كتب : همام فريحات
يُعتبر خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في الأمم المتحدة من اللحظات البارزة التي ينتظرها العالم، حيث يحمل الملك رؤية واضحة حول دور الأردن في الساحة الدولية وقضايا المنطقة. كأردني، أشعر بالفخر والاعتزاز في كل مرة يقف فيها جلالته على هذا المنبر العالمي، حيث يعكس خطاب الملك دائمًا قيمنا الوطنية والإنسانية، ويُظهر للعالم صورة الأردن الحقيقية، كدولة تدعو للسلام، الحوار، والعدالة.
عندما يتحدث جلالته في الأمم المتحدة، يعبر عن صوت المنطقة بأكملها، وخاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. لا يخفى على أحد أن الملك عبدالله الثاني هو المدافع الأول عن حقوق الشعب الفلسطيني، ودائمًا ما يؤكد في خطاباته على أهمية الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين. في كل مرة يستمع العالم إلى الملك، نرى كيف يجسد قيم العدالة، وحقوق الإنسان، ورفضه القاطع لأي حلول جزئية أو مؤقتة. وبالنسبة لي، كأردني، أشعر بالفخر لأن قيادتنا لا تزال ثابتة في موقفها تجاه هذه القضية العادلة.
ومن الجوانب الأخرى التي تميز خطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة هو دعوته المتكررة لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. فرغم كل التحديات التي تمر بها المنطقة، يبقى الملك عبدالله الثاني حاملاً لراية الأمل، مؤمناً بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل النزاعات. هذا الالتزام بالسلام ينعكس أيضًا على سياسات الأردن الداخلية والخارجية، حيث يسعى جلالته باستمرار لتجنب الصراعات والدفع نحو بناء جسور التفاهم بين الشعوب.
ما يعجبني بشكل خاص في خطابات جلالة الملك هو الواقعية التي يتحدث بها. فهو لا يغفل التحديات الاقتصادية والإنسانية التي تواجه المنطقة والعالم، بل يطرح دائمًا حلولاً واقعية وشاملة. فعندما يتناول الملك قضايا مثل الفقر، اللجوء، والتغير المناخي، نشعر بأنه قائد عالمي يشارك بفعالية في إيجاد حلول لهذه المشكلات. كمواطن أردني، يجعلني هذا أشعر بأنني جزء من دولة تساهم في معالجة التحديات العالمية وليس فقط المحلية.
ومن الجانب الشخصي، كلما استمعت إلى خطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة، أشعر بالفخر بأنني أنتمي لدولة يقودها قائد يتمتع بهذه الرؤية الثاقبة والإخلاص تجاه قضايا الإنسانية. ففي وقتٍ يشهد فيه العالم انقسامات وصراعات متزايدة، يبقى جلالة الملك نموذجًا للقائد الذي يؤمن بقوة الحوار، التعاون الدولي، والتفاني في خدمة القضايا العادلة.
في الختام، خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في الأمم المتحدة ليس مجرد كلمات على منبر عالمي، بل هو رسالة أمل ودعوة للسلام والاستقرار، تعكس روح الأردن الحقيقية. كرجل دولة وإنسان، يجسد الملك في كل مرة القيم التي نفتخر بها كأردنيين، وأشعر بفخر واعتزاز كبيرين لأنني تحت قيادة حكيمة تعمل دائمًا من أجل مستقبل أفضل للجميع.