انجاز- استذكرت رابطة الكتاب الاردنيين المؤرخ والاديب سليمان الموسى(1919-2008)، في ندوة اقيمت مساء امس السبت في قاعة غالب هلسة بمقر الرابطة الرئيس بعمان، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله.
وفي ندوة إحياء الذكرى التي أدارها الزميل الدكتور حيدر المجالي، قال الباحث التربوي الدكتور ذوقان عبيدات في ورقة له بعنوان “وجهة نظر تربوية”، انه بعد قرآته لأعمال المؤرخ الراحل الموسى وجد انه باحثا ملأ فراغات كثيرة كانت كلمات متقاطعة او الغاز في ذهن الطلبة والدراسين، كما انه سهل الطريق امام كل من يسلك درب التاريخ وخاصة مؤلفي الكتب المدرسية .
ولفت الى انه كباحث تربوي يطالب في الانفتاح وتعليم التفكير وجد في مؤلفات الموسى ما يعزز بها مطالبه ويدعم مسعاه، مشيرا الى ان الموسى كان يراجع نفسه وينتقد ذاته وما كتبه بشدة فلا يتمسك بخطأ ارتكبه ولا بمعلومة واهية.
وقال رئيس رابطة الكتاب الاردنيين الباحث محمود الضمور، إن سليمان الموسى واحد من الذين سعوا الى تأسيس الرابطة، وكانت الرابطة كرمته عام 2006 وعقدت له ندوة علمية بحثية في حياته.
واستعرض الضمور مسيرة حياة المؤرخ الراحل الموسى، واصفا اياه بانه من جيل العصاميين الذين نشأوا في ظروف صعبة .
ونيابة عن الباحثة الاكاديمية الدكتورة فدوى نصير التي تعذر حضورها لظرف طارىء القت الشاعرة غدير حدادين، كلمتها الموسومة بعنوان “الحركه العربية سيرة المرحلة الأولى للنهضة العربية الحديثة”؛ والتي نوهت فيها بكتاب المؤرخ الموسى “الحركة العربية” الذي يعد انجازا للمكتبة الاردنية خصوصا، وخزانة الأدب
العربي والتاريخ العربي والانساني عموما، لافتة إلى ان الكتاب يعد دليلا ومرشدا في موضوعات تاريخ الاردن الحديث والمعاصر والثورة العربية الكبرى.
وأشارات إلى ان هذا الكتاب وصفه الباحث الدكتور بشير نافع بأنه ساهم إلى جانب كتاب جورج أنطونيوس “يقظة العرب”، وكتاب ساطع الحصري “البلاد العربية والدولة العثمانية” في “تشكيل وعي جيل بأكمله من الباحثين والمؤرخين العرب بالدولة العثمانية المتأخرة وبالأحداث العاصفة التي أدت إلى صعود فكرة القومية العربية”.
كما القت الشاعرة حدادين قصيدة بمناسبة الندوة بعنوان “وطني المقدس”.
وقال الكاتب والباحث كايد هاشم في ورقة له بعنوان “سليمان الموسى بين التاريخ والأدب” ان المؤرخ الراحل ينتمي إلى جيل يُطلق عليه البعض اسم “جيل الموسوعيين”، الذين ارتادوا منابع ثقافية متنوعة وتوسعت إطلاعاتهم وتشربوا أكثر من ثقافة دون أن يفقدوا الارتباط بروح ثقافتهم الأم وأصالتها.
ولفت إلى أن التاريخ والأدب في آثار الموسى يتلازمان بصرف النظر عن الشكل الذي يمكن أن يتداخلَ فيه فن أدبي مع فن آخر، فكتاباه “الحسين بن علي والثورة العربية الكبرى”، و”صور من البطولة”، على سبيل المثال، يجتمع فيهما البحث التاريخي في السيرة مع أسلوب القص والسرد، حتى لتخال في بعض الأحيان أن ما تقرأه أشبه بنواة روائية لسيرة النضال العربي خلال الثلث الأول من القرن العشرين في سبيل التحرر والوحدة والاستقلال، مستعرضا عددا من اعمال الموسى الادبية.
وفي ختام الندوة الاستذكارية اكد نجل المؤرخ الراحل؛ الزميل الدكتور عصام سليمان الموسى، ان سليمان الموسى كرس حياته للكتابة عن الوطن ورجالاته الغر الميامين، داعيا رابطة الكتاب الى المساعدة في اعادة طباعة بقية كتب المؤرخ الراحل من خلال التواصل مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى او الجهات الأخرى.
وعرض خلال الندوة فيلم قصير عن سيرة المؤرخ الراحل اعده المهندس سهيل الموسى.
ويعد المؤرخ الراحل سليمان الموسى مؤرخ الأردن والثورة العربية الكبرى الذي كتب حوالي خمسين كتابا من أشهرها (تاريخ الأردن في القرن العشرين) في جزئين، وكتاب (لورنس والعرب: وجهة نظر عربية) والذي ترجم الى ثلاث لغات عي الانجليزية والفرنسية واليابانية أوصلت مؤلفه للعالمية.
ومن كتبه “الحسين بن علي والثورة العربية الكبرى” و”تاريخ الأردن في القرن العشرين:(1900-1958) – بالاشتراك مع منيب الماضي، والجزء الثاني من كتابه الموسوعي “تاريخ الأردن في القرن العشرين: (1958-1997)، ومن ابرز اعماله الادبية “وجوه وملامح: صور شخصية، و”مشاهد وذكريات: من أدب الرحلات” و”أوراق من دفتر الأيام” و”ذلك المجهول” (قصص قصيرة) و”ثمانون : رحلة الأيام والأعوام”.
ونال الموسى جائزة الدولة التقديرية من وزارة الثقافة عام 1977؛ وجائزة عبد الله بن الحسين لبحوث الحضارة الإسلامية عام 1988.