تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم السبت، عن التغييرات الفسيولوجية على أجهزة جسم المرأة أثناء فترة الحمل.
وتوضح نشرة المعهد بتفصيل علمي، التغييرات التي تحدث لنظام الغدد الصماء، والقلب والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي، والنظام الغذائي، والمسالك البولية، والتغييرات الأيضية، والجلد، إضافة إلى نصائح إرشادية مهمة للمرأة أثناء الحمل.
الحمل وتغييراته عملية فسيولوجية طبيعية تحدث في جميع الثدييات استجابة لنمو الجنين. تحدث هذه التغييرات استجابة للعديد من العوامل: التغيرات الهرمونية، وزيادة حجم الدم الكلي، وزيادة الوزن، وزيادة حجم الجنين.
كل هذه العوامل لها تأثير فسيولوجي على جميع أنظمة المرأة الحامل: الجهاز العضلي الهيكلي، والغدد الصماء، والجهاز التناسلي، والقلب، والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، والجهاز البولي.
تبلغ فترة الحمل الكاملة نحو 40 أسبوعًا، لكن يمكن أن تحدث الولادة قبل 37 أسبوعًا، وحينها يطلق عليها اسم ولادة مبكرة.
تغييرات نظام الغدد الصماء:
الحمل هو عملية فسيولوجية طبيعية وترتبط بالتغييرات في مستويات الهرمونات. بعض هذه الهرمونات تسمى هرمونات الستيرويدات بما في ذلك هرمون البروجسترون والإستروجين فهي مهمة أثناء الحمل لحفظ ولادة الجنين والحفاظ على استقرار الحمل.
تزداد مستويات هرموني البروجسترون والإستروجين تدريجياً مع تقدم الحمل، على عكس هرمون يسمى ريلاكسين الذي يصل إلى أعلى مستوى في الأشهر الثلاثة الأولى ثم ينخفض في نهاية الحمل. يتم إنتاج جميع المنشطات/الهرمونات الجنسية من المشيمة أثناء الحمل ولكن يكون هرمون البروجسترون هو الهرمون الرئيسي.
من التغييرات الهرمونية أيضاً التي تحدث في الحمل انخفاض الهرمون المنبه للجريب (FSH) والهرمون الملوتن (LH) بشكل كبير بسبب ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون، كما تزيد مستويات البرولاكتين.
تغييرات نظام القلب والأوعية الدموية:
يحدث هناك توسع في الأوعية الدموية.
يزداد الناتج القلبي (Cardiac output) بنسبة 20٪ بحلول الأسبوع الثامن، ثم يزيد بنسبة 40٪، ويصل الحد الأقصى في الأسبوع 20-28. أثناء الولادة، هناك زيادة أخرى في النتاج القلبي ثم زيادة هائلة بعد الولادة مباشرة، تليها العودة إلى وضعه الطبيعي في غضون ساعة تقريبًا.
يكون هناك زيادة في معدل ضربات القلب من 10 إلى 20 نبضة في الدقيقة، ويكون ضغط الدم أقل من المعدل الطبيعي في الثلث الأول من الحمل ولكنه يعود إلى طبيعته في الثلث الثالث
تغييرات الجهاز التنفسي:
يحدث أثناء الحمل زيادة في استهلاك الأكسجين (بنحو 20٪) حيث يكون هناك زيادة في معدل الأيض وزيادة في الطلب على الأكسجين. تشكو العديد من النساء من الشعور بضيق في التنفس أثناء الحمل دون نقص الأكسجة وآلية هذا ليست مفهومة تماما.
تغييرات النظام الغذائي:
– يكون الغثيان والقيء شائعين في بداية الحمل.
– عادة ما تزداد الشهية، أحيانًا مع الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
– يتسبب البروجسترون في استرخاء العضلة العاصرة للمريء وزيادة ارتجاع المريء، مما يجعل العديد من النساء عرضة للحموضة المعوية. كما يساهم الضغط على المعدة من الرحم المتضخم في حدوث ذلك في وقت لاحق من الحمل.
– تقل حركة الجهاز الهضمي وبالتالي يصبح وقت مرور الطعام أطول وحدوث الإمساك. هذا يسمح بزيادة امتصاص المغذيات.
– قد تتمدد المرارة ويتم تفريغها بشكل أقل مقارنة بالوضع الطبيعي. يؤهب الحمل أيضًا لتساقط حصوات المرارة من الكوليسترول.
– تصبح اللثة إسفنجية وهشة وعرضة للنزيف ولذلك فإن العناية الجيدة بالأسنان مهمة أثناء الحمل
تغييرات المسالك البولية:
– يؤدي زيادة حجم الدم والناتج القلبي أثناء الحمل إلى زيادة في تدفق الدم الكلوي بنسبة 50-60٪ ومعدل الترشيح الكبيبي. يؤدي هذا إلى زيادة التبول وانخفاض مستويات اليوريا والكرياتينين والبول والبيكربونات في الدم.
