كتب: حسني العتوم
استحوذ مشروع المدينة الصناعية بمنطقة الكفير شرق مدينة جرش على شرح مفصل امام لجنة الصحة والبيئة والسكان في مجلس الاعيان قدمه رئيس بلدية جرش الكبرى الدكتور علي قوقزة .
فالمشروع الذي انطلق قبل نحو اربع سنوات ، وصفه رئيس البلدية بانه ولد ليموت قبل ان يرى النوربعد ، لاسباب عديدة عرضها امام لجنة الاعيان التي زارت مدينة جرش وحملت معها ملفا زاخرا عن الاوضاع الصحية والبيئية لتضعها امام الحكومة لحلحلة البعض منها .
وبين رئيس البلدية ان موقع المدينة الصناعية هو موقع تاريخي من جهة ومساحته الصغيرة لا يمكن لها ان تستوعب اقامة مشاريع صناعية كبيرة لما تتطلبه من ضرورة توفير مساحات كافية لها ، الامر الذي يؤشر من حيث المبدا على اننا نسير في اتجاه لا يحقق الاهداف المرجوة من هذا المشروع ، كي لا يصبح بعد حين من المشاريع المتعثرة وغير ذات جدوى بعد انفاق الاموال العامة عليها .
واكد رئيس البلدية ان مشروع المدينة الصناعية وهو بحالته التي هو عليها الان يتطلب مبالغ طائلة لاتمام البنية التحتية له ، والتي لا تقل باي حال من الاحوال عن عشرة ملايين دينار لتوفير خدمات المياه والكهرباء والطرق اللازمة له ، يقابل ذلك عدم توفر مثل هذا المبلغ في المدى المنظور ، ما يجعل المراقبين لمثل هكذا مشاريع يصفونها بانها ولدت لتموت لا لتحيا .
واشار قوقزة الى ان موقع المدينة الحالي اذا ما استمر سيعمل على قتل الزراعات في المنطقة المجاورة له سيما وان هذه المنطقة تعتبر ذات شهرة كبيرة بانواع الزراعات الخضرية التي تستقي من ينابيع عين التنور والرياشي والرشايدة والعبارة والتي تستمر على امتداد المنطقة ولغاية سيل جرش .
وفي هذا السياق اكد رئيس البلدية ان كافة المعيقات التي تواجه اتمام هذه المدينة يمكن تجاوزها من خلال البدائل المتاحة من حيث توفر المساحة اللازمة لها بموقع اخر لا تقل مساحته عن 500 دونم وهي مساحة يمكن لها ان تستوعب اقامة مشاريع صناعية ضخمة قادرة على ان تعطي نتائج ايجابية وانعكاسات اقتصادية وتوفر فرص عمل حقيقية للشباب .
وقال ان الموقع الحالي وبما يتميز به من خصائص تاريخية يمكن ان يكون منتجعا سياحيا ليكون اضافة نوعية للمحافظة ويشكل احد اهم عوامل الربط بين المدينتين الاثرية والحضرية ، وهذا بحد ذاته هدف نسعى الى تحقيقه على الارض وتتجه انظار كافة الجهات الرسمية والشعبية ليكون واقعا يحقق ارادة ورغبة قيادتنا الهاشمية الحكيمة الرامية الى تشجيع الاستثمار واقامة المشاريع القادرة على توفير فرص العمل لاستيعاب اعداد كبيرة من الشباب للانخراط بالعمل فيها .
وبين الدكتور قوقزة ان البلدية بشكل عام ومؤسسة اعمار مدينة جرش بشكل خاص والتي نتطلع اليها كواحد من الاذرع الهامة في المدينة لتبني مشاريع استراتيجية يمكن لها ان تتبنى مثل هكذا مشاريع بالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة لافتا الى اننا في هذه المرحلة من مراحل انشاء هذه المدينة قادرون على ان نعدل المسار لها ، من خلال البدائل المتاحة قبل ان نواجه بحقيقة لا نرغب لها ان تكون ، تتمثل في عدم القدرة على انجاز هذا المشروع من حيث المبدأ ، وهذا ما لمسناه مؤخرا من خلال زيارة الفريق الاقتصادي الوزاري الذي زار المحافظة مؤخرا، وبالتالي فان هذا المشروع التنموي والهام بواقعه الحالي لا يمكن له ان يحقق اهدافه التي ولد من اجلها وهذا ما لا نرتضيه لاهلنا هنا في جرش .