صورة الطفل “عمران الحلبي” تطغى على المشهد السوري
طغت صورة الطفل السوري “عمران” الحلبي على الحدث في البلد المضطرب أمس، بعد انتشارها بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للطفل الذي جرى انقاذه من عملية قصف بأحد الأحياء الشرقية بالمدينة.
وتقول بي بي سي، إن “صورة الطفل ظهرت في مقطع فيديو صُور في أعقاب قصف لأحد المباني في مدينة حلب، التي تشهد قصفا شديدا على الأحياء الشرقية منها من قبل الطائرات الحربية السورية والروسية. وقد نشر هذا المقطع مركز حلب الإعلامي عبر مواقع التواصل مساء الأربعاء”.
وبدا الطفل الذي يغطي وجهه الغبار والدماء مصدوما مما حدث لدرجة أنه لا يبكي ولا يصرخ على الرغم من أنه مصاب في رأسه إصابة تبدو سطحية، مما كان نقطة نقاش العديد من وسائل الإعلام الذين وصفوا تعابير وجهه كرمز للأهوال التي تحدث في مدينة حلب بشكل يومي.
وكانت أكثر اللقطات تأثيرا عندما حاول الطفل مسح الغبار عن وجهه، ليكتشف وجود دماء.
وكان الفيديو اكثر انتشارا في وسائل الإعلام الغربية، التي قالت ان اسمه عمران، يبلغ من العمر خمس سنوات، وقد تم تداول الصورة بشكل كبير من قبل المستخدمين الناطقين بالإنجليزية، وقد كتبت احدى المستخدمات: رؤية صورة هذا الطفل هذا الصباح وأنا في طريقي إلى مكان عملي جعلتني أبكي.”
بينما غرد صحفي سعودي بقوله: “بأي ذنب قصف “عمران” ذي الخمس سنوات؟ صورة هذا الطفل الحلبي توجع القلب. نرى في صورته آلاف الأطفال من ضحايا الحرب.”
وذكرت تقارير إن الطفل وصل لأحد المشافي وتم معالجته، ولكن دون حضور والديه.
سياسيا، أبدت روسيا امس الخميس استعدادها لاعلان هدنة انسانية اسبوعية لمدة 48 ساعة “اعتبارا من الاسبوع المقبل” في مدينة حلب التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة.
واعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف “نحن مستعدون لاعلان هذه الهدنة الانسانية لمدة 48 ساعة اعتبارا من الاسبوع المقبل من اجل افساح المجال امام ايصال المساعدات الى سكان حلب”.
واعتبر ان ذلك يشكل “مشروعا رائدا” يهدف الى “التاكد من وصول التموين الى المدنيين في المدينة بكل امان”.
وقال كوناشينكوف ان “الموعد والوقت الدقيقين سيحددان بعد تلقي الأمم المتحدة المعلومات حول تحضير القوافل والضمانات من جانب شركائنا الاميركيين بانها ستنقل بامان”.
وهذه الامدادات تتعلق بحسب قوله بالأحياء الشرقية في حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل والقسم الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام عبر استخدام طريقين مختلفين.
إحدى القوافل ستنطلق من مدينة غازي عنتاب التركية عبر طريق الكاستيلو وصولا الى القسم الشرقي من حلب، والثانية ستسلك الطريق شرق المدينة وصولا إلى حندرات ثم طريق الكاستيلو لتبلغ الأحياء الغربية.
وأضاف المتحدث أن روسيا مستعدة للتحرك بالتعاون مع الحكومة السورية لضمان أمن القوافل أثناء مرورها عبر الاراضي الخاضعة لسيطرتها لكن “تنتظر ضمانات مماثلة من جانب الولايات المتحدة من اجل المرور عبر الاراضي الخاضعة لما يسمى +المعارضة المعتدلة+”.
وكان مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا دعا إلى هذه الهدنة الانسانية الأسبوعية لمدة 48 ساعة في حلب. واعلن الخميس عدم تمكن اية قافلة انسانية من دخول المدن المحاصرة في سورية منذ شهر بسبب المعارك.