فريحات يكتب:مجالس المحافظات فاقــدة للصلاحيات .
انجاز-كتب :الصحفي علي فريحات
لــوح عدد من أعضاء مجالس المحافظات في العاصمة عمان و مساعد رئيس مجلس المحافظة في الكرك بتقديم استقالاتهــم احتجاجــا على عــدم تفويض صلاحياتهم وهذا الامــر يحتاج الى دراســة سريعــة لتدارك مطالبهم .
خلال اللقاء الذي جمع رؤساء وأعضاء مجلس المحافظة في عجلون مع وزير التنمية السياسية قبل أيام تم مناقشة التحديات والمعيقات التي تواجههم كان هناك تذمر من عدم إعطاء الصلاحيات لممارسة أعمالهم بشكل حقيقي لذلك أصبح الأمر بحاجة الى تطوير أداء مجالس المحافظات ومنهم استقلالية كاملة من اجل الارتقاء بمستوى الخدمات وما زالت هذه المشاكل ماثلة على ارض الواقع .
أصبح أعضاء مجالس المحافظات يشعرون بالتهميش والإحباط لعدم توفر الصلاحيات لانها ما زال يمنحها الوزراء لمدرائهم في الميدان الذين يحاولون الانفرادية بالعمل وعدم التنسيق مع مجالس المحافظات وبعضهم يحارب التعاون .
ومن ابرز التحديات التي تواجه عمل مجالس المحافظات عدم توفر مقرات مستقله لهم وعدم منح الصلاحيات للمشاركة في عمليات التنمية وتحديد الاولويات وانفرادية العمل لدى عدد مدراء الدوائر الذين لايتعاونون مع مجالس المحافظات لتحديد اولويات العمل من اجل تطوير التنمية في مجال خدمات البنى التحتية والمشاريع .
ان استمرارية ارتباط المجالس بالمركز الإداري وإجراء المخاطبات الرسمية ضمن الإطار البيروقراطي ومخاطبة الجهات المختصة يستنزف وقتا وجهدا على حساب الانجاز حيث لم تتمكن مجالس المحافظات لغاية الآن من ادارة الموقف بالشكل القانوني والإداري الذي يضمن تنفيذ خطة الموازنة التي أقرت من قبلهم رغم ان الاطر تم وضعها من الحاكمية الادارية والجهاز التنفيذي .
هناك تضارب وتداخلات في الصلاحيات بين الحاكمية الادارية والنواب والبلديات ومدراء الدوائر الامر الذي يزيد من تعقيدات العمل اذا لم تتوفر ادوات التنسيق وغير ذلك تتشتت الجهود وتربك العمل الجماعي المنظم لتحقيق التنمية المنشودة لأن هناك غياب واضح للتنسيق والعمل التشاركي ما بين هذه الجهات مع اعضاء مجالس المحافظات حيث ان هناك صلاحيات واسعة للنواب ورؤساء البلديات ومدراء الدوائر بالتنسيق مع الوزارات بينما مجالس المحافظات اصبحت تائهه ويشعرون بالاحباط والتهميش.
ولكي يكون لمجالس المحافظات دور مؤثر لابد من تعديل قانون اللامركزية ومنح أعضاء مجالس المحافظات صلاحيات من اجل تحديد احتياجات المحافظة وفق اولويات تبرز ادوارهم في التنمية المحلية.
ورغم المحاولات التي بذلها اعضاء مجالس المحافظات التي تمثلت بتحديد الاولويات الخدمية والمشاريع و الزيارات الميدانية لرصد احتياجات المواطنين في مختلف القطاعات الا ان مقترحاتهم بقيت حبر على ورق .
المواطن ما زال يراجع النواب ورؤساء البلديات والحكام الاداريين ومدراء الدوائر للحصول على خدمة بينما لا يطرق ابواب مجلس المحافظة لأنه على يقين انهم مجردون من الصلاحيات ولا يستطيعون تنفيذ أي خطة وعلى سبيل المثال آلية تنفيذ الطرق جاءت بقرارات مركزية من الوزير بالتنسيق مع النواب .
لم يشعر المواطن الذي كان يتأمل من المجالس الانجازات الكثيرة لانهم منتخبون ان هناك أي انجازات تذكر لهذه المجالس رغم مرور اكثر من 8 شهور على انتخابهم ووجود مشاريع خدمية وتنموية مدرجة على موازنــة المحافظة للعام الحالي .
ان التفكير من قبل مجالس المحافظات يجب ان يركز على القضايا والمطالب العامه ليتحمل الجميع مسؤولياته من اجل تنمية وتطوير المجتمعات المحلية وصياغة مستقبل الوطن والابتعاد عن المطالبة بزيادة الرواتب والامتيازات والسيارات من اجل تخفيف الاعباء حتى لا تصبح الأمور استثمارا ووسيلة لتحقيق المصالح الشخصية .
ونظرا لأهمية الموضوع ادعو زملائي في جميع وسائل الإعلام تناول هذا الموضــوع من اجل إيصال صوت مجالس المحافظات الى المعنيين تقديرا للمسؤولية الملقاه عليهم لأنهم منتخبون والمنتخب دائما يحاسب على الانجاز.