الكتب النقدية والروايات العالمية ساهمت في تكوين رؤيتي الفكرية والأدبية.. وهكذا كان تجاوب القراء مع كتابي
إيمان جريدان باحثة في الدراسات العليا بجامعة الأغواط (الجزائر)، دكتوراه في العلوم، تخصص دراسات نقدية حديثة ومعاصرة، حاصلة على الكفاءة الأستاذية وشهادة الماجستير في الدراسات النقدية. لها بحوث أكاديمية نشرت في عدة مجلات وطنية ودولية. صدر لها مؤخرا كتاب بعنوان “هوية المكان وتحولاته: قراءة في رواية طوق الحمام” عن دار الكافي للنشر والتوزيع والترجمة، فجمعنا بها هذا الحوار.
بداية، كيف تعرف الدكتورة إيمان نفسها للقراء؟
باحثة من الجزائر، متخصصة في الدراسات النقدية الحديثة والمعاصرة، لازلت في بداياتي الأولى مع البحث والإبداع… وطريق العلم دائما بدايات.
حدّثينا عن تجربتك في الكتابة؟
تجربتي في الكتابة بدأت منذ طفولتي، إذ ظهر ميلي لحب الكتابة في حصص التعبير الكتابي بالمدرسة، كنت متفوقة جدا في التعبير، وأحصد بتفوقي وتميزي إعجاب زملائي وأساتذتي. بعدها شرعت في محاولات لكتابة القصة القصيرة، وكان ذلك في مرحلة التعليم الإكمالي. ولا زلت أحتفظ ببعض هذه المحاولات للآن. في مرحلة الثانوي اهتممت أكثر بكتابة الخواطر والشعر وبعض القصص القصيرة والمذكرات والرسائل. وكلها محاولات لم تحظ بالنشر. إذ لم أفكر في تلك الفترة بنشرها مطلقا. أما المرحلة الجامعية فقد انصب اهتمامي بالبحوث الأكاديمية، التي استغرقت معظم وقتي واهتمامي. فلم أكن أكتب المذكرات والخواطر والقصص القصيرة إلا أحيانا.
ما هو تأثير كتابتكم على القارئ؟
كتابي لحد اللحظة لم يسوق ولم يوزع في المكتبات بسبب الجائحة. ولكنني لاحظت من خلال فقرات وبرامج الإشهار حول الكتاب، اهتمام عدد من طلبة الأدب به، كما أن الفقرات والمقاطع التي كنت أنشرها بصفحتي على فيسبوك، والمقتبسة منه، كانت تلفت نظر الكثير من الباحثين، فيتصلون بي ويناقشونني حولها، ويطلبون مني نسخا من الكتاب.
ما هي أهم الأعمال التي قد ساهمت في تكوين رؤيتكم الفكرية والأدبية؟
أولا الكتب بطبيعة الحال، خاصة الكتب النقدية، والروايات العالمية العربية والغربية. والمجلات الأكاديمية المحكمة.
ثانيا المتلقيات الدولية والوطنية، والتي شاركت فيها بمداخلاتي وحضوري فضل كبير على تكوين رؤيتي، وصقل تجربتي العلمية.
هل تطالعون لأدباء جزائريّين، إن كان جوابكم نعم، من هم أبرز من تقرؤون لهم؟
بالطبع، قرأت عددا لا يحصى من الروايات والكتب الجزائرية. ككتب عبد المالك مرتاض النقدية، وكتب دكاترتي في النقد والشعر الأخضر بن السائح ومحمد فنطازي والطيب دبة. أما الروايات فقرأت على سبيل المثال لا الحصر روايات أحلام مستغانمي وواسيني الأعرج والحبيب السائح والحاج محمد الصديق الزيواني، ومليكة مقدم ومحمد ديب.
ما هي قراءتكم للمشهد الثقافي في الجزائر اليوم؟
ما لاحظته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الإعلامية ظهور عدة طاقات شبابية مبدعة في فن التمثيل والمسرح والغناء والرسم والشعر والكتابة خاصة. إذ فتحت دور النشر أبوابها لهؤلاء وشجعتهم على نشر وتسويق إبداعهم. وهذا عمل محمود ومشجع لحد كبير، دون أن نفتح مجالا للحديث عن بعض الأعمال الرديئة التي لا تمت للفن والإبداع والكتابة بِصِلة.
ما هي أبرز المعيقات التي تواجه الكتابة الإبداعية اليوم من منظوركم الشخصي؟
الحواجز المعيقة كثيرة جدا، غياب المشجعين، خاصة منهم النقاد الكبار، إذ ليس لهم متسعا من الوقت لقراءة ونقد الأعمال الإبداعية الجديدة. كذلك الحاجز المادي، إذ يصعب على الكثير من الشباب نشر أعمالهم، خاصة أن أغلبهم طلبة جامعيون متخرجون بدون وظيفة. كذلك نقص المناسبات العلمية والمحافل والمسابقات المحفزة على الإبداع.
كيف كان تجاوبكم الشخصي وتجاوب القراء مع تصميم غلاف كتابكم ” هوية المكان وتحولاته: قراءة في رواية طوق الحمام” وإخراجه الفني؟
شخصيا، كنت أنتظر بشغف كبير رؤية تصميم غلاف كتابي، وعندما تم إخراجه، صعقت من الدهشة، فقد كان تصميما مذهلا أعجبني كثيرا، خاصة لونه الرمادي. ونفس الإحساس بالدهشة والإعجاب حدث مع زملائي والقراء، إذ نال إعجابهم كثيرا، وأثنوا على الدار والمصمم.
حدّثونا عن تجربتكم مع دار الكافي للنشر والتوزيع والترجمة؟
هذه تجربتي الأولى مع دار الكافي، وأعتبرها تجربة ناجحة جدا. إذ تتميز هذه الدار بحسن ورقي معاملتها مع المؤلفين. كما أن عمالها من مخرجين ومصممين لهم خبرة جيدة في إخراج وتدقيق وتصميم الكتب وأغلفتها. فضلا عن مجهوداتها الكبيرة في الأعمال الإشهارية للمؤلفات وأصحابها الذين تتعامل معهم.
أنتهز فرصة هذا الحوار، لأشكر الدار وكل القائمين عليها على كل المجهودات التي يقومون بها، كما أشجع كل مبدع وكاتب على التعامل معها.
كلمة أخيرة توجهها حضرتكم لجمهور القرّاء؟
بداية. أشكر كل قارئ اهتم بكتابي، وطلب نسخة منه. وأشجعه أكثر على اقتنائه وقراءته والاستفادة منه. ويسرني كل الملاحظات والانتقادات التي يقدمها لي حول الكتاب.
أما جمهور القراء، فأشجعهم وأشجع نفسي على ضرورة الحرص على المطالعة، والمداومة المستمرة على متابعة كل المستجدات في الساحة الثقافية الوطنية والدولية.
شكرا دار الكافي، شكرا زملائي، وشكرا لكل قراء ومتابعي دار الكافي.
حاورها: أيوب بنبري
1 تعليق
tashfin mora
موفقين إن شاء الله