهل عين جنة بشكل خاص، وبكافة عشائرها، وهي المحبة التي بادلها أهل البلدة معه ومع أولاده. وكان يمقت الغيبة والنميمة وكثرة الكلام بلا فائدة، ولا يحب الجلوس في الطرقات أو أمام الحوانيت. وكذلك كان لا يتدخل في ما لا يعنيه؛ فلم يكن يشارك في الانتخابات ولا الأعراس، ولا يتدخل بين أفراد العشيرة الواحدة إلا في خير وإصلاح. أنه كان هادئ النفس راجح الفكر، يحظى بقبول لدى الجميع، رقيق القلب مطمئن النفس، ويراعي مشاعر الآخرين. وأضافوا عن الشيخ الإمام بشبه إجماع، ودون أن يعرف أحد منهم ما قاله الآخر، أنه كان في منزلة الأب الحاني، عالِماً زاهدا وَقورا، سمحاً بشوشاً عفّ اللسان، قريبا من القلب والناس، ورعاً وداعياً لإعلاء كلمة الله، هادئا وودودا، حكيما بسيط التعامل، دافئ اللسان خُلُقه القرآن، طيّب الكلام مُريح المقام. وكان أيضا يحتفظ دائما بحبّات الحلوى في جيبه ليهديها للأطفال، وكان اسم المسجد الكبير مرتبطا تقريبا باسمه. وفوق ذلك، كان طويل البال، ذا صبر وأناة، خصوصا مع كبار السنّ من أهل القرية.حليما رقيقا و دافئا
…..(((ابا علي من طرز من الآمة ذهب و لم نعد نراهم … لقد ابقى انطباعا لدينا ان الإمام لا يخطئ و انه يعيش و فق حياة مستقيمة ثرة في السلوك و المناقب و الاخلاق . الى جنات الخلد يا ابا علي الى الله في عليين يرحمك الله رحمة واسعة و لكنك شخص لا تنسى ..
و ها نحن ندعوا لك يرحمك الله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون