عجلون: ضغط شديد على صفوف رياض الأطفال وسط محدودية الغرف
عامر الخطاطبة- الغد
تزدحم العديد من المدارس الأساسية الحكومية التي فيها غرف صفية لرياض الأطفال، بأولياء الأمور المراجعين والساعين لإضافة أبنائهم، والتي بلغت طاقاتها الاستيعابية بحدودها القصوى، وفق مديري المدارس ومسؤولي التربية.
وتواجه المدارس في محافظة عجلون، والتي استحدثت خلال السنوات السابقة، غرفا صفية لمرحلة رياض الأطفال، إقبالا شديدا، من قبل العديد من الأسر الفقيرة لتسجيل أبنائهم، وسط محدودية سعة وأعداد الغرف المتوفرة حاليا.
ويؤكد هؤلاء السكان أن ما يدفعهم إلى إلحاق أبنائهم برياض الأطفال الحكومية، صعوبة ظروفهم المادية وتراجع قدرتهم على دفع أقساط رياض الأطفال في القطاع الخاص، إضافة إلى توفر البيئة التدريسية المناسبة في تلك الصفوف من مدرسين أكفاء، وتوفر الوسائل التعليمية والأثاث المناسب.
ويقول عبدالرحمن إبراهيم، إن العديد من الأسر الفقيرة في محافظة عجلون تجهد لإلحاق أبنائها بصفوف رياض الأطفال، التي وفرتها وزارة التربية والتعليم، وجهات مانحة في عدد من مدارس المحافظة، مؤكدا أنها تساهم في رفع مستوى الطلبة التعليمي، وتوفر على الأسر أقساط المدارس الخاصة، مطالبا بزيادة عدد الصفوف وتوزيعها في جميع مناطق المحافظة، واعتماد أسس وأولويات في القبول تنصف الأسر الأشد فقرا والمناطق الأقل حظا.
وطالب فاضل خطاطبة، بزيادة أعداد الغرف الصفية للمرحلة التعليمية التي تسبق الصفوف الابتدائية الأولى، وهي مرحلة رياض الأطفال، والتوسع بها لتشمل جميع المدارس، لاستيعاب أعداد الطلبة الذين ليس لذويهم القدرة على إلحاقهم في المدارس الخاصة، مشيدا بتوجه وزارة التربية والتعليم للتوسع في رياض الأطفال وجعلها مرحلة إلزامية في جميع المدارس الحكومية، مؤكدا أن هذا القرار في حال تم تنفيذه فإنه سيوفر على الكثير من الأسر الفقيرة النفقات الإضافية التي يدفعونها لمدارس القطاع الخاص.
ويؤكد سامي فريحات، أن الأوضاع المادية وأرتفاع نسب الفقر بين السكان، باتت لا تسمح للكثير من الأسر في إرسال أبنائها إلى المدارس الخاصة التي تتطلب مبالغ مالية لا تتوفر لديهم، مشيرا إلى تراكم أقساط لدى كثير من الأسر لمدارس ورياض أطفال خاصة لا يستطيعون الإيفاء بها.
بين أن الكثير من الأسر الفقيرة تسعى إلى إلحاق أبنائها بصفوف رياض الأطفال في بعض المدارس، إلا أن محدودية تلك الصفوف والتزامها بسقف معين للطلبة في الصفوف يمنع من قبول أبنائهم، مطالبا وزارة التربية والتعليم بتعميم المشروع وتوفير صفوف لرياض الأطفال وبأعداد كافية في جميع المدارس.
ووفق إدارات المدارس، فلا يمكن حاليا قبول جميع الطلبة الراغبين بالالتحاق بصفوف رياض الأطفال، موضحة أنه يتم وضع أسس للقبول تتعلق بمقدار دخل الأسرة وشدة فقرها، وانتفاعها من صناديق المعونة أو قرب مساكن تلك الأسر من المدرسة.
يذكر أن الصفوف التي تم استحداثها بعدد من مدارس المحافظة تم تجهيزها وتأهيلها من قبل وزارة التربية والتعليم أو من الجهات المانحة، بحيث لا تتجاوز الغرفتين في كل مدرسة، كما أنها مقيدة من حيث طاقتها الاستيعابية، إذ أن عدد الطلبة المقبولين فيها يجب أن لا يتجاوز في حده الأعلى 25 طالبا في الشعبة الواحدة، وفق شروط الجهات الداعمة.
وأقر مدير التربية والتعليم في المحافظة المهندس عبدالرحيم عدمات، بوجود ضغط كبير من السكان لإلحاق أبنائهم بمرحلة رياض الأطفال في المدارس الحكومية، ما دفع المديرية إلى البحث عن مبان لاستئجارها لهذه الغاية، خصوصا وأن مرحلة رياض الأطفال أصبحت تعد من المراحل الضرورية في صقل شخصية الطفل، وتعليمه أساسيات الكتابة والقراءة والحساب في عمر مبكر، ما ينعكس إيجابا على مستوى الطفل وسلوكه وتحصيله الأكاديمي في جميع المراحل التعليمية اللاحقة.
وبين أن عدد شعب رياض الأطفال في كافة مدارس المحافظة يتجاوز 70 شعبة موزعة على 49 مدرسة تم تأثيثها وتجهيزها، وفق أعلى المواصفات التربوية المطلوبة، لافتا إلى أن استحداث هذا العدد من رياض الأطفال الحكومية، وتطوير الكثير منها جاء بدعم مباشر من وزارة التربية و”USAID” وجزء منها بتمويل من المنحة الخليجية، متوقعا بأن يتم خلال العامين القادمين استكمال كافة الاستعدادات لاعتماد هذه المرحلة كمرحلة إلزامية.
وبين العدمات، أن مدارس المحافظة استقبلت 38 ألف طالب وطالبة، مؤكدا أنه تم توفير الاثاث واللوازم والكتب المدرسية فيها لجميع المدارس والطلبة.
وأشار إلى أن عدد المدارس الحكومية 127 مدرسة و48 مدرسة خاصة، إضافة إلى وجود 4 مدارس للسوريين بفترة مسائية في مدارس عبين وكفرنجة وعجلون.
وبين العدمات انه تم اجراء أعمال صيانة في العديد من المدارس من مخصصات اللامركزية “مناقلات” من بنود، لبنود اخرى، والإعلان عن استئجار مدارس في مناطق كفرنجة، واشتفينا، وعنجرة، لمواجهة التوسعات والتخلص من نظام الفترتين كما هو الحال في أشتفينا.