مرثيه إلى عقيد قبيله السرحان وشيخ مشايخها المرحوم الشيخ ضيف الله الكعببر السرحان. كتب :الدكتور الصحفي غازي القظام السرحان. ما بين صمت يجهش بالبكاء، ودموع تأبى الهطول بكل كبرياء، وصليل الضحكات ولت في الصحراء، كنت بهيا يا شيخ يوم تشييعك كبهائك وانت حي، فما ابهاك في الحزن وعند البلاء أيها العقيد ، تسللت بخفه نحو الغياب وادركنا الآن ما هو الشعور بالخساره.بأننا افتقدنا من كان يعطر الأجواء ويوأخي بين الأضداد ويقري الضيف ويتحمل اساءه القريب والبعيد ويعفو عن قدره ما تأخر يوما عن ترح وفرح . بتنا كعرجون نخيل يزداد بغيابك جفافا ونحولا والتواء، سنهديك دموعا ولكن دموعنا اليوم سوداء، كيف اصقل الكلمات تائهة تغص في حلقي والقلب ليموت كمدا. كنت تطيل الكلام عن الوطن وغيرك لا يحمل منه هويه، وتدافع عنه بما يسميه غيرك قضيه، انت أحببت وطنا عن قرب، وتتفهم الأوضاع السياسية والحزبيه والاجتماعية والعشائريه.وأدمن غيرك القول بسرعه همجيه والاعتياد على صف الأرقام وتزيينها عن اليمين باصفار تقليديه. ها هو قلمي يختنق ويحتقن حتى غدا قلمي كمشرط حاد يقطع أنفاس الورقه ويمزقها وقد تيتمت اسطرها. يا لمصابنا يا شيخ يا قرم يا عقيد، يا لجرحنا عجاجه أتى على عجل بلا موعد ولا نداء، تركت لنا ارثا ومعالم ودروسا سنظل نتمثلها وما أن تمسكنا بها لن تكسر شوكتنا، فليست الشهادات هي التي تبنينا بل نحن من نبنيها بتفانينا، وليست الكراسي والمناصب هي التي ترفعنا بل نحن من نرفعها بتحدينا، انها حقا جوله الحياه المرهقه والمتعبه، سنظل ندعو لك بالرحمه والغفران، فلقد ابكيت كل سرحاني وسرحانيه كيف وقد كنت معهم وإلى جانبهم إذا حل بهم ما يؤلم وتدفع بجناحيك محلقا، ففي داخل كل منا فكره منك أو اشاره أو رأي، هنيئا لك في مرقدك لأننا سنذكر لك انك كنت نقياً اليفا لطيفا واخا وشيخا شهما كريما.