عجلون: مخلفات التنزه مشكلة بيئية مزمنة
يؤكد سكان وناشطون بيئيون أن ترك مخلفات المتنزهين وعدم إزالتها، خصوصا مع بدء موسم الأمطار، سيسهم في حدوث تلوث بيئي قد يطال الينابيع السطحية والأودية والسدود، جراء نقلها بفعل السيول.
وأشاروا إلى أن مناطق التنزه والغابات تعاني خلال فترات التنزه من تكرار تراكم مخلفات المتنزهين، رغم العديد من الحملات التطوعية التي تنفذها عدة جهات لإزالتها، مطالبين بزيادة الجهود الرسمية والتطوعة وتشديد الرقابة وتحرير عقوبات بحق المخالفين.
ويؤكد الناشط البيئي علي القضاة أن تخصيص مساحة مناسبة من أراضي الخزينة لإقامة متنزه سياحي عليها في منطقة السوس في عجلون لخدمة الحركة السياحية والمتنزهين وزوار المحافظة، سيساهم في الحد من السياحة العشوائية في مناطق الغابات ويحافظ عليها، لافتا إلى أهمية تحديد مواقع مخصصة بحيث تكون تحت أنظار الجهات المعنية ومزودة بكافة المرافق الضرورية، داعيا المتنزهين إلى ضرورة جمع مخلفاتهم قبل مغادرة الموقع.
وأشار إلى أن قسم الإدارة الملكية لحماية البيئة في إقليم الشمال، كان قد نظم بالتعاون مع بلدية العيون وهيئة شباب كلنا الأردن والزراعة والبيئة وفاعليات من المجتمع المحلي والشعبي حملة نظافة، بمشاركة 250 متطوعا ولمنطقة اشتفينا السياحية حيث تم جمع 700 كيس من النفايات التي تركها الزوار والمتنزهون.
ويؤكد مدير مياه محافظة عجلون المهندس منتصر المومني خطورة هذه المخلفات على مصادر المياه السطحية كالينابيع والأودية والسدود، خصوصا على المدى البعيد وحين تحللها، بحيث يصبح تأثيرها لا يقل عن غيرها من الملوثات كالحفر الامتصاصية ومخلفات المعاصر.
ويشير إلى اهتمام إدارة مياه المحافظة بنظافة المناطق المحيطة بمصادر مياه الشرب وحمايتها من أي مخلفات، مشيرا إلى أنه جرى بالتعاون مع بلدية عجلون عدة حملات لجمع المخلفات من مجرى الوادي في منطقة مجمع عجلون لحماية عين القنطرة من أسباب التلوث.
ويؤكد مدير محمية غابات عجلون المهندس ناصر عباسي مدى التأثير السلبي لهذه المخلفات على الأشجار الحرجية والمثمرة وعلى الزراعات المختلفة لصعوبة او استحالة تحللها، إضافة إلى ما تشكلة من بيئة جاذبة للحشرات والآفات، وتشويه للمكان.
ويحذر المزارع عبدالله بني نصر من خطورة جرف مياه الأمطار والسيول لمخلفات التنزه إلى وادي كفرنجة وبالتالي وصولها إلى السد، خصوصا وأن المنطقة شديدة الانحدار، لافتا إلى تراكم كميات كبيرة من مخلفات التنزه على طريق كفرنجة- الزغدية- الوهادنة ووصول بعضها إلى المزارع المجاورة لتشكل إضرارا بالبيئة وتهديدا لمواشيهم.
ودعا الناشط والمهندس البيئي خالد عنانزة إلى تنظيم عملية التنزه وتحديدها بأماكن محددة، بحيث تتمكن البلديات والجهات المعنية من متابعتها والحفاظ على نظافتها، مشيرا إلى أن مناطق سياحية عديدة أصبحت عرضة للتلوث بسبب ترك مخلفات المتنزهين، لافتا إلى تشوه الغابات في رأس منيف وإشتفينا وعرجان، ما يستدعي إيجاد فرق تطوعية لنشر الوعي بين المتنزهين،إضافة إلى قيام البلديات بتوفير المرافق الضرورية فيها.
ويقول المواطن محمد فريحات إن ترك المخلفات بالقرب من الينابيع والأودية يفاقم من خطورة المشكلة، إذ يمكن أن تجرفها السيول، وبالتالي إلى البرك المائية وسد كفرنجة، مشيرا إلى أن منطقة شلالات راجب في لواء كفرنجة تعاني بين الحين والآخر من تردي الأوضاع البيئية في المنطقة بسبب تراكم النفايات تحت الأشجار وبالقرب من شلالات وادي راجب.
وطالب الأجهزة المعنية بإجراءات مكثفة ودائمة للحافظ على جمالية المكان، إضافة إلى تبني جهود تطوعية لحمايتها وإدامة نظافتها، لافتا إلى أن جمعية البيئة الأردنية تنفذ بين الحين والآخر حملات نظافة شاملة في المنطقة بمشاركة فاعليات رسمية وتطوعية، ما يخفف من آثار المشكلة.
ويقول رئيس بلدية عجلون الكبرى المهندس حسن الزغول إن البلدية تنظيم حملات نظافة شاملة على مدار العام بالتعاون مع مختلف الفعاليات وتشمل مناطق التنزه والاصطياف والمواقع السياحية والأثرية، مشددا على أهمية المحافظة على البيئة في المناطق السياحية التي يرتادها الزوار بإدامة نظافتها ووضع مخلفات التنزه في المستوعبات.
وأكد أن الحفاظ على المواقع السياحية يحتاج إلى جهد وطني وجماعي، خصوصا تلك التي تكسوها الغابات والطبيعة الجميلة والأشجار الحرجية، ما يتطلب نشر ثقافة الوعي البيئي والتطوع من قبل الجمعيات البيئية والتطوعية والاستمرار بتنظيم الحملات الجماعية كلما استدعت الحاجة.