عن صفحة الدكتور اسماعيل ملحم
تختزل طواحين وادي الريان المجاورة لبلدة جديتا في لواء الكورة، تاريخاً مفعماً بالنشاط لتراث أجدادنا و قوة ارادتهم في تطويع قوة مياه الينابيع في تشغيل هذه الطواحين لطحن الحبوب كالقمح و الشعير ، التي كانت تشكل عماد اقتصادهم و غذائهم، وهي طواحين استخدمت من قبل السكان المحليين للقرى المجاورة للوادي في العصرين المملوكي و العثماني و حتى اواسط القرن الماضي، و تم ذكرها في سجلات دفاتر الطابو العثمانية في سنة ١٥٩٦ م .
و قد استذكرتُ هذا المكان الجميل خلال مروري به ، و استذكرتُ بدايات أعمال الترميم و التوثيق التي بدأتُ بالإشراف عليها منذ عام ٢٠٠١ م خلال عملي كمفتش لاثار لواء الكورة ، و تم خلالها إظهار عدد من هذه الطواحين و عمل ترميم أولي و تقوية لها، و تابعها لاحقاً الزملاء في مكتب آثار لواء الكورة مشكورين ، و نجحوا في إعادة تشغيل إحداها، و هي طاحونة عودة، لتغدو موقعا سياحياً يشكل معلماً مميزاً في وادي الريان /جديتا.