إنجاز-أسامة القضاة
تعد مربعانية الشتاء في عجلون رمزًا لتراث الأجداد الذي يعكس أصالة العلاقة بين الإنسان والطبيعة والموروث الشعبي وهي الفترة التي تمتد لأربعين يومًا تبدأ في الحادي والعشرين من ديسمبر في هذه الأيام الباردة تزداد الحياة دفئًا بفضل الترابط الاجتماعي والعادات التي توارثها سكان المحافظة جيلاً بعد جيل لتظل شاهدًا على تلاحم الأسرة والمجتمع في مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية وعبر عدد من ابناء المحافظة عن مدى اهمية المربعانية وارتباطها الوثيق بموسم الشتاء وانها ا ن دخلت على مطر فستمتد الهطولات المطرية مشيرين انها هذا العام لم تصاحبها الامطار الامر الذي زاد من مخاوفهم بان الانحباس المطري يؤثر سلبا على القطاع الزراعي والثروة الحيوانية والتي تعتمد بشكل كبير على المناطق الرعوية لذا من الضروري تقديم العلاجات واللقاحات البيطرية للمزارعين من قبل وزارة الزراعة.
وأكد مؤسس متحف التراث الشعبي في عجلون العقيد المتقاعد محمود الشريدة أن مربعانية الشتاء ليست مجرد ظاهرة طبيعية بل هي جزء من ذاكرة شعبية غنية بالتقاليد التي تحكي قصص الأجداد وأن المتحف يحتفظ بمقتنيات تجسد هذه الفترة من العام، مثل أدوات التدفئة التقليدية وأواني الطبخ التي كانت تُستخدم لإعداد الطعام.
وقال الشاعر رسمي الزغول إن الأيام الباردة تحمل في طياتها ذكريات الطفولة عندما كان الأطفال يجتمعون حول المدفأة التقليدية ويتلقون من الكبار دروسًا في الصبر والتحدي والتي وصفها بأنها فصل للتأمل والحنين إلى الماضي وهي فرصة للاستفادة من الخيرات التي جلبها الشتاء حيث كانوا يرون في المطر رحمة وفي الثلوج جمالًا يمنح الأرض فرصة جديدة للحياة.
الحاجة أم سليمان القضاة، إحدى سيدات عجلون أوضحت أنها هي فترة العمل الجاد داخل البيوت، حيث يتم خلالها تخزين الزيتون وزيته وتحضير المربيات والمخللات التي تكفي العائلة طوال الشتاء وأن النساء يجتمعن في هذه الفترة لتبادل الخبرات والعمل معًا، مما يضفي على الأجواء روحًا من التعاون والمودة.
وأشار الحاج حامد القضاة إلى أن الأجداد كانوا يرون في هذه الفترة اختبارًا للصبر وقوة التحمل، حيث كانت الملابس الشتوية الثقيلة والمدافئ التقليدية هي الوسيلة الوحيدة لمواجهة الطقس القاسي وتحدث عن مربعانية الشتاء باعتبارها الحد الفاصل بين البرودة المعتادة والبرد القارس الذي يتطلب استعدادًا خاصًا
المختار فهمي فريحات أكد أن مربعانية الشتاء ليست مجرد ظاهرة مناخية بل إرثًا ثقافيًا يعكس الترابط الاجتماعي بين الناس وأن أهالي عجلون اعتادوا على تكاتف الجيران والأقارب لتجاوز تحديات الشتاء، مثل تبادل الحطب والطعام
وبينت الدكتورة فايزة المومني أنها تمثل فرصة كبيرة لتعزيز السياحة الشتوية في المحافظة وإن المناظر الطبيعية التي تزينها الثلوج تجذب الزوار للاستمتاع بجمال عجلون إلى جانب الأنشطة التي تعكس التراث المحلي مثل إعداد الأكلات الشعبية وورش العمل في الحرف اليدوية.