(الغطرسه الاسرائليه وأطماعها وتداعياتها على الأردن)
..لم يكن مفاجئاً ولاشيئاً جديداً ان ينشر العدوا الاسرائيلي خرائط وصور وهرطقات بأحقيته ببعض المناطق الجغرافيه قي الاردن وفلسطين وبعض الأقطار العربيه..فهذه الادعاءات تنبع من عقيدته الدينيه والاخلاقيه والاستراتيجية منذُ أن زُرع في فلسطين المغتصبه وهو يحاول التمدد والسيطره على مُقدّرات العرب من بترول وغاز ومصادر المياه والمواقع العسكريه الاستراتيجيه ..ومانفكّ يوماً عن الحديث عنها في داخله وتسويقها خارجه..حتى وصل به الأمر إلى ان يحاول شرعنتها من خلال الأمم المتحدة …وحملها مسئوليه تحت إبطهم اينما حلو وارتحلوا..حتى انعكست هذه المطالبات بشكل واضح فاضح على توجهات السياسه الأمريكيه للإدارة الجديده المماهيه لرغباتهم حين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب…أنّ مساحه اسرائيل صغيره وعليه توسعتها..
من هنا نفهم التنسيق التآم والتخطيط المُبيّت بين الدولتين للتآمر على الدوله الأردنية ..والبلاد العربيه(وهذ معروف.. لكنه الآن اخذ طابع الصراحه والجرأة والوقاحه )..ولابد أننا في ألاردن قد التقطنا الاشارة التي لم تعُد مشفّره بل معَرّفه.. ويجب الوقوف معها طويلا دراسة ً وتحليلا..وإجراء مراجعات عامه شامله ..آمنيه وعسكريه وسياسيه واقتصاديه واستراتيجيه..لتكون الأردن دولة مُهابه مُعدّه عصيةً على كل من يحاول ان يطأؤها غصباً..
لذا يقتضي الكلام والحديث عن مايجب أن تكون عليه بلدنا من الإعداد والعده والتمكين..بعيدا عن الكلام السردي والمجاملات والنقل الصوري لما يقوله العدوّ كأخبار تُنشر وتُبث ويكتب بها اصحاب الاقلام دون الجرأة في الإفصاح عن الواقع وما يجب أن نكون عليه لدرء الخطر القادم والمهدد الوجودي لنا…الدبلوماسية الداخلية والخارجيه حِكمه شرعيه …ولكن مع هذا العدوا وفي هذا الزمان والمكان ..لابد أن تسندها القوه لتجعل منها اداة شرعيه مرعية دوليا تنفع ..والإ ستبقى حملاً وعبأً يُثقل الكاهل.
وكمواطن أردني يُصيبني مايُصيب الوطن سلباً وايجابا …
أقول إن هذه الإجراءات والادعاءات الأستفزازيه آلتي يتخذها العدو بنشر هذه المعلومات والخرائط..تُشير علناً وبوضوح إلى أطماع توسعيه..ونوايا غدريه بعقليه إستعلائيه وفكر استعماري ..واستفزازي..يوجب على الدول العربية وخاصة الاردن بحكم الجغرافيا والسياسية لقربها من العدو..إتخاذ خطوات جاده واستراتيجيه وحقيقيه لضمان وتعزيز أمنها القومي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي..فمثل هذه الادعاءت..والخرائط المزعومه تشكل للأردن وآمنه تهديدا مباشراً لأمننا القومي العربي..وتجاهلاً واضحاً لإتفاقيات السلام الموقعة مع العدو لاسيما معاهدة وادي عربه، علماً بأن التاريخ لم يحفظ يوماً لليهود بأنهم التزموا فيه بعهداً او إتفاق مع الله وعباده.
وهذه الأطماع التوسعيه يمكن ان تأخذنا إلى حالات من الاستنفار والتأهبات .. الأمنيه والعسكريه..والتي يكون لها تأثيرات على الاستقرار الأردني والإقليمي لاسيما الاقتصادي…الذي يؤرّقنا كبلد يُعاني اقتصاديا..وهذا يصاحبه تصعيد سياسي..يوجب العمل الدبلوماسي في المحافل الاقليميه والدولية..لتفنيد تلك الادعاءات الكاذبه.
وكل هذه المتاعب التى يخلقها العدوا لنا تستلزم حشد الطاقات السياسية والبشريه وأولاها التعاون مع الدول العربيه الفاعله لبناء مواقف موحده لمجابهة السياسات الاسرائليه.
