ليبيا.. الانقسام السياسي يعيد داعش للواجهة
طرد الليبيون تنظيم #داعش الإرهابي وخلاياه من مدينة #سرت وسط البلاد، ومن مدينتي بنغازي ودرنة شرق البلاد، لكن يبدو أن مقاتليه وجدوا مكاناً لهم من جديد وسط الفوضى، التي تعمّ ليبيا والانقسام المستمر بين الأطراف الرئيسية في البلاد، فعاد التنظيم إلى النشاط بشكل مقلق، وقاد خلال الأشهر الماضية، عشرات الهجمات الدموية في مدن مختلفة.
وجاء الهجوم المسلح على “بوابة كعام الأمنية” الواقعة بين مدينتي زليتن والخمس غرب البلاد، أمس الخميس، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 7 عسكريين وإصابة خمسة آخرين بجروح، ضمن سلسلة متتالية من الاعتداءات الإرهابية التي نفذّها عناصر تنظيم داعش في المنطقة الشرقية المنتجة للنفط، وكذلك الغربية ذات الثقل السكاني الأكبر في ليبيا.
وتعليقاً على ذلك، اعتبر النائب في البرلمان فتحي باشاغا، في تدوينة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن تنظيم “داعش” بدا وكأنه يسترد جزءا من قوته التي فقدها في السابق، رغم نجاح قوات “البنيان المرصوص بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة أميركا، في القضاء عليه في مدينة سرت خلال عملية كلفت ليبيا “700 شهيد وأكثر 2000 جريح”.
وأضاف باشاغا أن تنظيم “داعش يتواجد في المناطق والدول التي تكون فيها الحكومات ضعيفة وغير قادرة على الحكم والقيادة الرشيدة، أو الحكومات المستهترة بحياة وأولويات شعوبها ومواطنيها”.
وبدوره، أرجع المحللّ السياسي كمال الشريف، التقدّم الميداني الذي حققه تنظيم داعش في ليبيا ضد الأجهزة الأمنية، إلى الانقسام الداخلي في البلاد سياسياً وعسكرياً، مؤكداً أن “التنظيم يستفيد من هذا العامل ليعود من جديد ويتجاوز هزائمه السابقة وأي تأخر في التسوية سيعزز من وجوده”، لافتاً إلى أنّ “التشظي في الجهود يضر بعمليات مكافحة الإرهاب والتصدي للجماعات المتشددة المنتشرة في معسكرات متفرقة على مختلف أنحاء البلاد”.
وتواجه قوات الجيش الليبي الذي يقوده الجنرال #خليفة_حفتر، بقايا عناصر التنظيمات الإرهابية في مناطق الشرق، وكذك بعض بلدات الجنوب برا وجوا، بينما تعوّل #حكومة_الوفاق الوطني ومقرّها طرابلس على الطلعات الاستطلاعية التي تقوم بها قوات البنيان المرصوص بين الحين والآخر لرصد تحركات عناصر تنظيم داعش في مناطق غرب ليبيا.
ويرى الشريف في تصريح لـ “العربية.نت” أنّه بإمكان تنظيم داعش الذي لا يزال يملك حضورا في ليبيا، بعد أن هرب عناصره الفارين إلى الوديان الصحراوية وتوزعوا على مدن الجنوب أن “يتشكلّ من جديد ويكون أكثر شراسة وخطرا” ، مستغلا بطء العملية السياسية واستمرار الفوضى في جميع المجالات منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، إضافة إلى وجود 20 مليون قطعة سلاح منتشرة في البلاد.
ولا تزال المفاوضات بين الأطراف السياسية عمليّة معقدة في الوقت الحالي، نظرا لعدم وجود طرق توافقية بين الأطراف السياسية الرئيسية في البلاد، وعلى الرغم من اتفاق باريس الذي أمضاه الفرقاء برعاية فرنسية، ونصّ على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية العام الحالي لإنهاء الحالة الحالية، يبدو أن هذه الخطوة غير قابلة للتحقيق وتتجّه إلى التأجيل، نظرا لوجود معوقات فنية وقانونية وغياب أيّ ترتيبات سياسية أو أمنية لهذا الحدث.