تقول أوساط أردنية إن رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي يتجه لأن يحفر أرقاما سياسية لم يصل إليها أيا من أسلافه الذين شغلوا المنصب الأقرب لجلالة الملك عبدالله الثاني، فهو يتفوق على الجميع في أنه أول رئيس للديوان يصل إلى المنصب الأعلى فيه متدرجا فيه لعقود بين ممراته ومكاتبه، عدا عن أنه أول رئيس “غير سياسي” جاء للتنفيذ الحرفي لدور الديوان الملكي بأن يكون “منفذا لأوامر الملك” التي يصدرها من أجل مَن يحتاجون الملك ويريدون إيصال حاجاتهم وطلبهم إليه، عدا عن أنه أول رئيس ديوان ملكي لم يمارس دورا سياسيا من الديوان لـ”الشغب أو التشويش” على حكومة جلالة الملك.
منذ اللحظة الأولى له في رئاسة الديوان الملكي تيقّن العيسوي بأن الملك اختاره لأمر واحد ووحيد يتمثل في أن يعرف ما يدور في عقل الملك من أفكار وقصص وتعليمات من أجل الأردنيين، إذ كان العيسوي يتابع في الليل والنهار أوامر وتعليمات الملك الشفوية والمكتوبة منها بلا أي تقصير، فمن الطبيعي أن تجد العيسوي في مكتبه في ساعة متأخرة من الليل، كما أنه حدث مرارا أن يكون العيسوي في الميدان في ساعات الفجر الأولى لمتابعة مشاريع ملكية، فيما اللافت الذي يستحق التوثيق أن العيسوي لا يغيب حتى أيام العطل الرسمية عن مكتبه أو الميدان، قد عاد مرارا إلى مكتبه على نحو خاطف لمقابلة أردنيين في “بيت الأردنيين”، فهو أعلن عن “بابه المفتوح” الذي لا يستطيع أن يقول أي أردني إنه كان مغلقا في وجوههم، خصوصا وأن زيارات الوفود لا تنقطع أبدا حتى في أيام العطل.
ورغم هذه المشاغل التي لا تتوقف يظهر “الشاطر أبوحسن” في الأفراح والأتراح لمشاركة الأردنيين أحزانهم، فهو يدخل إلى قاعات المناسبات للتعزية أو التهنئة بدون أي جلبة أو استعراض، وهو ما أهّله لكسب القلوب منذ عشرات السنين، إذ يطلب من الأصدقاء والمعارف مناداته باسم “أبوحسن” بدون أي ألقاب أو رسميات.