(قصة قصيرة بعنوان ماريا) للقاصة المومني

(قصة قصيرة بعنوان ماريا) للقاصة المومني أزمة اجتماعية تتمثل في الفجوة الكبيرة بين الزوج والزوجة
الكاتب: أ.د. حسن البكور
تدور أحداث هذه القصة القصيرة حولت أزمة اجتماعية تتمثل في الفجوة الكبيرة بين الزوج والزوجة، وتداعيات هذه الأزمة ومآلاتها.
ولعل المغزى من هذ القصة هو: تسليط الضوء على شريحة اجتماعية تجسد انهيار منظومة العقد بين شريكين في بناء الأسرة المستقبلية، ضحيتها أسرة مفككة، ولعل الابنة ماريا هي نتاج سلبي لتلك العلاقة المهترئة بين الأبوين، فغدت غير قادرةعلى الحديث والإفصاح والتكلم، لتهميشها منهما، فغدت حبيسة في زوايا البيت، منكبة على نفسها.

الدكتورة سامرة المومني كاتبة مبدعة، لها إسهاماتها الفنية في مجال القصة القصيرة، وقد حقّقت نتائج طيبة في المشاركة في المسابقات المحلية والعربية، ولعلّ المحور الأساس الذي يبرز في قصصها على المستوى الموضوعي هو : البعد الواقعي المتمثل بتسليط الضوء على الأحداث والأفعال التي تجري على ارض الواقع، وليس في الخيال، ولعلّ هذه المنهجية تضفي على قصصها الجاذبية والتشويق الجماهيري، وتدفع بالمتلقي إلى متابعة أعمالها الفنية؛ لأنها تلامس مشاعر الناس وأحاسيسهم.

وأما المستوى الآخر فهو الفني.
تعتمد الكاتبة تقنيات حديثة في معالجتها للأفكار التي تطرحها، ومنها : المونولوج الداخلي، والتناصات القرآنية، والأدبية، والموروث التاريخي، ولعلّ توظيف التناص في قصص الكاتبة هو المؤشر البارز الذي يرفع وتيرة الحدث بصورة ملفتة؛ لأنه يدع للحدث التنامي وتوليد الأحداث بصورة ديناميكية، وللكاتبة قدرة فائقة على التعامل مع التناصات بطريقة مؤثرة وفاعلة؛ لأنها توظفها بحيث يتشرّب النص الحاضر للكاتبة مع النصوص السابقة؛ لتنتج نصّا جديدا يتداخل مع السابق بأسلوب فني رفيع، يجعله مؤثرا في سياقات متعددة…

ويذكر أن المومني قد فازت بقصة ماريا في مسابقة صلاح هلال للقصة القصيرة على مستوى الوطن العربي، في دورتها التاسعة عشر.