دان مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين اقتحامات المتطرفين اليهود لباحات المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف التي ازدادت وتيرتها بعد قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، الذي نفى وجود أي علاقة للاحتلال الإسرائيلي بالمسجد الأقصى المبارك بأسواره وباحاته وأسفله.
وحذر المجلس من “تبعات قرار سلطة الآثار في حكومة الاحتلال الداعي لمشاركة كل شاب يهودي قبل التجنيد بالحفريات أسفل المسجد الأقصى، واعتبار ذلك واجباً وطنياً، إضافة إلى مشاركة جمعيات استيطانية بالبحث والتنقيب عن بقايا هيكلهم المزعوم، في محاولة لإثبات أي وجود لهم في القدس والمسجد الأقصى المبارك”، مشيرا الى مشاركة رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي شخصياً في أعمال هذه الحفريات.
وبين أن هذه الحفريات تنذر بانهيار وشيك للمسجد الأقصى المبارك والمباني المجاورة له في أي لحظة، لا قدر الله تعالى، الأمر الذي يستدعي يقظة الأمة والقيام بواجبها تجاه مسرى نبيها وقبلتها الأولى.
وجدد المجلس دعوته إلى أحرار العالم أجمع بضرورة وضع حد فوري للحفريات حول المسجد الأقصى وأسفله، ووقف اقتحاماته، واتخاذ كل الإجراءات والسبل الممكنة لتحقيق ذلك، ولجم الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته السافرة، التي تمارس بوحشية ضد المسجد الأقصى المبارك بخاصة، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين بعامة، إضافة إلى الاعتداءات المتواصلة على أبناء الشعب الفلسطيني العزل إلا من إيمانهم بالله تعالى، وعلى الأرض الفلسطينية بحجرها وشجرها وبشرها، حيث يتعرضون لأبشع جرائم القتل والتنكيل والتخريب والتدمير، محملاً سلطات الاحتلال الإسرائيلي تبعات هذه الممارسات التي تجاوزت كل الحدود في استفزاز لمشاعر المسلمين على مستوى العالم أجمع.
من جانب آخر؛ رحب المجلس بقرار لجنة التراث العالمي التابعة لـ “اليونسكو” بخصوص المسجد الأقصى المبارك والقدس، الذي يؤكد عدم شرعية أي تغيير أحدثه الاحتلال في بلدة القدس القديمة ومحيطها، ورفض مصطلح (جبل الهيكل) التي تحاول سلطات الاحتلال فرضه بديلاً لمسماه الحقيقي (المسجد الأقصى المبارك)، مطالباً بالوقف الفوري لأعمال الحفريات غير القانونية التي تنفذها مجموعات المستوطنين بطريقة تمثل تدخلات صارخة ضد آثار القدس.
وندد المجلس باعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مقبرة باب الرحمة، وتكسير عدد من شواهد القبور الإسلامية فيها، مبيناً أن مقبرة باب الرحمة إسلامية تاريخية، وتحوي بين جنباتها رفات الصحابيين الجليلين عبادة ابن الصامت وشداد بن أوس، رضي الله عنهما، كما دفن فيها عدد من علماء مدينة القدس والشهداء الأبرار.
واكد ان لهذه المقبرة أهمية خاصة لدى المسلمين، إضافة لحرمتها كمقبرة لموتاهم، مشيرا الى ان قرار المس بها خطير ومدان بكل المعايير، لأنه يمس الأماكن المقدسة الإسلامية التي لا يحق لأي جهة غير الأوقاف الإسلامية التدخل فيها .
واشار إلى أن سلطات الاحتلال تمعن بهذه الغطرسة، مستغلة حالة الانشغال العربي والإسلامي، والصمت الدولي، والشرخ الفلسطيني لتحقيق مآربها، وهي بهذه الاعتداءات تنتهك القوانين الدولية التي تفرض عليها كسلطة قائمة بالاحتلال احترام حقوق الملكية وأصحابها.