بترا – بركات الزيود- أنهى الأردني سالم العبادي نصف قرن من العمل في الإعلام، من بينها 33 عاما في هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي القسم العربي الذي أوقف بثه يوم أمس الجمعة، بعد 85 عاما من التغطية الإعلامية.
العبادي الذي اختلفت صورته كثيرا بين أول يوم عمل في بي بي سي ولحظة إغلاقها، من مواليد منطقة الصبيحي، ويبلغ من العمر 73 عاما، ودرس مرحلته الابتدائية في بلدة معدي بمنطقة الأغوار الوسطى، وانتقل لدراسة المرحلتين الإعدادية والثانوية بكلية الشهيد فيصل الثاني التابعة لقسم الثقافة في الجيش العربي الأردني في عمان، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة بيروت العربية كلية الآداب قسم اللغة العربية.
يقول العبادي إنه كان أول معار من الإذاعة الأردنية عام 1987 لإذاعة بي بي سي، حيث كان أول تعاون بين مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية وهيئة الإذاعة البريطانية.
يتذكر العبادي تاريخ 1987 جيدا، ويقول إنه التحق في هيئة الإذاعة البريطانية في لندن في ذلك العام، بعد اختبارات ناجحة خضع لها في الإذاعة الأردنية من قبل موظف كبير في لندن اسمه “سام يانغر”.
ويشير إلى مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون آنذاك الأستاذ نصوح المجالي الذي اشترط أن يكون قبوله بداية للتعاون بين “بي بي سي” والمؤسسة، حيث كان أول مبعوث رسمي عن طريق الإعارة من الإعلام الأردني إلى بي بي سي.
ويتابع، “واجهت بعض التحديات في أول أيام لي في العمل بالهيئة البريطانية، حيث أن طريقة العمل مختلفة تماما عن تلك التي كنا نتبعها في الإذاعة الأردنية”، مبينا أن لغة العمل هي الانجليزية، ويتم استقبال الأخبار من غرفة الأخبار الرئيسية وهي في بناية مجاورة، وتتم طباعتها ثم ترتيبها بحسب عناوينها المرسلة من رئيس التحرير في غرفة الأخبار الرئيسية، وكانت طريقة تقديم الأخبار والبرامج لها ترتيب مختلف، وتنشر في الإذاعة والبرامج بالبث المباشر.
ويؤكد أن عمله في الإذاعة في ثمانينات القرن الماضي، كان متعددا ومتنوعا، فقد عمل مذيع أخبار وبرامج وجولات إخبارية، كذلك تولى منصب رئيس تحرير، وعمل مراسلا ميدانيا، ومخرجا إخباريا على الهواء.
وحول وقف بث بي بي سي العربية، عبر العبادي عن حزنه الشديد على إغلاق الإذاعة، وقال إنه وبالرغم من تقاعده قبل عامين وأربعة أشهر لكن قلبه كان دائما مع زملائه في لندن والقاهرة وعمان وبغداد، ومن الصعب أن يتقبل مثل هذا القرار بعد خدمة تجاوزت ربع قرن من الزمان، وهي جزء من نفسه وتبقى في قلبه ومعه دائما.
ويؤكد أن التواصل الاجتماعي تطور كثيرا وأصبح بإمكان حامل الهاتف الذكي أن يسمع الراديو ويشاهد التلفاز ويقرأ التقارير، حتى أن هذا الهاتف يصبح استوديو متنقلا لحامله، ويستطيع أن يكتب ويسجل ويقابل على الهاتف وهكذا تتسابق شركات الاتصالات بالاختراعات والتطوير، وهذا يمنح الجميع القدرة على التطور والخلق والإبداع.
ويبين أن الإذاعة يمكن أن يكون لها بث إضافي على منصات الفيسبوك واليوتيوب وغيرها، بحيث يكون بإمكان أي محطة إذاعية أن تتوسع بحيث تملك موقعين إضافيين أو اكثر، كما أن الكتابة على الرقمي تفتقر إلى الروح وجمال الكلمة وأنه كان مع التوسع في البث لإذاعة بي بي سي وليس الإغلاق.
ويشير العبادي إلى أن من اجمل الصفات التي يجب أن يتصف بها المذيع، هو الإخلاص والولاء لعمله الذي يعمل به، ومن واجبه أن يبذل جهودا حثيثة صادقة لإثبات هذه الميزة الجميلة ويكون ذلك بتزويد إذاعته بخبر عاجل، ليس بالضرورة أن يكون سياسيا، بل يمكن أن يكون في الإسكان، أو في الإعلان عن مشروع كبير يهم الناس.
ويقول إن “بي بي سي” هي هيئة إعلامية مستقلة، وهذا يعني العمل بحيادية ومصداقية والتزام بشرف المهنة والصدح بالحق، مؤكدا أن الناس بحاجة إلى معرفة الحقيقة، وهنا غير مسموح لنا المدح أو الشتم ولا حتى الانتقاد فالالتزام بهذه الفضائل هو من أساس المهنة وقواعدها، أما الولاء للأوطان فهو أمر شخصي، يحتفظ به الصحفي لنفسه.
ويشير إلى أنه عمل في الإذاعة الأردنية عام 1970، وكذلك عمل محررا صحفيا غير متفرغ في كل من صحيفة صوت الشعب، والجمعية العلمية الملكية، ومجلة صوت الطلبة للجامعة الأردنية، ومراسلا غير متفرغ في لندن لوسائل الإعلام الأردنية (إذاعة، تلفزيون، وكالة بترا).
والعبادي متزوج ولديه أربعة أبناء، ولدان وابنتان، وجميعهم تخرجوا من الجامعات البريطانية.