دور الإعلام في إدارة الأزمات
عدنان متروك شديفات
يلعب الإعلام أدواراً عديدة في الحياة ، ومن ضمن تلك الأدوار إدارة الأزمات ، وهو التعامل مع الأزمة بمنهج علمي وليس من خلال سياسة الفعل ورد الفعل، وحينما يتعلق الأمر بمصير الوطن ومحاولة زعزعة أمنه واستقراره وجره الى حافة الهاوية فالدور الهام المطلوب من الإعلام هنا هو مواجهة ومجابهة أصحاب الفكر المتطرف المنحرف والأفكار الظلامية والمنظمات الإرهابية قبل الوصول الى مجتمعاتنا من باب الوقاية من اؤلئك اللذين يحترفون صناعة الأزمات التي ترمي بظلالها هنا وهناك بين الحين والآخر وتعمل على زعزعة أمن المجتمعات الآمنة مما يضاعف عليهم الكلف المالية والاجتماعية والنفسية .
ومن هنا فأن دور الإعلام يتعدى مرحلة نقل الأخبار والصور في كل مكان بالعالم الى لعب دور هام وحيوي ووظيفي ، وهو دور التوعية في إدارة الأزمات وأهميته .. كيف يكون ذلك ؟؟ يكون ذلك من خلال المسؤولية التي يتحملها الإعلام الواعي ومسؤوليته تكمن في الدفاع عن القضايا الهامة المصيرية التي تتعلق بشؤون الوطن أمنه واستقراره، فهو أرتضى أن يكون ذو مسؤولية كسلطة مهنية لها موقعها الوظيفي الهام ودورها ومكانتها ما بين سلطات الدولة ، ومطلوب منه في هذا الدور تحقيق أعلى درجات الاستقرار المهمة بأدواته وغير ذلك سيكون هناك فوضى لأن التخلي عن المسؤولية هو فوضى .
عندما لا تكن جزءاً من الحل بطبيعة الحال أنت جزء من المشكلة ، ومن هنا يجب التركيز على دور الأردن الحيوي والمحوري في التحدث عن عدالة القضية فنحن لسنا بمعزل عما يدور حولنا ولا يجوز سد أذاننا عما يدور حولنا في محيط ملتهب غير آمن وهنا يكون واجب الإعلام ان يركز على الأولويات ويدحر الإشاعة التي باتت تؤرق مجتمعاتنا وناراً تشعل الهشيم وهي من يمنح فراغاً فيزيائياً لإطلاق الأحكام المسبقة ، فإذا ما تنبهنا إليها وما واجهنا تلك الإشاعة بالوعي الذي لطالما تحلى به الأردنيين لحين الوصول الى دقة المعلومة الحقيقية بالتأكيد لن نصل الى نتيجة إيجابية .
أن للإعلام دور في أدارة الأزمات يتطلب منا عدم انتقاء السلبي والتركيز عليه ، وتهميش الايجابي وزحزحة جسور الثقة فيه ما بين الإعلام بمؤسساته المختلفة الرسمية وغير الرسمية والمواطن ، وان يكون هناك تبني لتربية وثقافة إعلامية وطنية لا يتم التعامل معها إلا من بوابة السلم والأمن المجتمعي والانتباه إلى الدور التحليلي للمعلومة لا الاهتمام على سبيل المثال بما ينقل مباشراً من خلال الهواتف النقالة لإحداث معينة لأن ذلك الأمر مرهون بمقدرتنا على إدارة ملفاتنا وشؤوننا الإعلامية بمنح ادوار أكثر لمن هم ذو كفاءة وكفاية ودراية في إدارة ملفات إعلامية وطنية هامه كإدارة الأزمات للوصول بالوطن الى بر الأمان ، والتساؤل الم يئن الأوان بالعمل على صياغة إستراتيجية إعلامية وطنية ترسم سيناريوهات متكاملة لكافة الاحتمالات المتوقعة لإدارة الأزمات في المستقبل .