م. هاشم نايل المجالي
إننا نعيش في عصر سمته التطور السريع ولا بد للمجتمعات ان تواكب وان تلحق وان تكون من عناصر قوته لتحقيق التنمية المستدامة، وهو اصلاح مجتمعي ويرفع من مستوى معيشة الفرد حيث الانفتاح العام عبر وسائل الاعلام الحديثة، للاطلاع على تجاربه الاصلاحية الايجابية اتجاه قضايا المجتمعات والتفاعل معها للتخلي عن السلبيات بحكم التوعية والارشاد والخبرة والتجارب والوسائل والامكانيات.
حيث هناك الاصلاح الفكري الذي يلعبه الاعلام بهدف اثارة وتغذية افكاره بالمعرفة، ولتجسيد الطابع الحضاري مع متطلبات العصر التنموية بروح المشاركة والتشاور والحوار حول مختلف القضايا.
فالاعلام التنموي يلعب دوراً هاماً واساسياً في التنمية المستدامة، ويعطي مفعوله لدى صانعي القرار لادراكهم لمختلف القضايا والتصدي لها بمشاريع تنموية لتحديث المجتمعات وابراز الجوانب المضيئة للمجتمعات وتحقيق المكتسبات.
كلنا يعلم ان هناك تفاعلا كبيرا متناميا للاعلام الحديث بوسائله المختلفة والمتعددة، حيث يشكل الاراء والتوجهات لافراد المجتمع من خلال نشره للافكار والمفاهيم والتوعية والارشاد لكافة شرائح المجتمع، سواء كانت وسائل الاعلام مرئية او سمعية او مقروءة حيث هناك قنوات وعلاقات مشتركة ومتبادلة بين وسائل الاعلام في العديد من المواضيع المشتركة، وذات اهتمام بالاعلام المتخصص مثل الاعلام التنموي، حيث ان هناك قصورا كبيرا في تشخيص هذا التخصص في ظل اقرار اللامركزية للمحافظات، كذلك اهمية ابراز تسليط الضوء على العديد من القضايا المهمة والارشادية والتوعوية التنموية والبيئة، وتعطيهم العديد من الافكار والخيارات لممارسة نشاطهم لوجود تحديات كبيرة في المجتمعات حول هذا الموضوع.
وهذا اعلام تفاعلي مع كافة الفعاليات والشركات والمصانع ومؤسسات الخدمات في تلك المجتمعات في ظل وجود اجيال ذكية قادرة على تطوير الافكار الابداعية لكافة المشاريع التنموية الصغيرة وغيرها.
مثال على ذلك مشروع فرز النفايات في المدارس وما سيحققه من دخل للمدرسة نفسها وللتجار المستفيدين من تلك الحاويات الورقية والزجاجية والبلاستيكية وهكذا، وهو بناء معنوي فكري للفرد كذلك فهو بناء مادي وهي حلول لمعالجة النفايات ودعوة لتطوير وتحضر المجتمعات.
كذلك فان الاعلام التنموي يرصد القضايا والمشاكل المتعددة في المجتمع ليسلط الضوء عليها ويبحث عن حلول ابداعية ومشاريع انتاجية، فهو توسيع للآفاق الفكرية بوجود اعلام مبرمج ومخطط لهذه الغاية التنموية ذو بعد اقتصادي، وهو ايضاً يبني القدرات البشرية ويساعد في رفع مستوى العلم حيث يشجع الفرد على البحث عن الافكار والمشاريع التنموية، فهناك وزارات ومؤسسات ومنظمات دولية وجمعيات تدعم الاهتمام بالتراث والبناء العمراني القديم وفي الاثار والقطع الاثرية وهكذا.
مما يشجع الفرد على الشعور بالمسؤولية بدل العبث او التصرف اللامسؤول في كثير من الامور، كذلك هناك مشاريع للاعشاب الطبية وخدماتية وانتاجية بالامكان طرحها من قبل بعض الشركات مثل التخلص من الالكترونيات واعادة تدويرها من قبل هذه الشركات، كذلك هناك دعم للمشاريع البيئية والتي تستدعي الادراك البيئي المسؤول من قبل الافراد والجماعات، وهذه المشاريع بالامكان تكرارها في العديد من المحافظات بنفس الاسلوب ونفس الامكانيات، لان اعادة التدوير واحدة مع فتح المجال للابداع والابتكار وهي مشاريع ممولة من المنح الاوروبية في كثير من الدول التي سبقتنا في طرح تلك المشاريع، والتي تخلق فرص عمل عديدة لشبابنا الذين اصبحوا يجوبون الطرقات من محافظاتهم الى عمان وهي ظاهرة نتمنى ان تتكرر حتى لا تصبح نهجا يتبعه الكثير فلا بد من حلول مبتكرة.