قال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، المهندس هيثم زيادين، إننا في الأردن نؤمن بواقعية وقناعة كبيرة بالفكرة التي طرحها جلالة الملك عبد الله الثاني قبل أقل من عامين، بإعادة ضبط العولمة، عبر تعزيز العمل العالمي المشترك، لمنفعة الجميع.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مُشاركته على رأس وفد برلماني في اجتماعات الجمعية العامة الـ 145 للاتحاد البرلماني الدولي، والمُنعقدة حاليًا في كيغالي، عاصمة جمهورية رواندا.
وأضاف زيادين أن العالم في تغيرٍ مستمر، لمنعرجاتٍ أكثر قسوة للأسف، فقد باتت التحديات أكثر إيلاماً ليس ابتداءً من جائحة كورونا وما خلفتها من آثار، وليس انتهاءً بتحديات التغير المناخي ونقص المياه وأزمات الأمن الغذائي، ليزيد من وطأتها ويعمق من مآسيها استمرارُ تسابقِ البعض على آلة الدمار والحرب، بدلاً من الانحياز لضرورات التنمية ومد جسور التعاون في المجالات كافة وعلى رأسها تبادل التجارب في مجالات الانتاج الغذائي والتزويد والتخزين.
وأشار الى حديثٍ جلالة الملك حين دق ناقوس الخطر محذراً من مغبة انكماش التعاون الدولي في مواجهة الأزمات وعلى رأسها مسألة الأمن الغذائي، إذ قال جلالته “علينا أن نتذكر أن الملايين من البشر يقضون هذا اليوم بلا طعام، فهو بالنسبة لهم يوم آخر من الجوع، فلنسأل أنفسنا، لماذا يعاني قرابة 690 مليون شخص من نقص الغذاء في القرن الحادي والعشرين؟، لماذا يموت في وقتنا هذا حوالي 9 ملايين شخص من سوء التغذية كل عام؟، لذا، علينا مواصلة بذل الجهود لمعالجة شح الغذاء” انتهى الاقتباس.
وأكد زيادين أن أزماتنا مركبة، ولا يمكن لأي دولة بمفردها أن تواجه التحديات الماثلة بمفردها، فـ”كورونا” تركت آثارها السلبية، والتغير المناخي الحق أضراراً بالغة، وحروب الوكالات في عديد قارات ومناطق العالم وعلى رأسها الشرق الأوسط، باتت سبباً يتغذى عليه المتطرفون، وشكلت هذه الصراعات بيئة يجدون فيها نمواً لأفكارهم الضلالية الهدامة، وكلنا في مختلف دول العالم ذقنا مرارة التطرف الذي لا يعرف ديناً ولا عرقاً.
وتابع “أمام هذا الواقع الأليم، كانت دول في العالم بعينها ومنها الأردن، تقدم يد التعاون ومد جسور البناء مع الشركاء في الإقليم والعالم، فجلالة الملك أطلق اجتماعات العقبة من أجل توحيد وتنسيق الجهود الدولية لمواجهة التطرف بشكل شمولي، والأردن رغم ما يحيطه من أزمات، كان الملجأ والعون لكل من ضاقت الدنيا من الويلات والحروب”.
وفيما يتعلق بتمكين المرأة وزيادة مشاركتها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، شدد زيادين على موقف الأردن الداعم لهذه الخُطى، والسير بخطى متدرجة وثابتة لتمكين المرأة، مؤكداً ان الأردن يؤمن بأن المساواة حقٌ أساسي من حقوق الإنسان وضرورةً لتحقيق العدالة في المجتمعات، وذلك من أجل تحقيق هدفٍ واضح في إشراك المرأة بصناعة القرار.
وأشار بهذا السياق الى ان الأردن أعاد النظر بكل التشريعات الناظمة للحياة السياسة، لتضمينها نصوصاً محفزة لمشاركة المرأة وتمكينها، لافتاً إلى أن البرلمان الاردني أقر قانون انتخاب جديد، تم من خلاله تخصيص 18 مقعداً للمرأة، علاوة على إمكانية منافستها على بقية مقاعد البرلمان، كما تم إلزام الأحزاب بعضوية 20% من النساء حد أدنى من الأعضاء المؤسسين وذلك بموجب قانون الأحزاب الجديد علاوة على الكثير من المحفزات التي ترفع من نسبة مشاركة المرأة في العمل السياسي وتجعلها شريكاً حقيقياً في صناعة القرار.
وأعرب عن اعتزازه بنساء العالم أجمع على ما قدمنه من انجازات كبيرة بالرغم من التحديات الماثلة والمعيقات المستمرة، مقدماً التحية للمرأة الأردنية المربية في المنزل، والعاملة في كل ميادين العطاء، داعياً الى توجيه رسالة عز وفخر بالمرأة الفلسطينية الصامدة المرابطة المدافعة عن الكرامة الإنسانية وعن حرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف وفلسطين الحبيبة.
وقال زيادين اننا نرفض كل أشكال وممارسات القتل والدمار والتشريد بحق الشعب الفلسطيني، وكذلك ادانتنا لتمرد الاحتلال الإسرائيلي على قرارات الشرعية الدولية،داعيا المشاركين إلى العمل بأعلى درجات التعاون وتوحيد الجهود الكفيلة بتحويل التحديات إلى فرص.
وأكد أننا في الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ندعم كل الجهود الرامية لتحقيق الأمن والسلام والازدهار لكافة الشعوب.
ويضم الوفد البرلماني الأردني كلا من النواب: بلال المومني، خالد أبو حسان، آمال الشقران، تمام الرياطي، ذياب المساعيد، رائد رباع، محمد الهلالات، عبد السلام الخضير، محمد أبو صعيليك، محمد بني ياسين، بالإضافة إلى العينين: خالد البكار وجميل النمري.