مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رعى وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الدكتور محمد الخلايلة الاحتفال الذي تقيمه الوزارة بذكرى الإسراء والمعراج الشريفين.
وقال الخلايلة خلال الحفل، إن حياة نبينا محمد وسيرته العطرة جاءت مدرسة عظيمة تعلم العلم، والتربية، والقيم السامية، والأخلاق الكريمة التي تنهض بها الأمم، وترتقي بها في مدارج السمو والرقي في شتى مجالات الحياة الإنسانية، فالله تعالى قد رباه على عينه وجعله عظيم الخلق، وأيده بالمعجزات الباهرات التي تدل على صدق نبوته.
وأضاف أن الثبات على المبدأ مع بذل الوسع والطاقة والصبر وتحمل الألم والصفح والإصرار على بلوغ أسباب النجاح التي لها ما بعدها من الفرج بعد الضيق واليسر بعد العسر، والرخاء بعد الشدة، فقد جاءت ضيافة الإسراء والمعراج بعد هذه الأحداث الجسام في حياة رسول الله، فكانت ضيافة ربانية وتكريما ربانيا وشحذا لهمة رسول الله من السجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، ليصلي النبي صلى الله عليه وسلم إماما بالأنبياء جميعا، ويكون إمامهم وخاتمهم.
وأكد أن واقع الإسراء هو من جعل المسلمين على مر التاريخ يستبسلون في الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك والدفاع عنه منذ العهدة العمرية إلى تحريره في عهد صلاح الدين إلى الوصاية الهاشمية، وإننا اليوم في ذكرى الإسراء، وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من هجمة شرسة من قبل الاحتلال مدعوون لأن نقف صفا واحدا في وجه كل المحاولات التي تحاول النيل من مقدساتنا الإسلامية.
وشدد على أن الإسراء إلى المسجد الأقصى له دلالة باهرة على أهمية هذا المسجد ومكانته في الإسلام، وأنه جزء لا يتجزأ من عقيدة المسلمين ودينهم، ومن ظن أن المسلمين في يوم من الأيام سيتنازلون عن شبر من أرض المسجد الأقصى أو يتناسون المسجد الأقصى فهذا واهم ولا يعلم حقيقة الإسلام، وأنه باق إلى يوم الدين.
وأشار إلى دور الأردن بقيادته الهاشمية، حيث ما زال يواصل الدفاع عن القدس ومسجدها الأقصى المبارك سواء في جانب الرعاية والإعمار أو في جانب الدفاع عنه في كل المحافل الدولية حيث يؤكد جلالته أمام العالم أجمع بأن المسجد الأقصى المبارك حق خالص للمسلمين دون سواهم ولا يقبل القسمة الزمانية أو المكانية وهي الحقيقة التي يتمسك بها كل المسلمين في العالم.
من جهته، قال سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، إن الإسراء والمعراج معجزتان عظيمتان خالدتان تمنحنا ثقة بالله تعالى ومحبته، وتذكرنا بعظمة الله سبحانه وقدرته، وتوضح لنا ما يلقاه الصادقون الصابرون من عناية الله ورعايته، ومن تكريم الله تعالى وحفظه، بل ومن تسخير الله تعالى لقوى الكون ونصرته.
وأشار إلى أنها كانت رحلة الإسراء والمعراج الشريفين تكريماً للرسول صلى الله عليه وسلم، وتجديداً لعزيمته وثباته، مؤكدا أن الرحلة آية كبرى تعبر عن حب الله الكريم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم لأصحابه والتابعين، بل أظهرت الحنان الإلهي والتكريم الرباني لبني آدم.
وأضاف الخصاونة أن هذه المعجزة هي اختبار للمسلمين بحقيقة إيمانهم بالغيب، وبصدقهم أيضاً بالمعجزات الربانية ويقينهم بقدرة الخالق سبحانه وتعالى، وهذا ما تحتاجه الأمة في كل مرحلة من مراحل الحياة فمن صدق واطمأن قلبه للأيمان فقد فاز ونجا في الدنيا والآخرة، ومن تردد فقد سقط في التكذيب والنفاق وخاب وخسر في الدنيا والآخرة.
وجرى خلال الحفل عرض فيديو قصير عن دور الوصاية الهاشمية بالحفاظ على القدس والمقدسات، وفقرة إنشادية قدمتها فرقة الأناشيد الإسلامية التابعة للوزارة.
وحضر الاحتفال، سماحة قاضي القضاة الشيخ عبد الحافظ الربطة، وسماحة إمام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد الخلايلة، ووزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى، ووزيرة الثقافة هيفا النجار، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والأعيان، وعدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى الأردن وضباط وضباط صف من القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي والأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية، والقطاع النسائي.