هل يتسبب فيروس كورونا في “انقلاب” على عقود اللاعبين؟
ثمة شكوك تحوم حول مستقبل عقود لاعبي كرة القدم وكرة السلة في كثير من الأندية الأوروبية والأميركية، بعد الخسائر الهائلة التي ستصيب الاقتصاد العالمي، نتيجة الاجراءات التي فرضتها الدول للتقليل من الخسائر البشرية جراء الإصابة بالفيروس، ما أصاب مختلف مناحي الحياة بشلل شبه تام.
ولعل القائمين على الوضع الصحي في العالم، فوجئوا بانهيار النظام الصحي في كثير من بلدان العالم المتقدمة اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا، وحينئذ طرح سؤال: هل تنفق الدول عبر أنديتها على عقود اللاعبين بمقدار ما تنفقه على الأنظمة الصحية، لا سيما المتعلقة بالمختبرات والدراسات لمعالجة الأمراض والفيروسات؟.
قبل بضعة أشهر كان العالم يتابع أخبار بورصة نجوم كرة القدم لا سيما في الدوريات الخمس الكبرى، ويراقب تلك الأرقام الفلكية التي تنفقها الأندية أو تطالب بها كشرط جزائي للتخلي عن نجومها، حيث تبدو المفارقة كبيرة بين الانفاق الرياضي والانفاق على الأنظمة الصحية، ويكفي القول بأن الاستغناء عن لاعبين بوزن ليونيل ميسي ونيمار ومبابي وكريستيانو رونالدو فقط، قد يتطلب دفع نحو مليار يورو وربما أكثر من ذلك، وكثير من الأندية مستعدة لكسر الشرط الجزائي للحصول على هذا النجم أو ذاك، مقابل ذلك تصرف الدول مبالغ هزيلة على الجوانب الصحية.
ومن المؤكد أن الكابوس الذي تعيشه مختلف دول العالم لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة والصين، جراء عدم القدرة على إيقاف خطر فيروس كورونا الذي يحصد يوميا أرواح نحو 2500 شخص في مختلف دول العالم، يجعل تلك الدول بل والعالم بأسره، تعيد النظر في سياساتها فيما يتعلق بأوجه الانفاق، وهو الأمر الذي قد يتسبب في هبوط حاد ليس في بورصة الأسهم أو أسعار النفط فحسب، وإنما في عقود الرياضيين التي تقدر سنويا بعشرات المليارات من الدولارات.
ولعل مسارعة العديد من الأندية العالمية للدخول في مفاوضات مع لاعبيها لتقليص حجم رواتبهم في المرحلة المقبلة، ما هو الا البداية، بعد أن تتكشف فداحة الخسائر المالية، التي لا يمكن مقارنتها بفداحة الخسائر البشرية، ومع ذلك فإن الاشارة إلى الخسائر الاقتصادية أمر لا مفر منه، وبالتالي فإن ثمة خلافات متوقعة بين اللاعبين وأنديتهم، حول مقدار “التضحية” التي يمكن أن يقدمها اللاعبون لكي تتمكن الأندية من تعويض خسائرها، خصوصا إن لم تدفع شركات البث التلفزيوني كامل ما عليها من التزامات خصوصا بعد توقف المسابقات مطولا. ومن المؤكد أن عددا من نجوم الرياضة العالمية، قدموا تبرعات للمنظمات والهيئات الصحية والانسانية، لكن تلك التبرعات لا تشكل مقدار “نقطة في بحر” من حجم الاحتياجات، لكنها تبقى مبادرات ذات دلولات إيجابية. قد يرى البعض في فيروس كورونا “الضارة النافعة”، حين أعاد الناس إلى منازلهم ومتن العلاقات الأسرية، وفي ذات الوقت فرض تساؤلا حول أيهما أجدى نفعا للشعوب والدول، الانفاق على الجوانب الرياضية ببذخ أم تحويل تلك الارقام الفلكية لصالح المنظومة الصحية؟.
لقد استمتع العالم بمهارات نجوم الرياضة في مختلف الالعاب وعلى رأسها كرة القدم، لكنه اليوم، يتساءل كيف السبيل للبقاء على قيد الحياة قبل عودة الحياة الى الملاعب والصالات الرياضية؟.