النائب السابق العجارمه: العيسوي وحديث الشارع
لقد انهالت الكتابات والتعليقات على هذا الرجل منذ ان صدرت الارداة الملكية بتعيينه رئيسا للديوان الملكي العامر بوصفه ونعته بصفات عدة لا نستحي او نخجل منها سواء أكان مجندا عسكريا في صفوف جهاز الشرف والبطولة (القوات المسلحة الاردنية) او نعته بكوى او ما الى ذلك؛
وعندما تابعت كل الكتابات والتعليقات التي انهالت على العيسوي تبين انه من ابناء الحراثين الذين عانوا الامرين في هذه الحياة فهو يعرف هموم الاردنين وخصوصا الذين يكدحون ويكسبون عيشهم بعرق جبينهم، فقد تقلد هذا الرجل عدة مناصب؛ وما يلفت الانتباه انه كان رجل ميدان ويتابع تحقيق مسؤليات الوظيفية ويتابع بكل أمانة ما يقتضيه واجبه، فقد عرفته مسؤلا عن المبادرات الملكية ووجدته يمتاز بالانصات والدماثة في التحدث والمخاطبة وقدرة عالية على متابعة العمل من ساعات مبكرة وحتى ساعات متاخرة من الليل وبدون استعراض اعلامي، بالاضافة لايمانه المطلق بالتواصل مع الاخرين وفتح باب مكتبه للجميع، واثبت ان ابناء الحراثين يستحقون ان يقلدوا مناصب ويحملوا امانة المسؤلية وما اوصله الى ما وصل اليه الا تفانيه واخلاصه في الواجب، وفي الوقت الذي انهالت عليه الاتهامات وكثرت الاقاويل؛ فأنني لا ادافع عنه ولكن اقول ان ابواب القضاء مفتوحة ومن لديه اتهام واوراق تثبت تجاوزات لدى هذا الرجل فليقدمها والا سنبقى نحارب الناجح ونثبط من عزيمة اصحابه.
والحق يقال ان أبواب الديوان الملكي عندما كانت مغلقة امام الاردنيين وكان الديوان بعيدا عن الناس بعد ان كان دولة فيصل الفايز قد فتحها وحسن صورتها واوصلها لان تكون بيتاً لكل الاردنيين وملاذاً لكل سأل ومن ثم خلفه لسنوات طويلة المتورثين من ابنا الذوات والذين حجبو الرؤى ووضعو العراقيل وحقنوا سمومهم لخدمة غاياتهم، كان العيسوي ينشط ويتواصل ويبقي بابه في الديوان العامر مفتحوا، اما وقد وقع عليه الخيار ليكون رئيسا للديوان الملكي، وهي وظيفة يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة وتخص جلالة الملك بان يختار حاجب له ورئيسا لديوانه؛ رجلا ميدانيا يتحسس هموم الاردنيين وقادراً على تجاوز العثرات والفجوات التي احدثها من سبقه والحرص على القرب من الناس وفتح ابواب الديوان للاردنين الذين عانو الامرين؛ وهذا الشخص ‘يوسف العيسوي’ يتقن فتتح الابواب ويستمع للجميع ولن يحجب الناس عن سيد البلاد؛ كما ان جلالته يعرف جيدا وعن قرب العيسوي ويعرف اداءه ويعي عزمه ويدرك اسلوب تعامله مع الناس ومدى مصداقيته في نقل الرسائل للملك.
في هذه المرحلة ونحن نطالب بأن يكون لابناء الحرثين دوراً في مناصب الدولة وبدلا من ان نجلد الرجل وننهال عليه بشتى قوالب الذم والتحقير وهو اردني بسيط وطموح تدرج من اسفل الهرم ليصل الى رأسه؛ ولنترك له الفرصة للعمل كما عهدناه ونترقب أداءه كحاجب أمين للملك ورئيس لديوانه لنترقب ونتابع كيف سيكون ديون جلالة الملك ونلاحظ التغيير في استقبال الاردنيين وايصال همومهم ومطالبهم، وعندما لايتحقق ذلك ولم يلعب الدور الذي يجب ان يكون عليه عندها نسن رماحنا والسنتنا لنصرعه ولا ندخر جهدا في افشاله، رغم انني اجزم من سيرة الرجل في الفترة الماضية انه رجل ميدان بامتياز ويستمع لكل الهموم ويستطيع العمل كرئيس للديون بكل اقتدار ولن يترك الشارع يصل الى حالة من الاحتقان والتوتر حتى ينفجر غضبا.
صحيح ان يوسف العيسوي لا ينتهي اسمه بعشيرة من العشائر الشرق اردنية؛ ولكن العيسوي اردني وابن عائلة محترمة يتشرف بأردنيته، ونحن لا نحاكم الاردنيين بالعشيرة بل باخلاصهم للوطن وقائده والذي اراد ان تكون مؤسسات الدولة وعلى رأسها ديوانه اقرب للشعب لتقربهم من جلالته وتوصل همومهم، وكلنا يتذكر تحرك جلالة الملك في رمضان ووقت الافطار وتجواله في شوارع عمان ويتحسس هموم رجال الامن العام والمواطنين.
ألم يئن الأوان لأن نحاكم الاشخاص لانجازاتهم وما قدموه للوطن ونترك الفرصة لأصحاب الانجاز ان يقدموا ما يستطيعون، لقد نجح كمدير للمبادرات الملكية والايام ستثبت مدى نجاحه كرئيس للديوان العامر، فالملك للأردنيين وديوانه ديوان الاردنيين جمعا بغض النظر عن منابتهم وأصولهم .