مالك حداد” بين إرادة الإسناد وإرادة الإبعاد…. يظهر الولاء
كتب : محمود علي الخصاونه
في زمن أصبح فيه المنصب جاه أكثر من كونه واجب وأمانة وباتت فيه المصالح الشخصية سيدة الموقف يبرز رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه… رجال يعلمون يقينا بأن خدمة البلد لا تكون بمنصب وزاري أو جاه نيابي… فالجندي المخلص لوطنه يبقى واقفا متحصنا بسلاحة ويده على الزناد في اي موقع ينتقل إليه أو يوضع فيه.
مالك حداد …. نموذج من بلدي … حالة من حالات رجال الأردن الأوفياء… وحسبنا بهم انهم كثر … لبى نداء سيد البلاد وانصاع لرغبة الإصلاح والتغيير واعتلى صهوة المنصب فارسا ليوم واحد في حكومة الدكتور هاني الملقي ليسند إليه مرفق النقل الذي هو أكثر دراية وخبرة في تسيير شؤونه وأنه لو بقي ومنح تمام الفرصة للعمل لكنا أمام حديث آخر من شخص مختلف.
بين دعوة الثقة الملكية لتولي المنصب … والتخلي عنه تظهر معاني الانتماء ودلالات الوفاء … والبعد عن المناكفة أو التحدي التي كان من شأنها أن تسير بمركب الحكومة على خلاف ما يشتهي قبطانها.
جاء انصياع مالك حداد للرغبة الملكية في الحالتين تسجيلا لموقف مشرف حتى يبعد عن نفسه شبهة التزلف وكذلك سجل موقفا مشرفا ودرسا في الوطنية ليقطع الطريق على السجالات التي طاردت ليس اللقب والراتب فقط … وإنما طاردت شخصه وتناسى البعض بكل أسف الجانب الأكثر أهمية في الرجل وهو أصالته ورجاحة عقله وعمق فكره وبعد نظره وحرصه على المصلحة العامة والوقوف مع صف الوطن ليتساءلو عن أحقية استحقاقه لقب المنصب وراتبه … وفاتهم انه بقبول المنصب إنما امتثل لإرادة عليا للرغبة في الاستفادة من خبراته المتراكمة في قطاع النقل وأنه في مملكته الخاصة (جت) يتقاضى أضعاف ما رضي به لقاء الخدمة العامة …. وهو بذلك لا تعنيه الألقاب الزائلة والتي باتت زائفة.
مالك حداد….. اقفل باب الجدل حول احقيته فيهما وقبلها اقفل باب الحرج مجرد الحرج فقط الذي قد يواجه الحكومة فهو في شرائط تولي المنصب الوزاري أو الوظيفة العامة لا يوجد ما يحول أو يمنع توليه اياه لا بل استمراره فيه بعد توليه وما الحديث عن واقعة اندثرت زمانا وانقضت آثارها قانونا إلا ضرب من المشاغبة على الرجل كان فيها الأكثر قوة والأوسع ذكاء والاسبق مبادرة.
مالك حداد ….. لا اعرفك من السابق …. ولم اتشرف بلقائك ….. وحتما لا مصلحة تدعو لاطرائك لكنها كلمة حق في شخص جسد معاني تستحق الثناء والتقدير.
مالك حداد ….. وإن تنازلت عن اللقب لفظا ولم تسجله في جواز سفرك لكن لتعلم وعلى نحو كثير مما اسمع انك حزت لقب معالي من لدن كل من يعرفك سابقا وكان هذا الموقف سببا لمعرفتك… ليقول لك كل منهم معالي مالك حداد لك كل الإحترام.