“كلنا إيجابيون”… مؤتمر وطني يناقش الصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة البشري
انجاز – لانا ابوسنينة
تحت شعار “كلنا إيجابيون”، انعقد مؤتمر علمي بعنوان “الاستجابة الوطنية للصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة البشري: بين التحديات والتطلعات”، كان هدفه الرئيس تسليط الضوء على التحديات التي تواجه هذه القضايا الصحية الهامة، وتعزيز الإنجازات والشراكات لتوفير بيئة صحية شاملة وداعمة.
وناقش المؤتمر العقبات التي تعيق الوصول إلى المعلومات الصحيحة والخدمات الصحية للمصابين بفيروس نقص المناعة البشري، هذه المعيقات التي يرتبط الكثير منها بالوصمة والتمييز. وكان مدير مركز “سواعد التغيير”، الجهة المنظمة للمؤتمر، عبد الله حناتله، قد أكد أن هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر على طلب الخدمات الصحية والقدرة على تقديمها وتحول دون الوصول اليها. وبالرغم من التقدم الذي أُحرز في العلاجات التي تمكّن المصابين بفيروس نقص المناعة من العيش بشكل طبيعي، إلا أن الوصمة لا تزال تشكّل عائقًا أمام تحسين جودة حياتهم، سواء في حياتهم المهنية أو الاجتماعية.” وحيث ان الأديان تحمل رسالة إنسانية قائمة على الرحمة والمساواة، فعلى القادة الدينيين وعلماء الدين لعب دور محوري في تغيير الأفكار والمعتقدات السائدة تجاه المصابين بالفيروس. فالوصمة ليست جزءاً من القيم الدينية، بل إن الأديان تدعو إلى تقبل الآخر والعيش المشترك بوئام والتخفيف من معاناة المستضعفين والمهمشين. كما أن المرض يُعتبر في الأديان امتحاناً للإنسان، يمكن أن يكون فرصة لتعزيز الروحانية والإيمان. وفي هذا المسعى الديني، يلعب الفرد والمجتمع ومؤسسات المجتمع دوراً هاماً.
إلى جانب الدور المحوري لعلماء الدين والقادة الدينيين، تبرز أهمية تعزيز الوعي والمعرفة العلمية بشأن فيروس نقص المناعة البشري والصحة الإنجابية والجنسية. إن تجاهل هذه القضايا بدعوى ارتباطها بممارسات مرفوضة اجتماعيًا يساهم في انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة، ما يفاقم مظاهر التمييز وسوء المعاملة، حتى داخل المؤسسات الصحية. لهذا فان دمج التوعية بالصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة البشري في المناهج الدراسية والجامعات هو امر ملح إذا ما أردنا الحد من الوصمة والتمييز تجاه المصابين بالفيروس، إلى جانب إطلاق برامج تثقيفية عبر الإعلام ومنظمات المجتمع المدني. إضافة الى أهمية توفير بيئة تشريعية تحمي حقوق المصابين، وتشجع الحوار المفتوح حول الصحة الجنسية بما يساهم في كسر الحواجز الثقافية والاجتماعية.
وبالرغم من وجود قوانين دولية ومحلية تحمي حقوق المصابين بفيروس نقص المناعة البشري، مثل الحق في الحياة والكرامة والتمتع بالصحة، إلا أن حماية تنفيذ هذه القوانين يواجه صعوبات بسبب الوصمة المجتمعية وضعف الوعي العام وتدني قدرة من تنتهك حقوقهم للمطالبة بها لذا، شدد المؤتمر على ضرورة اتخاذ خطوات فعالة لتنفيذ هذه التشريعات وتعزيز الحماية والمساواة أمام القانون.
وأكد المشاركون أن تعزيز الوعي لا يقتصر على نشر المعلومات، بل يتطلب تحولًا جذريًا في المواقف الشخصية والسياسات العامة والممارسات الاجتماعية. هذه التحولات ضرورية ليس فقط للحد من انتشار المرض، بل لضمان تقديم الدعم اللازم للمصابين، ومساعدتهم على تحسين جودة حياتهم ضمن بيئة خالية من التمييز والوصمة.
ختاماً، وضمن فعاليات المؤتمر، تم إطلاق الحملة الإعلامية السنوية تحت شعار “كلنا بوسيتيف”، التي تهدف إلى تعزيز المنظور الإيجابي في التعامل مع فيروس نقص المناعة البشري والمصابين به. وتركز الحملة على أهمية نشر المعلومات العلمية المحدثة والصحيحة، وتشجيع التفاعل الإيجابي الذي يدعم المرضى ويعزز دمجهم داخل المجتمع. و يحمل الشعار رسالة أمل وتفاؤل، داعياً إلى بناء مجتمع متكامل يزيل الحواجز، ويضمن الصحة والكرامة الإنسانية للجميع