ماذا يحدث حين يتصارع « الخير والشر» في دراما مؤثّرة ومشوّقة من خلال عمل اشتاق اليه الاردنيون واعني مسلسل « تل السنديان» للمخرج حمّاد الزعبي وكتابة محمد الحجاحجة .
وقد اعادنا مسلسل « تل السنديان» الى زمن الفن والدراما الاردنية التي تشبهنا وتحمل همومنا،حتى لو كانت احداثها في « الخمسينيات».
المسلسل يقوم ببطولته نخبة من الفنانين من اجيال مختلفة وتدور احداثه في «قرية «اردنية ،تم التصوير في قرية « شطنا» شمال المملكة. وذلك نظرا لطبيعة المكان الذي لا يزال يحتفظ بماضيه وتراثه القديم.
حيث نجد « الاقطاعي» / جلاّد، ويجسّد الدور الفنان جميل براهمة، بما تحمله شخصية «البرجوازية»،من تطلّعات لتسخير خيرات القرية الى ممتلكاته. وتساعده في تحقيق مآربه زوجته ،تجسّد الشخصية الفنانة امل الدباس.
وفي المقابل نجد «الخير « تجسّده شخصية « فلاَح» او الفنان القدير محمد العبّادي وزوجته التي تجسدها الفنانة نجلاء سحويل.
وبينهما، قطبيْ « الخير والشر» ، نجد « المختار» بما تحمله نفسه من صفات تسعى الى مصالحها من خلال « التواطؤ « مع « جلاد» القرية.
ويستحوذ المسلسل على اهتمام المتابعين بما يتضمنه من ماض جميل،مفعم برائحة القرية الطيبة والتي حرص المخرج على ابرازها مثل «خبز الطابون» و»الراعي والاغنام» و» المُدرّس» ، الفنان احمد العمري،وبيّارات البرتقال والليمون ،مع وجود شخصية تمثّل «أداة الشرّ « ويجسدها الفنان محمد عوّاد،ذراع و»جاسوس» الاقطاعي» جلاّد».
وتبدو الصورة في اجملها من خلال «صبايا» القرية و»ستّاتها.
الفنانة نادرة عمران « زوجة المختار» والفنانة اريج دبانة التي يسعى «المختار» لتكون زوجته الثانية. والفنانة لونا بشارة والفنان وسام البريحي وايضا الفنانة عُلا ياسين «نجمة المستقبل» وغيرهم.
وتتعمق الاحداث في الحلقة الرابعة عندما يقوم «جلاّد» بربط «سند» ابن «فلاح» في «مستودع» بيته بعد ان رآه مع ابنته الدكتورة/ لونا بشارة التي تقع في غرام «سند» غير آبه بالفوارق « الطبقية» بين اسرتها واسرته.
احداث
ان ابراز « مفردات» القرية و» اكسسواراتها» ، فنيّا،تعيدنا الى الحياة البسيطة التي افتقدناها في ،خاصة عندما يقدمها ويسخّرها المخرج من خلال اللقطات المدروسة،بما يُغني تفاصيل الاحداث خدمة للعمل بشكل عام.
وقد ساعدت طبيعة القرية على منح العمل دفئا انسانيا،كنا نتوق اليه منذ زمن بعيد.
اما الموسيقى التي ابدعها الفنان / المطرب والملحّن رامي شفيق فقد جاءت منسجمة مع روح العمل والحكاية،خاصة بما يتمتع به صوت الفنان شفيق من امكانيات تناسب هكذا احداث.
ولا بد من التنويه بالتوزيع الموسيقي للفنان فادي فحماوي الذي قام بتوزيع موسيقى «الشارة».
اما اساسا العمل فهو الكاتب محمد الحجاحجة الذي اشتهر بقصيدة « العارضة» وسيق لنا، كمشاهدين، ان عرفناه من خلال كتابته لمسلسل « مخاوي الذيب». وله الفضل في عودة الدراما الحقيقية الى شاشة التلفزيون الاردني الذي يستحث الثناء لانتاجه مثل هذا العمل الجميل.