جمعية التنمية للإنسان والبيئة الاردنية تنظم مسيرا في غابات جبل برقش ووادي بيرا
كتب : احمد الشريدة – رئيس الجمعية –
لمناسبة يوم البيئة العالمي نظمت جمعية التنمية للإنسان والبيئة مسيرا في غابات برقش ووادي بيرا في لواء الكورة يوم السبت 13/05/2016 م ، فقد تجمع المشاركين وعددهم( 25) من اعضاء الجمعية وأصدقائهم ورئيس وعدد من اعضاء (جمعية الحصن للتراث الشعبي) السيد سامح محمد الحتامله ورئيس وعدد من اعضاء (جمعية ” تلامذة وادي الاردن السياحية “) السيد ايمن الهياجنة وعدد من المهتمين بقضايا البيئة والتراث وأصدقائهم ومن مختلف الاعمار في منطقة خربة ” الحاوي” ، واستمعوا الى شرح من السيد احمد الشريدة رئيس الجمعية حول المنطقة فأشار الى ان خربة ” الحاوي” الأثرية تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من لواء الكورة , وهي قرية تراثية مبنية على هضبة تشرف على ما جاورها وترتفع حوالي( 830) مترا فوق مستوى سطح البحر , وهي بذلك تشرف بصورة بانورامية على إقليم شمال الأردن وشمال فلسطين وجنوب لبنان وجنوب غرب سوريا ,و تمتاز القرية بالمناظر التراثية والطبيعية الخلابة وبأنها محاطة بالأشجار الحرجية الدائمة الخضرة من جميع الجهات, وتضم العديد من المساكن والمباني الأثرية والتراثية من العصرين المملوكي والعثماني والتي ما تزال تحافظ على طابعها المعماري, إضافة إلى مسجد ومقام سيدنا الحاوي , وبركة أثرية مستطيلة الشكل لجمع مياه الأمطار , وتمتاز ” الحاوي” بمناخها اللطيف وفاكهتها الصيفية اللذيذة , وتوفر هضبة الحاوي جاذبية فريدة ومثاليه لهواة الاستمتاع بمنظر غروب الشمس في الأفق وفي مختلف فصول السنة.
واصفا المكان بانه ” الحاوي” موسيقى التاريخ المعزوفة على نبض الحجر , نشيد الآلهة ,جمرة الروح الأردنية في كانون أيامنا العتيق.
وأكد أن أزهار الأقحوان الأبيض المائي البرية” لا تعيش في كل منطقة حوض شرق البحر الأبيض المتوسط إلا في بركة الحاوي الأثرية.
ثم انتقلوا سيرا على الاقدام مخترقين غابات برقش عبر وادي بيرا واستمعوا الى ايجاز وافي قدمه السيد احمد الشريدة رئيس الجمعية حول الغابة فأشار الى تقع غابات برقش الطبيعية في الجزء الجنوبي الشرقي من لواء الكورة وعلى مساحة تقدر ب (12) ألف دونما , وتعتبر من أجمل المناطق الطبيعية الريفية الهادئة في الأردن , وهي ذات بيئة خلابة ساحره في تنوع غطائها الغابي والنباتي, حيث يسود نمط غابات كثيفة من السنديانات والأشجار العريضة الأوراق والدائمة الخضرة التي تغطي جبالها وأوديتها ويتخللها أنواع شجرية وعشبية أخرى, حيث يوجد فيها ( 47 ) نوعا من الأشجار الحرجية الطبيعية والتي من أهمها البلوط (الملول )( الشجرة الوطنية للأردن) , القطلب( القيقب) Maple))- حيث يوجد في وادي ” بيرا ” اكبر غابه له ليس في الأردن فحسب بل الى الشرق من المتوسط – , والبطم الفلسطيني , الزعرور, العبهر, الخروب, الشربين, البلان, الدوم, الزان, الميس , السرو , الدوم, السدر ( النبق ), والصلمون والسماق والشوح والزعرور, والأرز, والصنوبر وهي تشكل آخر امتداد لغابات الصنوبر في شمال الكرة الأرضية . وتمتاز بطابع جمالي نادر لم تطله يد الإنسان ويلبي الكثير من رغبات محبي الطبيعة , حيث المواصفات الطبيعية والمناخية المتنوعة والمتعددة من غطاء غابي ونباتي كثيف حيث الهدوء والسكون والطقس الجميل والهواء النقي البارد النظيف والطرق الريفية الطبيعية, ومشاهد طبيعية رائعة عبر الجبال والأودية والتلال حيث تعتبر مكانا مناسبا لمحبي المشي في الطبيعة والتخييم إضافة إلى مشاهد ومناظر طبيعية بكر لهواة التصوير الفوتوغرافي , فالمناظر الطبيعية الخلابة التي تقدمها هذه الغابة بجمالها وممراتها الجبلية تكفي لتفتن الزائر وتحثه على التفكير في العودة إليها
وأكد أن غابات برقش تمثل البقية الأخيرة من الغابات البرية الطبيعية التي كانت تغطي شمال الأردن في ألازمنه الماضية , هي من أجمل الغابات الطبيعية في الأردن قاطبة وأكثفها , اذ تقدر كثافتها بين 70-80 % من مساحة الدونم الواحد، في نهايةالمسار تفيء المشاركين في ظلال احد اشجار السنديان المعمره وتناول طعام الغداء من التراث الكوراني المحلي وسط تبادل اطراف الحديث حول اهمية الغابات وضرورة المحافظة عليها وحمايتها من العبث والأخطار البشرية والكونية المختلفة .