عام الشهادة والشهداء وإنجاز على طريق التنمية المستدامة
بانتهائه.. يكون العام 2016 من اثقل الاعوام التي مرت بها محافظة الكرك على مدى عدة عقود خلت فقد ترك هذا العام في الحلق غصة برحيل كوكبة من شهداء الوطن الذين ارتقوا دفاعا عن ثرى الاردن الطهور على يد معتقدي الفكر التكفيري الضال في حادثي قلعة الكرك وقريفلا الارهابيين اللذين ارتقى فيهما ثلاثة عشر شهيدا عسكريا ومدنيا واصيب منهم اربعون اخرون، وسيبقى هذا الحدث الجلل راسخا في اذهان اهل الكرك واذهان كل الاردنيين وسيسجل بمداد الاسى في تاريخنا الوطني.
وان ألم رحيل الشهداء اهل الكرك كما كل الاردنيين فانه اشر الى الكثير من معاني القوة والتماسك والتعاضد في المجتمع الاردني فقد هب ابناء الكرك للوقوف الى جانب نشامى الدرك والامن العام وهم يتصدون للارهاب في قلعة الكرك ومنطقة قريفلا فقدموا شهداء ومصابين، ثم لفت الحادثان الارهابيان اياهما اذهان الاردنيين الى ان الاردن مستهدف وهناك من يضمر له السوء، وهذه حالة تفرض على الاردنيين المزيد من اللحمة ووحدة الصف لحفظ امن وطنهم وصون استقراره وتأمين مستقبله الزاهر.
واذا ما تركنا ذاكرتنا وقد اختزنت بسيرة الشهادة والشهداء، وأردنا ان نؤشر الى ما حفل به العام 2016 من انجازات تنموية وخدمية في المحافظة وهذه من اهم اولويات المواطن، فيمكن القول ان هذا العام جاء بانجازات ان كانت مهمة في خدمة متطلبات البنية التحتية والفوقية ومتطلبات التنمية الشاملة، الا ان هذه الانجازات لم ترق الى مستوى طموح المواطنين الذين يتطلعون لان تكون محافظتهم عامرة باسباب التنمية المختلفة التي توفر فرص العمل لابنائها وتسهم في الارتقاء بمستوى معيشة شرائح واسعة من سكانها.
وبرغم ما انجز في المحافظة من مشروعات تنموية وخدمية تراكمت على مدى السنين وطالت كافة القطاعات الخدمية فيها، فان الكثير من المتطلبات التنموية والخدمة المثلى لا تزال مفقودة في العديد من مناطقها، لذلك يأمل مواطنو الكرك ان يكون العام المقبل منطلقا لاعوام مقبلة كفيلة باحداث تنمية مجزية في محافظتهم التي ما زالت بعض مناطقها تحتاج للكثير مما يحسن ظروف معيشة سكانها ويسهم في تقليص ظاهرتي الفقر والبطالة بينهم.
وبالحديث عن ابرز المشاريع الخدمية والتنموية المنفذة والتي قيد التنفيذ في المحافظة في العام 2016، فقد بلغت كلفتها (54) مليونا و8218 الف دينار موزعة حسب القطاعات الخدمية، ففي قطاع المياه كانت الكلفة الاجمالية للمشاريع الجاري تنفيذها (45) مليونا و(250) الف دينار وتشمل اقامة اربعة سدود في مناطق وادي الكرك ووادي بن حماد ووادي اللجون ووادي عسال بكلفة اجمالية (32 ) مليونا و(100) الف دينار، اضافة الى استبدال خط مياه السلطاني الذي يغذي المحافظة بالمياه بكلفة( 2 ) مليون دينار واستبدال شبكات مياه في مختلف مناطق المحافظة بكلفة (مليون و900 ) الف دينار، كما ان العمل جار لتوسعة محطة تنقية مجاري الكرك بكلفة( 10) ملايين دينار لرفع طاقتها الاستيعابية لتصل سبعة الاف متر مكعب في اليوم بدلا من طاقتها الحالية البالغة( 800 )متر مكعب في اليوم، الامر الذي سيساعد في ربط مناطق جديدة على الشبكة في مدينة الكرك والصبحيات والثنية والشهابية والمرج والمنشية.
وفي قطاع التربية والتعليم، فقد نفذ العديد من مشاريع الابنية المدرسية والاضافات الصفية والمرافق التعليمية المختلفة بكلفة (2) مليون و(122) الف دينار ، وابرز المشاريع المنجزة انشاء ثلاث مدارس جديدة في المزار الجنوبي والجديدة والاغوار الجنوبية وانشاء غرف صفية جديدة ومرافق تعليمية اخرى في مناطق مدين والموجب وعي والمحمودية والجديدة وغور الحديثه.
اما قطاع الاشغال العامة، فبلغت كلفة المشاريع المقررة (5 ) ملايين و(800 )الف دينار تتضمن مشروع تكملة طريق كثربا الاغوار وعلى مرحلتين بكلفة (2) مليون دينار وانشاء الطريق الملوكي الممتد من منطقة الوسية وصولا الى منطقة الثنية بكلفة (400) الف دينار، اضافة الى تحسين مدخل جسر الثنية ضاحية المرج بكلفة (700) الف دينار، كما تم تعبيد مساحات من الطرق في المحافظة بكلفة( 2) مليون و(700) الف دينار.
وفي قطاع الزراعة، فهناك ثلاثة مشاريع بكلفة (407) الاف و( 980) دينارا وتتضمن اقامة مشروع تطوير الخدمات البيطرية والزراعية في المزار الجنوبي بكلفة (186 ) الف دينار وانشاء مبنى لمديرية زراعة المزار الجنوبي بكلفة 186 الف دينار، اضافة الى تنفيذ المشروع الزراعي التجريدي في الكرك بكلفة (35 )الف دينار.
اما في القطاع الصحي، فقد بلغت كلفة المشاريع (576 )الفا و(830) دينارا وتضمنت استكمال مبنى مستشفى الكرك الحكومي وتوسعة وتحديث مركز صحي الطيبة، وفي قطاع الطاقة والكهرباء فقد تمت انارة (165 ) موقعا في مختلف مناطق المحافظة بكلفة (661) الف دينار.
ويمر العام 2016 كما مرت اعوام قبله وثمة مشاريع انجزت دون ان تستغل هذه المشاريع في الغرض الذي انشئت من اجله ولا زالت تنتظر وابرز ذلك، مشروع مجمع سفريات الكرك الخارجية الذي زادت كلفة انشائة على (4 ) ملايين وفق احدث المواصفات وذلك لرفض مشغلي الباصات العاملة على خطوط المحافظة الخارجية الانتقال اليه بحجة انه يضر بمصالحهم والذين نفذوا العديد من الاعتصامات للتعبير عن هذا الموقف، وهناك ايضا المشروع السياحي الثالث الذي زادت كلفته على (10) ملايين دينار الذي مضى على تنفيذه اكثر من ثلاثة اعوام دون ان يتم توظيفة لخدمة الغرض السياحي في المحافظة، في حين غابت الرقابة والمتابعة عنه مما ادى تلف الكثير من مكوناته التي هي مرشحة للمزيد من التآكل ان ظلت الامور على حالها.