– قد تحدث بيلة سكرية خفيفة و/أو بيلة بروتينية لأن الزيادة في كمية السائل الذي سيتم ترشيحه قد تتجاوز قدرة الأنابيب الكلوية على إعادة امتصاص الجلوكوز والبروتين.
– يحدث زيادة في احتباس الماء وتصبح العضلات الملساء للحوض الكلوي والحالب مسترخية ومتوسعة، ويزداد طول الكلى ويصبح الحالب أطول وأكثر انحناءًا مع زيادة حجم البول المتبقي
– ترتخي عضلات المثانة الملساء، مما يزيد من قدرتها وخطر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
– قد يضغط الرحم المتضخم على الحالبين.
– تعاني 2 إلى 10% من النساء من البيلة الجرثومية عديمة الأعراض أثناء الحمل وإذا لم يتم العلاج فقد يصبن بالتهاب الحويضة والكلية الحاد.
التغييرات الأيضية:
– يزيد معدل الأيض الأساسي ببطء خلال فترة الحمل بنسبة 15-20%.
– من المعتقد أن متطلبات الطاقة لا تزيد بشكل ملحوظ خلال الثلث الأول أو الثاني من الحمل، حيث تزداد بنحو 200 سعرة حرارية في اليوم في الثلث الثالث.
– يميل الإنفاق النشط للطاقة إلى الانخفاض خلال فترة الحمل.
– تقدر زيادة الوزن الطبيعية بها أثناء الحمل بـ 11.4 إلى 15.9 كجم للمرأة ذات مؤشر كتلة الجسم الطبيعي.
تغيرات الجلد:
– يحدث هناك فرط تصبغ في السرة والحلمات وخط الوسط البطني، كما يكون الكلف في الوجه شائعاً بسبب التغيرات الهرمونية للحمل.
– قد تتسبب الدورة الدموية المفرطة الديناميكية والمستويات العالية من هرمون الاستروجين في حدوث وحمة عنكبوتية (Spider nevi) واحمراراً في راحة اليد.
– تكون علامات التمدد شائعة.
التغييرات العضلية الهيكلية:
تساهم زيادة التراخي الرباطية الناتجة عن زيادة مستويات الريلاكسين في آلام الظهر.
نصائح إرشادية أثناء فترة الحمل:
قبل أن تتمكني من رعاية طفلك الجديد، عليك أن تعتني بنفسك وبجنينك. فيما يلي بعض الإرشادات أثناء الحمل:
– تناولي الفيتامينات المخصصة للحمل التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين
” D” فهي تساعد على تعزيز نمو أسنان الطفل وعظامه. قد يكون من المفيد أيضًا البحث عن فيتامين تتناولينه خلال الحمل ويحتوي على فيتامين “C” وفيتامين” A” وفيتامين” E” ومجموعة فيتامينات” B” والزنك واليود.
– قومي بممارسة الرياضة بانتظام.
– اكتبي خطة الولادة والتي تشمل (Birth plan) اﺧﺘﻴﺎر الطبيب وﻣﻜﺎن ولادة ﻃﻔﻠﻚ، اختيار من سيكون بصحبتك عند ولادة طفلك، خيارات تخفيف الألم، والأفكار المتعلقة بتحريض المخاض
– قومي بتغيير طبيعة الأعمال المنزلية الخاصة بك (تجنُّب المنظفات القاسية أو السامة، ورفع الأشياء الثقيلة).
– قومي بتتبع زيادة وزنك.
– احصلي على أحذية مريحة.
– تناولي الأطعمة الغنية بحمض الفوليك (كالعدس والبرتقال)، الأطعمة الغنية بالكالسيوم (الألبان والأسماك المعلبة وفول الصويا)، والأطعمة التي تحتوي على الألياف.
– تناولي خمس أو ست وجبات متوازنة كل يوم لكن لا تفرطي في الطعام. يبلغ عدد السعرات الموصى بإضافتها أثناء الحمل 300-500 سعرة حرارية في اليوم.
– قللي من تناول الكافيين.
– اشربي الكثير من السوائل (ما لا يقل عن 8 أكواب يوميًّا).
– ضعي واقي الشمس.
– تجنبي السفر الجوي إذا كان ذلك ممكنًا في وقت مبكر ومتأخر من الحمل.
– تجنبي التعامل مع القطط لتقليل خطر الإصابة بداء المقوسات.
– لا تدخني وتجنبي التدخين السلبي.
– احرصي على الحصول على قسط كاف من النوم.