وفي مثل الحالات العصيبه لابد من تعزيز وتقوية الجبهة الداخليه الأردنيه سياسياً واجتماعياً واقتصادياً..فتعزيز الحريات السياسية وتوسيع دائرة المشاركه الشعبيه لتعزيز ثقة المواطنين بالحكومه.ومما يجب الالتفات اليه بمثل هذ المواطن لبناء المنعه للدوله تنويع الاقتصاد وزيادة مرونته والحد من الاعتماد على المساعدات الخارجيه لكي لايبقى البلد مُرتهن بالمخاطر الخارجيه.
أما في جانب الاعداد المادي على الارض لمواجهة العدو فلا بد من الاعداد الحقيقي والصحيح المبني على أُسس عقائديه كفيله بالحشد المعنوي والمادي..وخلق تعبئه حقيقيه وواقعيه للطاقات المتاحه وادارتها و توظيفها لخدمة وحماية الوطن..فلابد من التسليح الحديث وتطوير القدرات والمهارات..التي تضمن بإذن الله التفوق في الميدان..فالتكنولوجيا الحديثة ضروريه لتعزيز وتطوير القدرات..ولابد من الرديف من خلال بناء الشراكات الحقيقيه (المتوازنه لا التبعيه ) مع الدول العربية والإسلامية والإقليمية…وذلك من خلال طروحات مشتركه وموحده لمواجهةالأطماع الاسرائليه ..ماخلا (الدول الاوروبيه وكبيرها الذي علمها السحر امريكا)لانها لم تكون يوماً من الايام في كفة من يعادي اسرائيل.
فالوضع إذاً يتطلب نهج شمولي جديد يجمع العُده العسكريه ومتانة الجبهة الداخليه..لتكون رافعة قويه للسياده الوطنيه ..وافشال التهديدات الخارجيه…وعلى ذكر الدول الأوروبية وكبيرها الذي علمها السحر أمريكا …مثل هذه الدول لايمكن الاعتماد عليها كمصادر رئيسيه للتسليح والتدريب العسكري..وقد تشكّل نقطة ضعف استراتيجي لكل من يعتمد عليها بشكل مفرط من الدول العربية..لأن هناك تحيز واضح أوروبي امريكي تجاه اسرائيل سياسي وعسكري (والحرب على غزه شواهد فاضحه واضحه على ذلك)،فهذا يتطلب تنويعا لمصادر التسليح والشراكات الاستراتيجية لضمان القدره على الدفاع عن المصالح الوطنية وحماية الحدود والسياده.
فاسرائيل حليف استراتيجي أساسي لإمريكا وأوروبا في الشرق الأوسط (وهراوه بيدهم تهوي بها على رؤوس الدول العربية)وبالتالي التزامها بالدفاع عن الأردن مشكوك فيه..فتزويدها لعشيقتها اسرائيل بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا إلزام عليها..بينما غيرها تزوّده بأسلحة أقل تقدما وغالباً ماتكون بقيود وشروط..وقد يكون مستعملاً مستنفذا..فمصالحها وسياساتها منسجمه مع مصالح اسرائيل.
وهذ بالطبع يُحتّم تنويع مصادر التسلّح للتحرر من الضغوط السياسيّة…ويقلل من خطر فقدان الإمدادات في حال نشوب الخلافات والأزمات السياسية ،علاوه على القدره على الجمع بين قوى دوليه في التسليح والتعامل معها بمرونه مما يُعزز المواقف السياسية والاستراتيجية للدوله.
فهناك خيارات استراتيجية لتنوع التسليح والتحالفات ..مثلاً روسيا لديها أنظمه دفاع جوي معروفه بها فعاله في صد الهجمات الجوية ولديها طائرات حربيه…ذات قدره عاليه..وبتكلفه اقل مقارنه بالطائرات الغربيه.
الصين مثلاً من اوائل الدول المتقدمه في صناعة الطائرات بدون طيار…وهي من ادوات الحروب الحديثه ولديها قدرات تكنلوجيه حديثه هائله،حتى دول أمريكا اللاتينية كالبرازيل مثلا يمكن التعامل معها…ويمكن ايضاً لهذه الدول وأمثالها إنشاء شراكات استراتيجية ..ودون ان تدُس أنفها في الداخل العربي.
في النهايه مايطمح اليه كلٌ ابناء الوطن الاردني ان نرى وطنّا عزيزيا مُصانا بجيش مُدرّب قوي بكافأة عاليه كما عهدناه..بقيادته الفذه..يمتلك تكنلوجيا العصر من السلاح المتقدم من مصادر متنوعه ومتعدده حديثه ومتطوره..تزيد من كفاءته وقوته وقدرته على ان يرسل رسائل واضحه لأي جهة تفكر بتهديد امننا وإستقرار وطننا
الغالي الأردن.
د.ابراهيم الحسن النقرش