إنجاز- عقدت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، بالشراكة مع مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة – الأردن اجتماع طاولة مستديرة: “تفعيل محلية قرار مجلس الأمن 1325 بشأن المرأة والأمن والسلام”، وذلك تأكيداً على الدور المحوري والمهم لمنظمات المجتمع المدني المحلية التي تقودها النساء.
وتقوم النهضة العربية (أرض) وهيئة الأمم المتحدة للمرأة بتنفيذ مشروع “تعزيز مشاركة المرأة في محلية قرار مجلس الأمن 1325-للمساعدة في تفعيل محلية قرار مجلس الأمن في الأردن؛ من خلال تمكين المنظمات المدنية التي تديرها النساء، وتوظيف البحوث المحلية لتطبيق أجندة أعمال المرأة والسلام والأمن.
وفق ذلك، وفي محاولة لفهم التحديات التي تواجه هذه المنظمات، أطلقت منظمة (أرض) دراسة تهدف إلى تحسين فهم دور المجتمع المدني في محلية تنفيذ قرار مجلس الأمن 1325، حيث ركزت على الفرص والتحديات التي تواجه مشاركة المجتمع المدني من حيث تعزيز الأمن الإنساني في سياقات الصراع وما بعد النزاع، والبلدان المتضررة من الأزمات.
المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية (أرض)، سمر محارب، بينت أن المنظمة تعمل على تنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن منذ عام ٢٠١٢، من خلال تنفيذها لمشاريع وبحوث تشاركية وموجزات سياسيات أجريت في ظل الاستجابة لأزمة اللجوء وجائحة كورونا وتبعاتها، وتناولت مواضيع هشاشة المرأة المالية والديون، وإعادة توزيع أعمال الرعاية في الأردن، ومحلية البحث في العنف الأسري، واتباع نهج محلية العمل الإنساني لتقييم ومعالجة هذه التحديات.
وشددت محارب على أهمية استمرار هذا الحوار لكي يحدث التناغم بين كافة الأطراف المعنية لضمان مشاركة المرأة في حفظ الأمن والاستقرار والسلام وبناء قدرات المؤسسات العاملة في هذا المجال لإفساح المجال أمامهم للمشاركة والمساهمة في مجال العمل الإنساني والتنموي.
من جهته، أشار ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن، نيكولاس بورنيات، إلى أن الشراكة الفاعلة بين مجموعة واسعة من الجهات المعنية ، بما في ذلك القطاع العسكري والأمني، والحكومة، ومنظمات المجتمع المدني، وشركاء التنمية، ومنظمات الأمم المتحدة، كانت أساسية للتنفيذ الناجح للخطة الوطنية الأردنية لتنفيذ قرار الأمم المتحدة 1325، حول المرأة والأمن والسلام، وتنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن الأوسع نطاقاً في الأردن على مدى السنوات القليلة الماضية، خاصة بعد جائحة كورونا.
كما سلط الضوء على أن اعتماد الحكومة الأردنية مؤخراً للمرحلة الثانية من الخطة الوطنية الأردنية لتنفيذ قرار 1325، قد أتاح فرصة للبناء على هذه النجاحات. مؤكداً على أهمية الاستمرار في دعم مشاركة أكبر لمنظمات المجتمع المدني التي تقودها النساء للمضي قدماً في تنفيذ أجندة المرأة، والسلام، والأمن، على أن تكون على نطاق أوسع في جميع جوانب العمل الإنساني والتنموي في الأردن.
أما مستشارة برامج المرأة والشباب في منظمة (أرض)، د. سناء جلاصي، فذهبت إلى التأكيد على أهمية التعلم من الدروس المستفادة حول تعزيز أجندة قرار مجلس الأمن 1325، وعلى رأسها تجربة التحالف الوطني (جوناف) في الاستجابة والوصول إلى المجتمعات المحلية أثناء جائحة كورونا، وكذلك الدور الفعال المجتمع المدني، في إطار الخطة الوطنية والتي حثت على أخذ التدابير اللازمة في المسائل المتعلقة بمشاركة المرأة في عمليات صنع القرار وإحلال الأمن والسلام، لنكون مستعدين للأزمات المستقبلية.
من ناحيتها، استعرضت الباحثة الرئيسية في منظمة النهضة العربية (أرض)، إليونورا بانفي، الدراسة التي أطلقتها منظمة (أرض)، حيث أكدت على حاجتنا إلى تحديد نقاط التدخل والفرص المتاحة للنساء، لمساعدتنا في تقديم التوصيات لصناع القرار.
وكشفت الدراسة، بحسب بانفي، حاجة المجتمع المدني لمزيد من الدعم والمساندة للقيام بدوره وتحقيق أهداف ” المرحلة الثانية من الخطة الوطنية الأردنية لتنفيذ قرار 1325″، وإلى تقديم فهم مختلف حول أجندة المرأة والسلام، وتعزيز الحوار بين كافة الأطراف نحو دور المرأة، فضلاً عن التركيز على السياقات المحلية، وكيفية الاستفادة من هذا القرار المهم.
وفي مداخلة لمديرة إدارة الشرطة النسائية، العقيد الدكتورة دلال صوالحة، أكدت فيها أنه لا يمكن إغفال ارتباط الأمن بمفهومه المباشر عن التنمية، وضرورة التفكير بمشكلات الصحة والتعليم وانعدام الأمن الغذائي وشح المياه وتغير المناخ، وأثرها في خلق تحديات أمنية بين المجتمعات، فهناك صلة مباشرة ولا يسعنا القفز عنها.إلى ذلك، ناقش المشاركون أهمية تطوير آليات التمويل، والحاجة إلى اسس واضحة ودقيقة بما يتعلق بعمليات الرصد والمتابعة، ومزيداً من المعارف نحو محلية العمل الإنساني، بينما أوصوا بضرورة إدماج الفئات الأقل رعاية في تدخلات الأمن والسلام، مع توطين المصطلحات التي يتداولها المجتمع المدني لإيصال ما يريد إلى المجتمع الأردني بسلاسة وسهولة، مشيرين إلى أن التحالفات المدنية ساهمت بشكل كبير بالوصول إلى المرأة في المحافظات والمناطق الأقل رعاية، وكان لها دور مهم بتعزيز قدراتهن وفهم الاحتياجات ونوعية التدخلات المطلوبة، خصوصاً أثناء كورونا.