زمن تقطعت فيه أوصاله…و خذل فيه قادته أبناءه
كتب : سفاح الصبح
بحنين بالغ نستذكر – كما في كفرنجة و غيرها – مظهرا إنسانيا راقيا و زمنا جميلا راحلا كان الناس فيه يجتمعون دوريا بأمكنة خاصة تسمّى المضافات أو دواوين الزعامات أو الوجهاء أو المخاتير يتبادلون فيه المحبة و يستديمون فيه الخير و يحلون من أمر الناس ما يحلون و يقضون فيه ما يقضون
كان مظهرا متقدما جدا حيثما يتجمع الناس في مضافات القادة الاجتماعيين أو السياسيين بكرمهم و احتمالهم ما يشكل بوقته للناس مدرسة مفتوحة من المعرفة و التجربة و فضاء لتسجيل الذكريات الجميلة و موطنا لتخرج الرجال و مصدرا للتاريخ
و أما اليوم و في مناطقنا خصوصا نقف على أطلال الماضي الذي لم يوصله أبناؤه بالحاضر حيثما يندر أن تجد اليوم قادته يشرعون دواوينهم لاستدامة التجارب و عقد التواصل حتى بات المجتمع متقطعة أوصاله متفرقة أجياله ما فت في عضد التضامن و التآلف و أضعف من تشكيل جبهات شعبية فاعلة لخدمة الأجيال و الوطن تاركين ملء الفضاء لصالح قوى الوجاهة الفردية أو العشائرية بمواسمها الانتخابية أو لوسائل التواصل الاجتماعي الافتراضية
فرحم الله زمنا كانت المضافات فيه مصدرا لصناعة الخبرة و الرجال و الذكريات لزمن جميل و رجال عظماء ،،