بقلم : د.ضيف الله الحديثات
لم نقدم جديدا اذا قلنا ان حالة من التفاؤل وطيب الخاطر تسربت لنفوس الكثير من الاردنيين، بعد ان انضم معالي جمال الصرايرة للحكومة نائبا اول للرئيس، مستندين لذاكرتهم عن الرجل فهو الذي ولد في المزار وترعرع في جبال ووديان الكرك، فلا تكاد قرية في الجنوب ما حصد او رعى فيها، ولم يولد الرجل وفي فمه ملعقة من ذهب، كيف لا نثق به وهو يعرف تفاصيل حياة الاهل في الريف والبادية والمخيمات ويعلم ان بعض الاسر غاية المنى لديهم منسف دجاج يوم الجمعة او ‘سطل’ حلاوة او تنكة دبس لمساعدة اجساد ابنائهم النحيلة على طرد برد الشتاء.
معالي ابو محمد الوزير القريب من النفس، مدرسة تحتذى ومنهاج عملي ناجح، آمن ان العمل والاجتهاد عبادة وان الانسان لا يتقدم الا اذا وضع أمام عينيه هدفا ساميا يسعى لتحقيقه، حارب الكسل والتخاذل، فمن مدرسة الهاشمية في الكرك الى الكويت طالب جامعي نجيب الى ويلز البريطانية، حيث العلم والحضارة الى الصحارى السعودية وشركة ارامكو، فالنجاح الذي يحققه يتبعه نجاحات اخرى .
نعم هو اضافة نوعية لحكومة الملقي لأنه جاء في الزمان والمكان المناسبين، فالحكومة تحتاج لأصحاب الهمم العالية والقامات المرفوعة في هذا الوقت اكثر من اي وقت مضى، لتسير على طريق الانجاز والاعتماد على الذات ولتوثق علاقتها مع المواطنين، من خلال وزراء مقبولين شعبيا ويتمتعون بقوة الطرح والحجة، ويعلمون أنه بالطيبة والمودة تأخذ ما ترغب من الاردني على مبدأ ‘لاقيني ولا تغديني’ .
طريقه لم يفرش بالورود ولم تخالط مجالسه السيجار الكوبي و’الاحمر الفرنسي’، لا بل كان وزيرا متقشفا واصل الليل بالنهار من التحدي والعمل الدؤوب، حتى وضع وزارة الاتصالات والبريد على طريق التقدم والتطور قبل عشرين سنة ونيف، كما كان برلمانيا لم يشق له غبار ورئيسا لمجالس ادارات كثيرة وكان اخرها شركة البوتاس العربية، فكان يجوب الاغوار تحت اشعة الشمس، يشجع ويراقب العمال ويبحث عن اسواق تصديرية في كل دول العالم، في الوقت الذي كان الاكثر انفاقا على المجتمع الاردني، من خلال الجمعيات والنوادي والمؤسسات من منطلق المسؤولية المجتمعية، فلا تكاد مدينة او قرية اردنية، الا نالها نصيب من دعم البوتاس، وكان يردد مقولة ‘المركب اللي ما به لله يغرق’ في الوقت الذي حققت الشركة بعهده ارباحا وفيرة .
سيدي الصرايرة، الوطن سفينتنا الكبيرة بقيادة جلالة ابو الحسين اطال الله عمره، ستبقى تمخر البحر رغم العواصف والاعاصير، وستصل الى المبتغى بعون الله فانت احد الجنود الاوفياء لوطنك ولسيد البلاد ومحط ثقته، فجولاتك بين المحافظات الاردنية اليوم، وتفقد احوال الناس ووضعهم بما يجري والاستماع لمطالبهم، والعمل على تنفيذ بعض المشاريع الانتاجية التي من شأنها ايجاد فرص عمل، وتأكيدكم الدائم على الانتاج التصديري، لرفد موازنة الدولة، نعم انت كما اراد ابو الحسين رجل ميدان فجولاتك في المحافظات الاردنية تتسم بالدفْ والمودة والاستقبال الحار من الجميع، بجهدك بدأ جليد العلاقة بالانصهار والذي تكون لغياب الشفافية بين طرفي المعادلة الحكومة والمواطن حيث اخذت تنجلي معالمها وتتضح اكثر .
نائب الرئيس انت مثل كل السياسيين المحترفين لا توجد لك حياة خاصة ، لكن يكفي ان نقول’ الصرايرة’ فيعرف الجميع بانك المقصود، فانت احد ابرز المرجعيات التي لا يمكن تجاوزها في المشهد السياسي الاردني المعاصر، حجزت لنفسك تذكرة دائمة مشحونة بالولاء والاخلاص للوطن والقائد، فأصبحت تملك مشروعا سياسيا وطنيا بامتياز، من خلال قنوات الحوار مع الراي الاخر والاصرار على تنفيذ التوجيهات الملكية، وتقديم الافضل للوطن والمواطن .
دمت سيدي ودام الوطن والقائ