عقدت مبادرة نون للكتاب مساء الجمعة الموافق ٢٠٢٢/١٠/١٤ في جاليري (فن وشاي) في جبل اللويبدة جلسة نقاشية لرواية (مذبحة الختان) حيث تم استضافة صاحب الرواية الأديب أحمد أبو صبيح
هذا وقد قام الروائي سعيد الصالحي بتقديم الروائي أبو صبيح وتسليط الضوء سيرته وعلى أهم منجزاته الأدبية.
بعد ذلك قامت الدكتورة الناقدة دلال العنبتاوي بتقديم قراءة نقدية لنص الرواية ركزت فيه على أن الرواية ليست تاريخية تماما ولكن بها تناص جلي مع الرواية التاريخية بحسب ما ذكر في العهد القديم. وأكدت أن هذا التناص وإحالة القارئ إلى أحداث قديمة هي حيلة إبداعية يعتمدها كثير من الكتاب ليقولوا ما يشاؤون تلميحا لا تصريحا وبعيدا عن المساءلة.
انتقل الحديث بعد ذلك القاص أسيد الحوتري حيث أكد أن نص الرواية وإن بدا تاريخيا إلا أن الكاتب قد غير في بعض الأسماء والأحداث، وأضاف إنه لو كانت الأحداث والأسماء الرئيسة مطابقة لما ورد في رواية العهد القديم، التوراة، لكانت الرواية تصلح أن تكون منهاجا يدرس لكل المهتمين في القضية الفلسطينية لأن الرواية تحكي قيام مملكة إسرائيل والفضاعات التي صاحبت هذا القيام والتي تتشابه تماما من حيث الجوهر مع الجرائم التي ارتكبت عند قيام الكيان الصهيوني. وأشار الحوتري أن نص الرواية يقوض ثقافة المحتل ويظهر سقوطه الأخلاقي وهذا نوع من المقاومة الثقافية.
هذا وقد أكد الروائي أبو صبيح، أنه غير معني بنسخ ما جاء بالعهد القديم، وأنه لم يكن ضمن خطته أن يؤرخ للماضي، ولكنه أراد بكل بساطة أن يقدم عملا أدبيا مستلهما من التاريخ لا موثقا له.
بعد ذلك أشار الروائي سعيد الصالحي إلى أن أبو صبيح قد نجح في توظيف الماضي للدلالة على الحاضر، فالتاريخ يعيد نفسه، ففي هذه الرواية قال أبو صبيح كل ما يمكن قوله وعن جميع الأطراف دون استثاء، فهاجم المحتل، ومن تخاذل، ومن تعامل وتعاون معه دون أن يصرح بأحداث وبأسماء مضارعة وأكتفى بما سجله التاريخ.
انتقل للحديث بعد ذلك للناقد الأستاذ سليم النجار حيث أوضح أن هنالك بعض ملاحظات على الرواية كانت بحاجة لتوضيح أكثر من قبل الروائي، وهذه الملاحظات هي كما يلي: أولا كون الرواية تدور في الصحراء، والصحراء بطبيعتها بيئة حرب، فكان من المفترض أن يوضح الروائي أكثر الطرق التي تجلب السلام. كما أشار النجار إلى أن اليهود لم تكن لهم علاقة بالزراعة بل كانوا يحتقرونها، مع ذلك لم توضح الرواية تحولهم إلى مزارعين. كما وأكد أن التناص الموجود في الرواية هو مع تناص وليس مع نص تاريخي يقيني.
وقد قام عدد من الحضور بمداخلات أكدوا فيها على كون الرواية ماتعة وتلامس بإسقاطاتها الواقع الفلسطيني والعربي.
وختم القاص الحوتري المناقشة بشكر الحضور عموما، والروائي أحمد أبو صبيح، والناقدة الدكتورة دلال العنبتاوي، والروائي سعيد الصالحي، والناقد سليم النجار على وجه الخصوص على مشاركتهم ومداخلاتهم. كما تم تكريم الروائي أبو صبيح بدرع تذكاري.